الاحتلال يستهدف قادة "حماس" في الضفة الغربية قبيل الانتخابات

الاحتلال يستهدف قادة "حماس" في الضفة الغربية قبيل الانتخابات

22 فبراير 2021
اعتقالات في الضفة الغربية (إليا يفيموفيتش/Getty)
+ الخط -

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، القياديين في حركة "حماس" مصطفى الشنار (60 عاماً)، المحاضر في جامعة النجاح بنابلس، والصيدلاني عمر عبد الرحيم الحنبلي (50 عاماً)، بعد دهم منزليهما في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك قبيل الانتخابات الفلسطينية العامة المقبلة، فيما أكد "نادي الأسير الفلسطيني" أن الاحتلال نفذ اعتقالات طاولت 15 فلسطينياً على الأقل خلال اقتحامات في الضفة الغربية.
وقال منتصر الشنار، نجل المحاضر الجامعي مصطفى الشنار، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال دهمت المنزل وخربت محتوياته وحققت مع والدي قبل إبلاغه بقرار اعتقاله"، لافتاً إلى أن والده يعاني من أمراض عدة، ويحتاج إلى رعاية صحية خاصة.
وأوضح الشنار أن والده اعتقل مرات عدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، آخرها في نهاية عام 2018، حيث أمضى خمسة أشهر، وأفرج عنه في إبريل/ نيسان 2019.
ولفت الشنار إلى أن والده عانى خلال اعتقالاته السابقة من ظروف صحية سيئة، وكان قد أُصيب خلال اعتقالٍ سابق في عام 2013 بنوبتين قلبيتين حادتين بشكل منفصل في سجن مجدو، نُقل على إثرها إلى عيادة السجن، قبل نقله إلى مستشفى العفولة الإسرائيلي للعلاج.
أما الحنبلي، فهو أيضاً أسير محرر اعتُقل مرات عدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وجاء اعتقال القياديين الشنار والحنبلي بعد أقل من أسبوع على اعتقال الاحتلال للقياديين في حركة "حماس" النائب ياسر منصور والشيخ عدنان عصفور، وهما من مدينة نابلس أيضاً.
وقال الناشط في متابعة قضايا الأسرى، فؤاد الخفش لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال يستهدف حركة حماس بشكل مركز، لكن دون اتباع أسلوبه السابق بشنّ حملة اعتقالات تطاول المئات دفعة واحدة، لعدم إثارة الرأي العام، لكنه ماضٍ في حملته التي ستشتد كلما اقتربنا من موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في مايو/ أيار المقبل".
وتابع الخفش: "لدى حماس وجود قوي في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، لكنه يتركز في مدينتي نابلس والخليل، اللتين تضمان قادة يؤثرون في صنع القرار، لكن الحملة ستطاول الجميع، وهدفها دون أدنى شك إيصال رسالة إلى حماس بأنها ملاحقة ولم يسمح لها بالعودة للعمل السياسي والميداني".
قيادي بارز في حركة "حماس" بالضفة الغربية، أكد أن استهداف قيادات الحركة وكوادرها ونشطائها لن يدفع الحركة إلى تغيير مواقفها المعلنة، سواء على الصعيد السياسي أو المقاوم.
وأوضح القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الاعتقالات نهج قديم جديد يسلكه الاحتلال الإسرائيلي مع مكونات المجتمع الفلسطيني عامة، ومع حماس على وجه الخصوص، وهو يتعاظم مع كل انفراجة سياسية على الصعيد الفلسطيني الداخلي، في محاولة منه لثني الحركة عن مواصلة طريقها الذي اختطته".
وتابع: "الانتخابات المقبلة جزء من عملية تشارك فيها حماس لإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس الشراكة، وهذا لا يروق الاحتلال، ومن هنا تأتي حملات الاعتقال التي يشنها بحقنا".

وشهدت محافظات عدّة بالضفة الغربية، اليوم الاثنين، عمليات اعتقال طاولت 15 فلسطينياً على الأقل، وفق ما أوضحت لـ"العربي الجديد"، مسؤولة الإعلام في "نادي الأسير الفلسطيني"، أماني السراحنة، مشيرة إلى أن الاعتقالات توزعت في القدس، ونابلس، وبيت لحم، وجنين، وأريحا.
في هذه الأثناء قال مدير "نادي الأسير الفلسطيني" في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر قصي حنايشة، والأسير المحرر مؤمن أبو الرب والشاب مثنى كميل، وهم من بلدة قباطية جنوب جنين، إضافة إلى اعتقال الأسير المحرر أحمد شقفة من مخيم جنين".
من جهة ثانية، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت فجر اليوم الاثنين، الفتى طارق زياد عرفة (17 عاماً)، والشاب وائل سالم، والشقيقين علي وعثمان يوسف عرفة من الدهيشة في بيت لحم، إضافة إلى الشاب تقي مناصرة من بلدة الدوحة في بيت لحم، فيما أشارت المصادر إلى اندلاع مواجهات خلال عمليات الاعتقال، ولم يبلَّغ عن وقوع إصابات.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، صباح اليوم، حيَّي المطار وكفر عقب شمال القدس المحتلة واعتقلت شابين، تخللها إغلاق جنود الاحتلال لحاجز قلنديا العسكري، واندلاع مواجهات هناك، وأطلقت قنابل الغاز تجاه المواطنين، ما سبّب بحالات اختناق عولجت ميدانياً.

على صعيد منفصل، ووسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال، شرعت بلدية الاحتلال في القدس، صباح اليوم الاثنين، بهدم بناية مكونة من طابقين يشملان أربع شقق سكنية تعود لحارس المسجد الأقصى فادي عليان من بلدة العيسوية، وسط القدس المحتلة، بحجة البناء غير المرخص.
واستبقت قوات الاحتلال عملية الهدم هذه بنشر المئات من جنودها في بلدة العيسوية ومحيطها وعند محاور الطرق المؤدية إلى المبنى، فيما اندفعت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى محيط المبنى دعماً وإسناداً لعائلة عليان، وسط تدافع بينهم وبين جنود الاحتلال الذين استعانوا بكلاب بوليسية.

المساهمون