بينما تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة المحاصر وتزداد المؤشرات على تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل استمرار منع دخول الوقود وشح المساعدات، يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية حيث قالت وسائل إعلام عبرية، مساء السبت، إنّ جيش الاحتلال أدخل جميع ألويته النظامية من المشاة والمدرعات إلى قطاع غزة المحاصر، في إطار تحشيد عسكري متواصل منذ أيام بعد قراره توسيع العمليات البرية في القطاع.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغارات الجوية المتواصلة لجيش الاحتلال منذ فجر السبت إلى 52 شهيداً، وسط تصاعد في حدة العمليات العسكرية في مختلف مناطق القطاع، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". ويأتي هذا التحشيد العسكري الإسرائيلي ضمن حرب الإبادة التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها بحق الفلسطينيين في غزة، والتي أدت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى استشهاد وإصابة أكثر من 176 ألفاً، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت بما يزيد على 11 ألف مفقود.
في الأثناء، يسود غموض بشأن بدء "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، توزيع المساعدات الغذائية في غزة. وكشف موقع واينت العبري، أمس السبت، أن عمل الشركة الأميركية لتوزيع المساعدات المقرر أن يبدأ الأحد، قد تأجل مجدداً. والسبت، ذكرت وكالة أسوشييتد برس نقلاً عن خطاب حصلت عليه، أنّ إسرائيل ستغير مسارها وقد تسمح لمنظمات الإغاثة العاملة في القطاع المحاصر بالبقاء مسؤولة عن المساعدات غير الغذائية، بينما تترك مسؤولية توزيع الأغذية لمجموعة أُنشئت أخيراً بدعم أميركي. ويشير هذا التطور، بحسب الوكالة، إلى أنّ إسرائيل قد تتراجع عن خططها الرامية إلى إحكام السيطرة على جميع المساعدات لغزة ومنع وكالات الإغاثة القائمة منذ فترة طويلة في القطاع من إيصالها بالطريقة نفسها التي كانت تقوم بها في الماضي. ولم توضح حكومة الاحتلال بعد نوع المساعدات غير الغذائية التي ستسمح للمنظمات بتولي مسؤوليتها.