يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائمه في قطاع غزة، حيث نسف منازل سكنية تقع شرقي مدينة غزة، وسط القطاع، في وقت جدّد فيه وزير الأمن يسرائيل كاتس تأكيده أن سياسة إسرائيل واضحة بعدم دخول أي مساعدات إلى قطاع غزة.
واعترف وزير الأمن الإسرائيلي باستعمال المساعدات الإنسانية ضمن أساليب الحرب والعقاب الجماعي ضد المدنيين، بقوله إن "قطع المساعدات الإنسانية إحدى أدوات الضغط المركزية التي تحرم حماس استخدام المساعدات لإبقاء سيطرتها على السكان، ومن المؤسف أن هناك من يحاول التضليل"، وفق مزاعمه.
إلى ذلك، قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، إن الأخير زار شمال قطاع غزة بصحبة وزير الأمن وقائد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولين كبار آخرين.
وفي ما يتعلق بجهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، شدد ممثل حركة حماس في طهران خالد القدومي، على أن "أي مقترح لوقف إطلاق النار لا يأخذ في الاعتبار مصالح شعبنا، لن يكون قابلاً للتنفيذ". وكان قيادي في حركة حماس قد قال في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن التقديرات الداخلية بشأن جولة المفاوضات التي شهدتها القاهرة فشلت، في ظل التصور الذي طُرح خلالها. وشدد القيادي على أن المقترح المقدم بصيغته التي تسلمها الوفد المفاوض مرفوض تماماً بإجماع الفصائل وغير قابل للنقاش، في ظل اشتراطه نزع سلاح المقاومة، وعدم تقديمه ما يفيد بإنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من كامل الأراضي التي يوجد فيها داخل قطاع غزة.
إلى ذلك، كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد" عن تلقي الفريق المعنيّ بالوساطة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي استفسارات من واشنطن بشأن مصير الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية في أعقاب ما أعلنه أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم أمس الثلاثاء عن فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة.
في المقابل، أكد مصدر قيادي في حركة حماس لـ"العربي الجديد" تلقي اتصالات من الوسيط المصري بشأن إعلان كتائب القسام. وقال القيادي إنه سبق أن أكدت الحركة مراراً أنّ السياسة المتبعة من الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال لن يفضي استمرارها إلا إلى القضاء على الأسرى. وشدد على أنّ الحركة لا يمكنها أن تقبل بالمقترح المطروح حالياً، الذي لا يهدف إلا إلى انتزاع ورقة الأسرى، ومن ثم استكمال الإجهاز على القطاع.
على الصعيد الإنساني، قالت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأربعاء، إن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية" للفلسطينيين ومن يحاولون مساعدتهم، في وقت قال فيه مسعفون إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 13 على الأقل في شمال القطاع وواصل هدم المنازل في رفح بجنوبه. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الخدمة الصحية في المستشفيات تُقدم وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية، مشيرة إلى أن أزمة نقص الأدوية تُعيق عمل الطواقم الطبية لإتمام التدخلات الطارئة للجرحى. وأضافت أن مئات المرضى والجرحى لا تتوفر لهم أدوية وتزداد معاناتهم مع إغلاق المعابر. ولفتت الوزارة إلى مرضى السرطان والفشل الكلوي والقلب الأكثر تأثراً بنقص الأدوية والمهام الطبية.
تطورات استئناف الحرب على غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول...