يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة التي استأنفها منذ 18 مارس/ آذار الماضي، حيث أعلن اليوم عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين في صفوفه في معارك شمالي القطاع، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف الحرب وانهيار وقف إطلاق النار مع حركة حماس في 18 مارس/ آذار. في الأثناء، قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة إن الضغط العسكري الذي تمارسه تل أبيب على حماس يعرض حياة أبنائهم للخطر، ويزيد الحركة الفلسطينية تمسكاً بشروطها للقبول بصفقة. وتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب للمطالبة بإعادة الأسرى "ولو على حساب وقف الحرب على قطاع غزة".
من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمة مصورة، مساء اليوم السبت، إنه لن يقبل "بالشروط التي وضعتها حماس ولن ننهي الحرب قبل القضاء على الحركة وإعادة الرهائن". وأضاف ضمن ادعاءاته "نحن في مرحلة حاسمة من المعركة مع حماس ولهذه الحرب أثمان كبيرة".
في المقابل، أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) أن كتائب القسام تمكنت من انتشال شهيد كان مكلفاً بتأمين الأسير ألكسندر عيدان، الذي يحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية. وأضاف أبو عبيدة أنه "لا زال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولاً". وقبل ذلك، نشرت كتائب القسام اليوم مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي لديها بعنوان "قريباً... الوقت ينفد". الفيديو الذي بلغت مدّته 21 ثانية، حمل رسالة صوتية من محتجز إسرائيلي موجهة إلى والدته، قال فيها: "والدتي العزيزة، بالتأكيد أنتِ تحاربين من أجلي كما عهدتك". ولم تظهر "القسام" في الفيديو صورة هذا المحتجز، ولم تكشف عن اسمه أو أي تفاصيل متعلقة به. وختمت الفيديو بصورة لساعة رملية، كتبت أسفلها باللغات العربية والإنكليزية والعبرية، "الوقت ينفد".
من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع وفد من المكتب السياسي لحركة حماس، الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية، لوكالة الأناضول السبت، أنّ فيدان التقى رئيس مجلس شورى حركة حماس محمد درويش، والوفد المرافق له في أنقرة. وأوضحت المصادر أن الجانبين تناولا خلال اللقاء الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة. وفي وقت سابق السبت، قالت حركة حماس إنّ وفداً من قيادتها برئاسة محمد درويش التقى رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالن، في تركيا. وأضافت في بيان أن الوفد استعرض "مجريات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والتجويع المستمر للمواطنين، ومنع إمدادات المياه والطعام، وتدمير ونسف المباني والمنشآت السكنية والبنى التحتية، وإنهاء مظاهر الحياة ومحاولة تهجير المواطنين من أرضهم". وأشار البيان إلى أن قيادة الحركة جددت "استعدادها للتوصل الفوري إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب من القطاع مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار والشروع الفوري بتطبيق المقترح المصري بإنشاء لجنة خاصة لإدارة قطاع غزة من مستقلين وشخصيات وطنية مهنية".
تطورات استئناف الحرب على غزة ينقلها "العربي الجديد" أولاً بأول...