استمع إلى الملخص
- استمر الاقتحام نحو عشر ساعات، حيث تم تدمير البنية التحتية واقتحام مسجد خالد بن الوليد، واعتبر المواطنون هذا الاقتحام الأكبر منذ بدء العدوان على مخيم جنين في يناير الماضي.
- يأتي الاقتحام ضمن عدوان مستمر على الضفة الغربية، حيث أجبرت آلاف العائلات على النزوح، وبلغ عدد الشهداء 49 منذ بدء عملية "السور الحديدي".
منذ فجر اليوم الثلاثاء، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عمليات تجريف واسعة للشوارع الرئيسية في الحي الشرقي من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، مستخدمة جرافاتها الضخمة التي امتدت من منطقة البيادر إلى أقصى الحي لمسافة تصل إلى نحو خمسة كيلومترات.
وبحسب المواطن أحمد أمين السعدي، وهو أحد سكان الحي الشرقي وصاحب بقالة دمرتها الجرافات، فإن الاحتلال لم يكتفِ بتجريف الشارع الرئيسي الذي يمر أمام منزله، بل تعمد الحفر بعمق يصل إلى مترٍ تقريباً، ما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات. ويقول السعدي لـ"العربي الجديد": "كانت بقالتي تقع على الشارع الرئيسي أمام منزلي، لكنها لم تصمد أمام آلة التدمير الإسرائيلية، فقد دُمرت بالكامل بمحتوياتها".
معاناة كبيرة تسببت بها قوات الاحتلال لأهالي الحي الشرقي، بفعل تدمير الشوارع، فالطرق أصبحت محفرة وغير صالحة للسير، ما يجعل التنقل صعباً للغاية، كما يوضح السعدي، واصفاً ما حدث بأنه "إعادة الحي إلى العصر البدائي". وبحسب المواطن ظافر العبوشي، أحد سكان الحي الشرقي وصاحب مخزن دمرته قوات الاحتلال، في حديث لـ"العربي الجديد"، فقد بلغ حجم الدمار نحو خمسة كيلومترات من الشوارع والأزقة المختلفة، حيث لم تكتفِ الجرافات الإسرائيلية بتدمير الطرق، بل استهدفت المنشآت التجارية، والمركبات التي كانت متوقفة في الطرقات، وهدمت أسواراً.
يقول العبوشي: "نحو الساعة الواحدة من فجر اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي برفقة جرافات ضخمة، وشرعت في عمليات تدمير واسعة لشوارع الحي، امتدت من منطقة البيادر وصولًا إلى شارع المدارس وشارع مسجد خالد بن الوليد، بالإضافة إلى شوارع فرعية، ما أدى إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي والاتصالات وانقطاع الكهرباء لعدة ساعات عن الحي"، مشيراً إلى أن جرافات الاحتلال دمرت مخزناً له بالكامل رغم أنه يبعد نحو 30 متراً عن الشارع الرئيسي.
ووفق العبوشي، فإنه لم تمضِ سوى أسابيع على تعبيد الشوارع في الحي الشرقي إثر تدميرها من اقتحامات سابقة، واليوم يعاني أهالي الحي مرة أخرى، وتسبب ذلك بمعاناة كبيرة لهم. ويقول العبوشي: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الحي الشرقي من جنين بهذا الحجم منذ بدء العدوان على مخيم جنين في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستمر الاقتحام اليوم نحو عشر ساعات".
وخلال الاقتحام للحي الشرقي، دهمت قوات الاحتلال مسجد خالد بن الوليد في الحي، حيث اقتحمه الجنود وداسوا على سجاده بأحذيتهم خلال عملية التفتيش. كما دمر الاحتلال سورَي منزلَي نجلي المواطنة شفاء البيك، في الحي الشرقي، فقط لكونهما يقعان بجوار مسجد خالد بن الوليد، الذي تعرض لاقتحام وتفتيش دقيق من قبل جنود الاحتلال.
وتقول البيك لـ"العربي الجديد": "لقد استهدفت جرافات الاحتلال المنشآت التجارية الواقعة على امتداد الشارع الرئيسي قرب المسجد وكل الشوارع التي كانت تمر منها الجرافات، حيث تعرضت العديد من المحال التجارية للهدم، ما كبّد أصحابها خسائر فادحة". ولم تسلم المؤسسات التعليمية من هذا العدوان، إذ أقدمت قوات الاحتلال على تدمير أسوار المدارس القريبة، في خطوة إضافية تعمّق معاناة السكان.
ويأتي هذا الاقتحام بعد عشرة أيام من استهداف الحي الشرقي بغارة من طائرة مسيّرة، أدت إلى استشهاد ثلاثة شبان، وقد عادت قوات الاحتلال حينها لاقتحام موقع القصف، لكنها انسحبت بعد وقت قصير، فيما استمر الاقتحام اليوم عشر ساعات وسط تدمير كبير.
في السياق، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على مدينة ومخيم طولكرم لليوم السادس عشر على التوالي، ومخيم نور شمس شرق طولكرم لليوم الثالث على التوالي، كما تواصل عدوانها على مخيم جنين لليوم الثاني والعشرين على التوالي، ومخيم الفارعة لليوم الثاني عشر على التوالي، بينما تم إجبار آلاف العائلات في تلك المخيمات على النزوح الى خارجه وسط تدمير كبير.
ومنذ بدء عملية "السور الحديدي" التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة ومخيم جنين في الحادي والعشرين من الشهر الماضي وحتى الآن، وتوسعت لتشمل تلك المخيمات إضافة لبلدة طمون جنوب طوباس، بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 49 شهيداً.