الاحتلال يخشى جنازة الشهيد عودة الهذالين ويحاول فرض شروطه
استمع إلى الملخص
- الخلافات تتركز حول موقع الجنازة، حيث يصر الجيش على إقامتها في أم الخير، بينما تصر العائلة على موقع آخر، مما أدى إلى تأخير تسليم الجثمان.
- المستوطن ليفي، المتورط في الحادث، يخضع للتحقيق بتهمة "القتل غير العمد"، وقد أُدرج سابقاً في "القائمة السوداء" الأميركية بسبب أعمال عنف ضد الفلسطينيين.
بعد ثلاثة أيام على استشهاد الفلسطيني عودة الهذالين (31 عاماً)، من تجمّع أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية برصاص المستوطن يانون ليفي، ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي، يحاول فرض شروطه على الجنازة ومكان إقامتها، بذريعة تفادي أحداث قد تزيد من التوتر القائم، بينما تطالب العائلة بإجراء الجنازة من دون أية قيود.
واغتيل الهذالين، بدم بارد، الاثنين الماضي، برصاصة في صدره خلال اقتحام المستوطنين لأراضي السكّان الخاصّة. ومنذ إصابته ونقله إلى مُستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث أعلن الأطباء وفاته، لا يزال جثمانه في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد موقع واينت العبري اليوم الخميس، بوجود حوار جارٍ بين جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وعائلة الشاب الشهيد، بشأن ترتيبات الجنازة. ويوضح الجيش أن إقامة الجنازة مشروطة بعدة أمور، من بينها تحديد عدد المشاركين، ومنع رفع أعلام "تحريضية"، وتجنّب "الهتافات التحريضية".
ومن أبرز نقاط الخلاف مسألة موقع الجنازة، إذ يطالب الجيش الإسرائيلي بإقامتها داخل تجمّع أم الخير، بدلاً من منطقة يصنّفها على أنها "محل نزاع" بين الفلسطينيين والمستوطنين. ووفقاً لتعليمات قائد قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، آفي بلوت، من المفترض أن تُجرى مراسم الجنازة في أقرب مقبرة "قانونية" متاحة، وهي في هذه الحالة تقع في مسافر يطا.
في المقابل، تصرّ العائلة وفق الموقع العبري نفسه، على إقامة الجنازة في أم الخير، لكن الأرض المصنفة على أنها "أراضي دولة" تُشكل عائقاً أمام ذلك. كما تطالب العائلة بأن تُقام الجنازة من دون أي قيود على عدد المشاركين.
وأنهت شرطة الاحتلال أمس الأربعاء، تحقيقاتها المتعلّقة بتشريح الجثة، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجيش والعائلة، ما أدى إلى تأخير الجنازة وتسليم الجثمان. ولا يُستبعد أن تصل الخلافات إلى حسم قضائي في المحكمة. ويوم أمس، مددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية احتجاز أربعة فلسطينيين من سكان أم الخير لمدة ثمانية أيام بحجة وجودهم في الحدث الذي أدى إلى استشهاد الهذالين، أي وقت اعتداء المستوطنين عليهم.
وكتب القاضي، في قراره المنحاز إلى القاتل: "عُرض عليّ مقطع فيديو يُرجّح أنه صُوّر من قبل السكان، يظهر فيه صاحب الجرافة (المستوطن) وهو يحمل مسدساً بيده. يمكن ملاحظة أنه يشعر بالخوف والتهديد وهو يلوّح بسلاحه محاولاً إبعاد من حوله". وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد "تحقيقات" أجرتها، قد سرّحت ليفي، إلى الاعتقال المنزلي، في المزرعة الاستيطانية القريبة من مكان الحدث، "هار شيمش"، في ما تستمر التحقيقات معه بشبهة "القتل غير العمد واستخدام غير قانوني للسلاح الناري".
يذكر أن المستوطن القاتل ليفي، أُدرِج سابقاً ضمن "القائمة السوداء" الأميركية خلال فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بسبب تورطه في أحداث عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. كما فرضت عليه دول أخرى عقوبات.