ربع مليون يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في الأقصى رغم الاحتلال

ربع مليون شخص يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في الأقصى رغم إجراءات الاحتلال

29 ابريل 2022
منعت قوات الاحتلال مَن هم دون الخمسين عاماً من دخول الأقصى (أحمد الغربلي/فرانس برس)
+ الخط -

أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، رغم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المشددة.

وقدر مراقبون ونشطاء في المسجد الأقصى عدد الذين أدوا صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد بنحو 250 ألف شخص، رغم تقديرات أولية لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تفيد بأنّ العدد بلغ نحو 160 ألفاً.

وصرحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأنّ 160 ألف شخص أدوا صلاة الجمعة في الأقصى وسط إجراءاتٍ مشددة من الاحتلال الإسرائيلي على أبواب المسجد.

ومنذ ساعات الصباح الأولى توافد الآلاف من الفلسطينيين من مناطق ومدن الضفة الغربية والداخل المحتل عام 48 للصلاة في المسجد الأقصى.

وفور انتهاء صلاة الجمعة في الأقصى انتظمت تظاهرة ومسيرة في ساحات المسجد انتهت أمام قبة الصخرة المشرفة.

ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات حركة "حماس"، وهتفوا للمقاومة الفلسطينية وكتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، وللقائد العام للكتائب محمد الضيف وللناطق باسم الكتائب أبو عبيدة، إضافة لهتافات وطنية وأخرى تدعو للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال.

وخلال التظاهرة شهد المسجد الأقصى ومحيطه توتراً، خاصة أن قناصة الاحتلال اعتلوا أسطح البنايات المحيطة بالمسجد، تزامناً مع تحليق طائرة تابعة للاحتلال بالأجواء في محاولة لرصد الأوضاع في المسجد.

الصورة
المسجد الأقصى
تظاهرة ومسيرة في ساحات المسجد الأقصى (العربي الجديد)

وتزامناً مع ذلك، شهدت البلدة القديمة انتشاراً مكثّفاً لقوات الاحتلال المدججة بالأسلحة، التي ضيّقت على المصلين والوافدين عن طريق تفتيشهم أو تفتيش هوياتهم واحتجازها.

وتفرض سلطات الاحتلال قيودًا على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة، لمنعهم من أداء الصلاة.

وحصلت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أدت إلى إصابة العشرات واعتقال آخرين، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد، بعد أداء عشرات آلاف الأشخاص صلاة فجر اليوم في جمعة فجر عيد الانتصار.

وفي أعقاب اقتحام المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى وإيقاع عشرات الإصابات في صفوف المصلين في الجمعة الأخيرة من رمضان، دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة إضافية من جنودها إلى البلدة القديمة في القدس، وسط إغلاق تام للمدينة المقدسة.

وحاصرت قوات الاحتلال أبواب الأقصى بالحواجز الحديدية، ومنعت دخول من تقلّ أعمارهم عن خمسين عاماً من الدخول، قبل أن تضطر لاحقاً إلى تخفيف قيودها، خشية تحول حواجزها إلى نقاط اشتباك.

وطاردت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الشبان داخل البلدة القديمة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 19 شاباً من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، داخل القدس، وذلك بالتوازي مع اعتقالات احترازية لشبان مقدسيين تتهمهم بالمشاركة النشطة في المواجهات الأخيرة.

وانعكست إجراءات الاحتلال المشددة على البلدة القديمة سلباً على تجار البلدة القديمة في القدس، إذ كانوا يعوّلون كثيراً على توافد عدد كبير من المواطنين في الجمعة الأخيرة من رمضان لإنعاش الحركة التجارية داخل أسواق البلدة القديمة التي تشهد منذ سنوات حالة من الركود التجاري، فضلاً عن ضرائب الاحتلال الباهظة بحقهم.

وقال التاجر محمد النتشة، أحد أصحاب المحال التجارية في سوق خان الزيت لـ"العربي الجديد"، إن قيود الاحتلال المشددة على دخول البلدة القديمة ستُلحق خسائر كبيرة بالتجار الذين ينتظرون كل عام بشوق الشهر الفضيل لكي تنتعش أحوالهم الاقتصادية بعد الانتكاسات الكثيرة التي أصيبت بها الحركة التجارية، وخصوصاً منذ جائحة كورونا.

اعتقلت قوات الاحتلال في اقتحام واحد للأقصى أكثر من 600 مقدسي تم إبعادهم جميعاً عن البلدة القديمة والأقصى حتى نهاية مايو

واستعد تجار البلدة القديمة منذ بداية الشهر الفضيل لاستقبال الوافدين إلى المدينة المقدسة بعد استيرادهم كميات كبيرة من البضائع التي تنتظر فرصة لتسويقها.

وكانت اقتحامات قوات الاحتلال المتتالية للمسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل قد سببت إصابة المئات من المصلين برصاص قوات الاحتلال، وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة، فيما فقد شاب إحدى عينيه. كما كان لافتاً استهداف الاحتلال حراس الأقصى في عيونهم، حيث يتهدد الخطر شخصين منهم بفقدان عينيهما جراء إصابتيهما.

واعتقلت قوات الاحتلال في اقتحام واحد للأقصى أكثر من 600 مقدسي، أُبعِدوا جميعاً عن البلدة القديمة والأقصى حتى نهاية مايو/أيار المقبل، إذ تعرضوا خلال اعتقالهم للقمع والتنكيل والضرب العنيف.

ودفعت إجراءات الاحتلال إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى إعلان حالة الطوارئ في صفوف طواقمها من حراس وسدنة، وأقامت فرق تنسيق مع متطوعين محليين من المجموعات الكشفية والمسعفين الذين أقاموا مراكز إسعاف وطوارئ داخل ساحات الأقصى وعلى أبواب البلدة القديمة.

لكن المخاوف الكبرى تتمثل بما يمكن أن يحدث اليوم عقب صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في ضوء الإجراءات الأمنية الاحتلالية المشددة. وحذر مسؤول رفيع في الأوقاف الإسلامية خلال حديث مع "العربي الجديد"، من أن تقترف قوات الاحتلال مجزرة في المسجد الأقصى اليوم بعد انتهاء صلاة الجمعة، في ضوء ما تقوم به منذ انسحابها من باحات الأقصى، صباح اليوم الجمعة، من تدابير وإجراءات أمنية على أبواب الأقصى وفي محيطه.

وأشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن تلك القوات نشرت العديد من قناصتها على أسطح البنايات المطلة على باحات الأقصى، ودفعت بعدد هائل من جنودها إلى البلدة القديمة، خصوصاً عند بوابات المسجد الأقصى.

أما على مداخل مدينة القدس المحتلة، فشهد حاجز قلنديا العسكري المقام شماليّ القدس ازدحامات كبيرة جداً، حيث يحتشد آلاف المواطنين، أغلبهم من النساء، محاولين الوصول إلى القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان.

والمشهد ذاته تكرر على الحاجز العسكري المقام جنوب القدس وهو الحاجز الذي يفصلها عن مدينة بيت لحم، حيث شهد تدافعاً كبيراً بين آلاف المصلين من محافظتي بيت لحم والخليل.

المساهمون