الاحتلال يحتجز نازحين حاولوا دخول منازلهم في مخيّمَي نور شمس وطولكرم

02 مايو 2025
قوات الاحتلال في طولكرم، 21 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاز العشرات من أهالي مخيّمَي طولكرم ونور شمس بعد محاولتهم إنقاذ محتويات منازلهم المهددة بالهدم، واعتقل الصحافيَين فادي ياسين وحمزة حمدان، وأصاب الصحافية رؤى دريدي.

- نظم الأهالي وقفة احتجاجية في طولكرم رفضاً لقرار هدم 58 مبنى في مخيّم طولكرم و48 في مخيّم نور شمس، حيث تعرض مخيّم نور شمس لهدم 250 مبنى سابقاً.

- طالب المحتجون بحق العودة لمنازلهم ودعوا إلى حراك يومي وإقامة خيام اعتصام، وحثوا الجهات الرسمية على تحمل مسؤولياتها تجاه النازحين.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجاز العشرات من أهالي مخيّمَي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد أن حاولوا إخراج محتويات منازلهم التي أعلن الاحتلال، أمس الخميس، نيّته هدمها، كما اعتقل الاحتلال الصحافيَين فادي ياسين وحمزة حمدان، وأصاب الصحافية رؤى دريدي بشظايا رصاص في رجلها، فيما نظم أهالي المخيّمَين وفعاليات مدينة طولكرم وقفة احتجاجية وسط المدينة رفضاً لقرار هدم 58 مبنى في مخيّم طولكرم و48 في مخيّم نور شمس.

وتوجهت أعداد كبيرة من الأهالي منذ الصباح الباكر إلى منازلهم في محاولة أخيرة للوصول إليها قبل هدمها، وإخراج ما يمكن إخراجه من مقتنيات تساعدهم في حياتهم اليومية. وعلى إثر ذلك، لاحق جيش الاحتلال الأهالي وطردهم مرة أخرى من منازلهم وأحيائهم، واعتدى على عدد منهم، وأطلق الرصاص لتفريقهم، ما أدى إلى إصابة الصحافية رؤى دريدي قرب مخيّم نور شمس بشظية في رجلها، نُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت حالتها بالطفيفة.

وعمدت قوات الاحتلال إلى احتجاز عدد من الأهالي لساعات، فيما لا يزال عدد منهم محتجزاً حتى الآن، وقال مدير نادي الأسير في طولكرم والناشط المجتمعي من مخيّم نور شمس، إبراهيم النمر، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال احتجزت المئات منذ صباح اليوم، وما زالت تحتجز العشرات.

وأكد النمر أن من بين المحتجزين نساء وقاصرين، وأن بعضهم تعرض للضرب، إذ احتُجز جزء من الأهالي عند مداخل المخيّمَين لساعات، فيما جرى تقييد آخرين وإجبارهم على السير ضمن مجموعات إلى منازل ومبانٍ سيطر عليها الاحتلال وحوّلها إلى مراكز احتجاز. وأوضح أن قوات الاحتلال، فور وصول الأهالي إلى أحيائهم ومنازلهم، اقتحمت تلك المناطق وطاردت الأهالي، مؤكداً أن الأهالي لم ينتظروا "التنسيق" أو إعلان الاحتلال السماح لهم بإخراج أغراضهم، بل توجهوا مباشرة في محاولة لكسر قرار تهجيرهم، وأن هناك عائلات تقطن حول المخيّمَين عادت إلى منازلها وطُردت أكثر من مرة، ولا تزال تحاول العودة.

وبحسب النمر، فإن مخيّم نور شمس تعرض خلال ثلاثة أشهر من الاجتياح لهدم 250 مبنى، معظمها تحتوي على ثلاث شقق سكنية، فيما سيُهدم 48 مبنى آخر وفق القرار الأخير، ما يعني فقدان نحو 900 أسرة لمنازلها، أي ما يعادل 45% من سكان المخيم، محذراً من أن هذه السياسة قد تمتد إلى البلدات والقرى، خاصة مناطق "ج" في حال نجاح الاحتلال في تهجير المخيّمات، وأكد النمر أن "القرار الصائب هو العمل على العودة إلى المخيّمات، وعودة اللاجئين إلى منازلهم".

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الصحافي فادي ياسين بعد التنكيل به أمام منزله قرب مدخل مخيّم طولكرم، وقال الصحافي وفا عواد لـ"العربي الجديد" إنه كان قريباً من منزل ياسين لتغطية محاولات الأهالي الوصول إلى منازلهم، فلاحقهم جيش الاحتلال، واحتُجز ياسين أمام مخزن قرب منزله لمدة نصف ساعة، وأُجبر على رفع يديه باتجاه الحائط قبل تقييده ونقله من المكان.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الصحافي حمزة حمدان من ميدان جمال عبد الناصر بعد انتهاء وقفة نظمها أهالي المخيّمَين احتجاجاً على قرار الهدم، وقالت الصحافية رغد سلامة لـ"العربي الجديد" إنها كانت مع حمزة وعدد من الصحافيين يجرون مقابلات بعد انتهاء الوقفة، حين قدمت آليات الاحتلال إلى المكان، الذي لم يكن فيه سوى عدد قليل من الصحافيين وأهالي المخيم، وبعد مغادرتها، عاد حمزة لاستكمال مقابلة مع أحد الأهالي، لكن الآليات عادت مجدداً واعتقلته.

وكان أهالي المخيّمَين ونشطاء من مدينة طولكرم قد نظموا وقفة احتجاجية في ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، بدعوة من الفصائل واللجان الشعبية، رفضاً لسياسات الاحتلال المتواصلة من تدمير وحرق وتفجير وهدم مئات الوحدات السكنية.

وشارك في الوقفة المئات من الأهالي بعد صلاة الجمعة، وسط هتافات تؤكد على حق العودة لمنازلهم في المخيّم، ووجه المواطنون كلمات طالبوا فيها بحراك يومي، وإقامة خيام اعتصام في وسط المدينة، وإعلاء الصوت في الشارع وليس عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، كما دعوا الجهات الرسمية إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه النازحين، والعمل الجاد على إعادتهم إلى منازلهم.