الاحتلال الاسرائيلي يفرج عن 8 مزارعين سوريين بريف درعا بعد ساعات من احتجازهم
استمع إلى الملخص
- الاعتقالات جزء من سياسة تهجير ممنهجة تؤثر على اقتصاد قرية كويا المعتمد على الزراعة. ناشد الأهالي المنظمات الدولية للتدخل، محذرين من انهيار الوضع الأمني والاقتصادي.
- شهدت المنطقة توترات إضافية مع سقوط قذيفة ومحاولة توغل إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وزاد من تعقيد الوضع الأمني.
أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد ظهر اليوم السبت، عن ثمانية مزارعين بعد عدة ساعات من اعتقالهم أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية في منطقة وادي اليرموك غربي محافظة درعا، جنوبي سورية. وذكر الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود أن جيش الاحتلال اقتاد هؤلاء المزارعين من قرية كويّا إلى ثكنة الجزيرة في محيط قرية معريا، والتي كانت استولت عليها قوات الاحتلال في وقت سابق، قبل أن تفرج عنهم بعد ساعات من الاعتقال.
وأضاف أبو محمود أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على سيارة مدنية تقل عمالًا في الأراضي الزراعية، صباح اليوم، في محاولة لإيقافها واعتقال من بداخلها، موضحاً أن السيارة واصلت مسيرها رغم الاستهداف، دون تسجيل إصابات بشرية.
وجاءت هذه الحادثة بعد أقل من 24 ساعة على إطلاق سراح ثلاثة مواطنين من القرية نفسها كانت قوات الاحتلال اعتقلتهم خلال وجودهم في أراضيهم صباح أمس الجمعة، بعد أن أرسلت معهم تحذيراً لأهالي المنطقة بعدم الذهاب إلى أراضيهم في وادي اليرموك؛ على اعتبار أنها أصبحت منطقة عسكرية تابعة للاحتلال.
وفي وقت سابق، قال أحد المصادر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تتفاوض مع الاحتلال الاسرائيلي لإطلاق سراح المزارعين الثمانية، وأنها طمأنت الأهالي بأن سلطات العدو ستطلق سراحهم قريباً.
الناشط الحقوقي أحمد الحفري اعتبر خلال حديث لـ"العربي الجديد"؛ أن هذه التصرفات "جزء من سياسة ممنهجة لتهجير المزارعين من أراضيهم، وخلق واقع اقتصادي صعب يدفع السكان إلى الهجرة، فالاعتقالات المتكررة خلال اليومين الماضيين رسالة واضحة بأن الاحتلال يريد إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين".
وناشد أهالي كويا المنظمات الدولية للضغط من أجل الإفراج الفوري عن المعتقلين، محذرين من انهيار الوضع الأمني في المنطقة نتيجة لهذه التصرفات. كما حذروا من انهيار القطاع الزراعي في المنطقة بسبب محاولات منع الفلاحين من العمل في أراضيهم، فيما لم تصدر أي ردات فعل رسمية من الأمم المتحدة أو الدول العربية أو الإدارة السورية حتى اللحظة.
ويؤكد الناشط الحقوقي سمير المحاسنة أن هذه الاعتقالات تشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، لأن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر قطعياً اعتقال المدنيين، أو تخويفهم لمجرد ممارستهم أعمالهم اليومية، مصنفاً ما يحدث في درعا بجريمة حرب بكل المعايير.
وتعتمد عائلات كويا كلياً على الزراعة، لذلك فإن استمرار حملات الاعتقال سيؤثر على 80% من سكان القرية، الذين سيفقدون دخلهم السنوي بسبب منعهم من الوصول إلى أراضيهم، الحفري الذي ينحدر من المنطقة نفسها يرى في حديثه لـ"العربي الجديد": بأن "أراضينا هي مصدر رزقنا الوحيد. كل يوم اعتقال هو يوم جوع لأطفالنا".
في ظل الصمت الدولي المريب، تواصل قوات الاحتلال سياسة الترهيب الممنهج ضد المدنيين السوريين، دون حسيب أو رقيب فيما تأخذ المنظمات الأممية والمجتمع الدولي وضع المتفرج الصامت حيال كل ما يحدث.
وفي قرية كويا أيضا، سقطت قذيفة داخل القرية اليوم دون أن تنفجر، لكنها أحدثت فقط حفرة في مكان سقوطها. ورجحت مصادر محلية من أبناء المنطقة بأن مصدر القذيفة ليس ثكنة الجزيرة العسـكرية على أطراف قرية معرية، والتي تتمركز فيها قوات إسرائيلية، بل من داخل فلسطين المحتلة.
وذكر "تجمّع أحرار حوران" أن وادي اليرموك يعد من أكثر المناطق الزراعية خصوبة، ويشكل سلة غذائية لإنتاج الخضار والفواكه المبكرة، وهذا ما يجعل إسرائيل تفكر بالسيطرة على المنطقة نظرًا لأهميتها الزراعية والاقتصادية، فضلًا عن موقعها الاستراتيجي المحاذي للحدود.
وكانت قوة إسرائيلية حاولت قبل أيام التوغل داخل قرية كويا، الأمر الذي وجه بتصدي الأهالي ما أدى مقتل ستة أشخاص من أهالي القرية على يد الاحتلال.
من جهة أخرى، سمع دوي انفجار اليوم في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي ناجم عن انفجار دبابة في الحي الغربي من المدينة ما أدى لاحتراقها، دون وقوع ضحايا. وذكرت شبكات محلية أن سبب انفجار الدبابة هو إشعال النيران فيها من قبل أطفال.
إلى ذلك، قتل الشاب قاسم اللباد الملقب (القسو) نتيجة استهدافه بالرصاص من قبل مسلّحين اثنين يستقلان دراجة نارية في مدينة الصنمين شمالي درعا. وذكر موقع "درعا 24" المحلي أن اللباد كان يعمل ضمن صفوف الجيش الوطني في الشمال السوري، وعاد لمدينته الصنمين بعد سقوط النظام. وعمل اللباد ضمن فرقة سليمان شاه التابعة للجيش الوطني في مناطق الشمال السوري خلال سيطرة النظام المخلوع على المحافظة وعاد بعد التحرير إلى مسقط رأسه، مدينة الصنمين.