استمع إلى الملخص
- كثفت إسرائيل هجماتها على سوريا منذ سقوط نظام الأسد، مستغلة الفراغ الأمني لاحتلال مناطق جديدة، وتستعد لاستخدام هذه التحركات في مفاوضات مستقبلية لضمان الهدوء على الجبهة السورية.
- أعلن نتنياهو انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974، وأمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة، مؤكداً عدم السماح لأي قوة معادية بالاستقرار على الحدود.
وصل توغل الاحتلال إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من دمشق
يزعم الاحتلال أن خطواته مؤقتة وفي إطار "إجراءات دفاعية"
أعلن نتنياهو الأحد انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سورية
قال مصدران أمنيان إقليميان ومصدر أمني سوري لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، إن التوغل العسكري الإسرائيلي في جنوب سورية وصل إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق. وأوضح المصدر الأمني السوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية، إلى الشرق من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سورية.
وفي أول ردّ من جيش الاحتلال، قال متحدث باسمه، وفق وكالة رويترز، إن قوات الجيش لا تتقدّم باتجاه دمشق، زاعماً أنه ليست لدى إسرائيل مصلحة في سورية سوى حماية حدودها ومدنييها، مشيراً إلى أن الجيش يتحرك لمنع وقوع أسلحة استراتيجية سورية في أيادٍ معادية، وفق ادّعائه.
وكثّفت دولة الاحتلال منذ اللحظات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد هجماتها على مواقع عدة في سورية، واستكملت احتلال جبل الشيخ وأراضٍ سورية على مساحات واسعة، بزعم أن هذه خطوات مؤقتة، وفي إطار إجراءات دفاعية بعد سقوط النظام، مستغلة غياب الجيش في سورية والفترة الانتقالية التي تحتاج فيها البلاد لتنظيم أمورها. وقد تستغل دولة الاحتلال ذلك في مفاوضات مستقبلية، في محاولة لفرض شروط تضمن الهدوء النسبي الذي اعتادته على الجبهة السورية، وتثبيت احتلال هضبة الجولان السوري المحتلة التي أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، أنها ستبقى تحت الاحتلال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إنه "تمكن من توثيق نحو 310 غارات نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية" منذ إعلان سقوط الأسد صباح الأحد، فيما أكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية تحتل حالياً منطقة عازلة منزوعة السلاح بين إسرائيل وسورية، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم عام 1974 في أعقاب حرب عام 1973.
والأحد، أعلن نتنياهو انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سورية بشأن الجولان، مشيراً إلى أنه أمر الجيش بـ"الاستيلاء" على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة، وذلك عقب إسقاط بشار الأسد. وقال نتنياهو إن الاتفاق الذي أبرم مع سورية في عام 1974 "انهار.. وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم"، مشيراً إلى أنه أمر جيشه بـ"السيطرة على هذه المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا".
وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كيلومتراً مربعاً تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي احتُلّت في حرب 5 يونيو/ حزيران 1967. وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وأُنشئ خطان فاصلان: الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما. ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل نحو 1200 كيلومتر مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كيلومتر مربع، ولا تتوافر معلومات بشأن مساحة المنطقة العازلة.