الاحتلال الإسرائيلي يمهّد لعدم الانسحاب من جنوب لبنان: نتنياهو يطلب من ترامب بقاء دائماً

22 يناير 2025
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان، 1 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشفت هيئة البث العبرية عن عدم قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على إتمام انسحابه من جنوب لبنان ضمن المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار، مع عرض قائد المنطقة الشمالية صورة قاتمة للوضع على الحدود، واتهام حزب الله بخرق الاتفاق.
- طلب الاحتلال من إدارة ترامب الحفاظ على خمس نقاط عسكرية في الجنوب اللبناني، مع سعي نتنياهو للحصول على موافقة لبقاء الجيش بشكل دائم، رغم الاتفاق القاضي بالانسحاب.
- لبنان يطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالانسحاب خلال المهلة المحددة، وسط تصريحات إسرائيلية تشير إلى احتمال عدم الالتزام، بعد عدوان أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى ونزوح كبير.

المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان تنتهي بعد 72 ساعة

إفادات لجيش الاحتلال تؤكد أنه لن يكمل انسحابه من جنوب لبنان

نتنياهو طلب من ترامب الموافقة على البقاء بشكل دائم في جنوب لبنان

كشفت هيئة البث العبرية، مساء اليوم الأربعاء، عن إفادات لجيش الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أنه لن يكمل انسحابه من جنوب لبنان خلال المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار، والتي تنتهي بعد 72 ساعة. وذكرت الهيئة الرسمية أن ممثلين عن الجيش عقدوا مؤخراً اجتماعاً مغلقاً مع أعضاء لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أكدوا خلاله أن الجيش "لن يتمكن من الانسحاب من كامل جنوب لبنان" خلال المهلة المحددة بالاتفاق. وأضافت الهيئة أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش اللواء أوري غوردين عرض، خلال الاجتماع الذي لم تذكر تاريخه، "صورة قاتمة للغاية" للوضع على الحدود. ورغم مئات الخروقات للاتفاق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، زعم غوردين أن "حزب الله يخرق وقف إطلاق النار، والجيش اللبناني يساعده".

في الإطار، نقلت القناة 13 العبرية عن مصادر أن الاحتلال طلب من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحفاظ على خمس نقاط عسكرية في الجنوب اللبناني. وذكرت القناة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب من ترامب الموافقة على بقاء الجيش بشكل دائم في جنوب لبنان، خلافاً للاتفاق القاضي بانسحابه.

من جهته، زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال لقاء عقده الأربعاء مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، التي تزور إسرائيل حالياً، أن تل أبيب "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهي عازمة على مواصلة هذه العملية"، وفق هيئة البث. ومع اقتراب انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي وفق الاتفاق، قال ساعر إن الانسحاب "يجب أن يتم وفقاً لاحتياجات إسرائيل الأمنية وبشكل تدريجي"، دون أن يوضح ما إذا كان يعني الإخلال بالمهلة المحددة لإتمام الخطوة من عدمه.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف هشّ لإطلاق النار أنهى عدواناً إسرائيلياً على لبنان بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت. وفاقت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الـ500، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 30 شخصاً، بينهم مواطن عُثر اليوم على جثته داخل سيارته في وادي السلوقي التي تتعرض في الأيام الماضية لعمليات نسف متتالية، حيث أطلق الاحتلال النار باتجاهه أثناء توجهه إلى بلدته طلوسة في الجنوب.

لبنان يطالب بإلزام إسرائيل بالانسحاب

وبحسب الاتفاق، ينسحب الاحتلال الإسرائيلي تدريجياً خلال مهلة مدتها 60 يوماً من المناطق التي احتلها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية. ويطالب المسؤولون في لبنان المجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بالانسحاب من جنوب لبنان خلال تلك المهلة، وذلك في ظل تصريحات إسرائيلية بأن تل أبيب قد لا تلتزم بها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن أربعة آلاف و69 شهيداً و16 ألفاً و670 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وسُجّل العدد الأكبر من الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

(الأناضول، العربي الجديد)