الاحتلال الإسرائيلي يمنع المزارعين من قطف الزيتون في سلفيت

سلفيت

جهاد بركات

جهاد بركات
11 أكتوبر 2021
سحل وتنكيل لنشطاء المقاومة الشعبية ومنع للمزارعين من قطف الزيتون في سلفيت
+ الخط -

اعتاد المواطن الفلسطيني، مسعود السنونو، في مثل هذا الشهر من كل عام البدء بقطاف الزيتون، ولكنه هذا العام فوجئ بمنعه من الوصول لأرضه المزروعة بنحو 500 شجرة زيتون في جبل الراس غرب سلفيت شمال الضفة الغربية، وذلك بعد أن أقام الاحتلال على الجبل بؤرة استيطانية خلال العام الماضي.

جهز السنونو نفسه، الاثنين، وأخذ المعدات اللازمة منذ الصباح الباكر علّه يستطيع قطف أكبر قدر من ثمر الزيتون؛ في ظل تنظيم نشطاء المقاومة الشعبية وهيئة الجدار وبلدية سلفيت حملة لدعم المزارعين في قطف الزيتون في جبل الراس، لكن جيش الاحتلال استبق وصوله ووصول النشطاء بوضع حبل على طول الأراضي، معلق عليه أوراق تفيد بإعلان الأراضي منطقة عسكرية مغلقة، وسرعان ما تحول المشهد إلى اعتداءات وتنكيل بالنشطاء وسحل واعتقالات.

يقول السنونو لـ"العربي الجديد": "إنه يملك ما يقارب خمسين دونماً في هذا الجبل، وكان في كل المواسم السابقة يتمكن بشكل طبيعي من الوصول إلى الأراضي وقطفها، لكنه هذا العام لم يتمكن حتى من حراثتها، ومن المحتمل أن يفقد مصدر رزق مهم لعائلته، فهذه الأراضي كانت تنتج قرابة ثمانين (تنكة) زيت سنوياً".

لم يعلن الاحتلال مصادرة هذه الأراضي، ويملك مسعود السنونو الأوراق التي تثبت ملكيته لها؛ ورغم ذلك يمنع أصحابها من الوصول إليها بهدف حماية المستوطنين، ويرد مسعود بالقول "من المستحيل أن نترك أرضنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا مهما فعل الاحتلال".

الاحتلال أحاط الأرض بحبل عليه لافتات بأنها منطقة عسكرية مغلقة (العربي الجديد)
الاحتلال أحاط الأرض بحبل عليه لافتات بأنها منطقة عسكرية مغلقة (العربي الجديد)

حاول النشطاء من حملة "فزعة" المرور عبر الخط الذي وضعه الاحتلال للوصول للأراضي، ثم أزالوا الحبل الذي علقت به الأوراق التي كتب عليها أن المنطقة عسكرية مغلقة، وحاولوا بعدها الالتفاف من أراضٍ مجاورة، ليرد جنود الاحتلال باعتقال اثنين من المتضامنين المتواجدين، ثم بدأت سلسلة اعتداءات بإطلاق القنابل الصوتية، والاعتداء بالدفع والضرب الذي طاول صحافيين كذلك، وأخيراً إلقاء الناشط محمد الخطيب أحد منسقي حملة "فزعة" أرضاً، ومحاولة اعتقاله.

تمكن النشطاء في البداية من تحرير الخطيب من أيدي جنود الاحتلال، لكنهم أعادوا الكرة وبطحوه أرضا ثم غطوا عينيه واعتقلوه، ويقول الناشط عبد الله أبو رحمة لـ"العربي الجديد"، وهو أحد منسقي الحملة التطوعية، "إن الخطيب تعرض لإصابة في رأسه، نتيجة ضربه بأعقاب البنادق خلال عملية الاعتقال".

وأكد أبو رحمة أن الحملة كانت انطلقت في بلدة بيتا جنوب نابلس أمس الأحد، وتمكنت من الوصول إلى جبل صبيح الذي تقام عليه بؤرة "أفيتار" الاستيطانية، وهو ما أعطى النشطاء دفعة للاستمرار، مؤكداً أن اختيار المكان في سلفيت كان لوجود البؤرة الاستيطانية على قمة جبل الراس.

ويوضح أبو رحمة أن حملة "فزعة" تستهدف المناطق المهددة من الاحتلال والاستيطان، وكل مناطق الاحتكاك؛ دون انتظار أي تصريح من الاحتلال للدخول إلى الأراضي، وهو ما دفع النشطاء لعدم الامتثال لأوامر جيش الاحتلال ومحاولة الوصول للأراضي رغم مخاطر الاعتداء والاعتقال، وهو ما حصل.

وتسعى سلطات الاحتلال، حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، إلى إفراغ أكبر مساحة ممكنة من الأراضي من أصحابها؛ وخصوصاً القريبة من المستوطنات لتحويلها إلى أراضي "بور" (فارغة من المزروعات)، ثم الإعلان عنها أراضي دولة بادعاء أنها فارغة.

جنود الاحتلال اعتدو على الناشطين بالضرب لمنعهم من الوصول لأشجار الزيتون (العربي الجديد)
جنود الاحتلال اعتدوا على الناشطين بالضرب لمنعهم من الوصول لأشجار الزيتون (العربي الجديد)

ويشير رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاحتلال يتبع هذه السياسة منذ العام 1967 لتخريب الأراضي وثم مصادرتها، ويؤكد أن الاحتلال أعلن ما يقارب مليونا ومئتي ألف دونم كأراضي دولة حتى الآن.

وحذر عساف من خطورة تكرار المخطط في منطقة "الراس" في سلفيت ليس فقط على أصحاب الأراضي، بل على كل الضفة الغربية، فالسيطرة على جبل "الراس" سيؤدي بحسب عساف، إلى ربط البؤر الاستيطانية والمستوطنات القريبة مع كبرى مستوطنات الضفة "أريئيل" لتشكيل كتلة استيطانية كبيرة، ما يعني منع تواصل الفلسطينيين، وفصل شمال الضفة عن وسطها، ضمن مخطط أوسع لتقسيم الضفة إلى "كنتونات" معزولة.

ويقيم الأهالي فعاليات أسبوعية في منطقة "الراس" ضد البؤرة الاستيطانية المقامة هناك، فيما تمنع سلطات الاحتلال في كثير من المناطق القريبة من جدار الفصل العنصري أو تقع خلفه أو القريبة من المستوطنات من قطف الزيتون فيها وحراثتها والاعتناء بها إلا في أوقات محددة من العام، وهو الأمر الذي لا يعرف أصحاب الأراضي في منطقة "الراس" إن كان ينطبق عليهم؛ وإن كان سيسمح لهم في تاريخ محدد هذا العام من الوصول إليها وقطف ثمارها أم لا؟

ذات صلة

الصورة
من قصف إسرائيلي استهدف بلدة الخيام، 20 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

ساعات عصيبة تمرّ على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية، إذ تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة.
الصورة
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، 30 إبريل 2024 (الأناضول)

سياسة

هدد مشرعون أميركيون المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة أفرادها وصلت إلى حد التلويح باستخدام "قانون غزو لاهاي" ضد الدول التي قد تنفذ أوامر المحكمة.
الصورة
من رحلة الفلسطيني خليل النواجعة اليومية (العربي الجديد)

مجتمع

يقطع المعلم الفلسطيني خليل النواجعة (58 سنة) يومياً نحو 5 كيلومترات على حماره، من منزله بمنطقة تجمع الجوّايا في بلدة الكرمل إلى مدرسة التوانة في مسافر يطا.
الصورة
فلسطينيون ينزحون من بيت لاهيا جراء القصف الإسرائيلي 17 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

يتجه الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز سيطرته العسكرية على قطاع غزة المحاصر، وسط مؤشرات ملموسة إلى بدء تطبيقه الحكم العسكري، فضلاً عن التأسيس لتطلعات المستوطنين.