الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في جنوب القنيطرة السورية

13 فبراير 2025
تعزيزات عسكرية للاحتلال في مرتفعات الجولان، 6 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب القنيطرة، واقتحمت موقعًا عسكريًا سابقًا، مما أثار قلق الناشطين من صمت الإدارة السورية والمجتمع الدولي، واعتبروا الوضع احتلالًا دون مقاومة فعالة.
- ناشد الناشطون الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل، ورفض الأهالي محاولات إسرائيلية لتقديم مساعدات، بينما تمنع القوات الإسرائيلية دخول الأهالي للأراضي المحيطة بالنقاط العسكرية.
- تعاني القنيطرة من تدهور الخدمات الأساسية، مما يسهل التوغل الإسرائيلي، وكشفت إذاعة جيش الاحتلال عن إقامة منطقة أمنية داخل الأراضي السورية حتى عام 2025.

توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، في جنوب محافظة القنيطرة السورية. وأكد عضو مجلس مخاتير القنيطرة، مختار بلدة خان أرنبة إبراهيم الجريدة، لـ"العربي الجديد" أن قوة إسرائيلية توغلت في محيط بلدة كودنا جنوبي المحافظة، وقامت بجولة، تخللها اقتحام لموقع عسكري سابق لجيش النظام المخلوع، جانب سد كودنا، مشيراً إلى أن القوة خرجت من المنطقة عند الرابعة فجراً، دون أن تتعرض لأي مواطن من القرية.

واعتبر الناشط المدني سعيد المحمد، من القنيطرة، لـ"العربي الجديد" أنه طالما أن الإدارة السورية، والمجتمع الدولي صامتان عما يقوم به الاحتلال، فلن يرتدع عن أعماله التي ترهب الأهالي العزل. وأضاف المحمد: "نحن أصبحنا تحت واقع احتلال دون أي مواربة، ولا يمكن لأي أحد أن ينكر ذلك، ولا استطاعة لدينا على المقاومة، لأن أي محاولة ستكون وبالاً علينا، فعدونا لا يرحم، ونحن لا نملك قوة ندفع بها العدوان عنا".

وناشد الناشط منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التدخل الجدي وإجبار الاحتلال على العودة إلى حدود الرابع والسبعين. وبحسب الناشط عمر البكر، فقد دخلت قوة عسكرية إسرائيلية، في وقت باكر من صباح أمس الأربعاء إلى قرية صيدا الجولان القريبة من الحدود مع الاحتلال، وحاول عدد من العناصر إقناع الأهالي بقبول مساعدات من الجانب الإسرائيلي، إلا أنهم رفضوا ذلك، على غرار ما جرى في قرية المعلقة، لتنسحب القوة بعد ذلك.

وأشارت مصادر "العربي الجديد"، إلى أن القوات الإسرائيلية تمنع الأهالي من دخول جميع الأراضي المحيطة بالنقاط التي ثبتت بها قوات الاحتلال، بذريعة أنها مناطق عسكرية، مع مشاهدات عديدة لقيام تلك القوات بجرف الأراضي، تمهيداً لتوسيع تلك النقاط.

من جانب آخر، يقول المختار إبراهيم الجريدة لـ"العربي الجديد": "أشرنا للحكومة الجديدة إلى أن وضع الكهرباء السيئ يسهل عمليات التوغل الإسرائيلية، حيث يتحاشى أبناء القرى الخروج من منازلهم في ظل غياب شبه تام للكهرباء، وهو ما يستغله الجانب الإسرائيلي".

وأشارت الجريدة إلى أن "مدير الشركة العامة للكهرباء زار المحافظة قبل يومين للاطلاع على واقع الخدمة فيها، ووعد بتخصيص القنيطرة بدفق إضافي من الطاقة الكهربائية بناءً على الوضع القائم، إلا أن الوعود لم تأتِ بنتيجة، ووضع الخدمة من سيئ إلى أسوأ". وتساءل: "هل أصبحت المحافظة من خارج الجمهورية العربية السورية"؟. وأردف: "في زمن بشار الأسد ووالده كانت المحافظة سورية على الخريطة فقط، إلا أنها كانت مهملة من الخدمات، إضافة إلى تغافل تام عن عمليات العدو التي شهدتها المحافظة منذ زمنهما ولا نريد للأمر أن يتكرر".

وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد كشفت الثلاثاء الماضي أنّ الاحتلال أقام بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في وجوده هناك. ووفقاً للإذاعة، فإنّ الوجود الإسرائيلي في سورية لم يعد مؤقتاً، إذ تُبنى حالياً تسعة مواقع عسكرية داخل المنطقة الأمنية. وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سورية طوال عام 2025، مع نشر ثلاثة ألوية عسكرية، مقارنةً بكتيبة ونصف فقط قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأوردت الإذاعة أنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بالمنطقة الأمنية داخل سورية، ما يشير إلى احتمال تمديد الوجود العسكري الإسرائيلي لفترة غير محددة.

المساهمون