الاتفاق على تشكيل هيئة لحل الخلافات بين تركيا وإسرائيل

الاتفاق على تشكيل هيئة لحل الخلافات بين تركيا وإسرائيل

10 مارس 2022
تخشى إسرائيل أن ينقلب أردوغان مجدداً ضدها كما فعل بعد المصالحة مع نتنياهو في 2016 (Getty)
+ الخط -

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الخميس، أن كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اتفقا، في أعقاب لقائهما أمس، على تشكيل هيئة مشتركة لحل الخلافات العالقة بين الجانبين ومنع تفجر خلافات جديدة.

ونقلت الإذاعة عن هرتسوغ قوله، في أعقاب لقائه بأردوغان، إنّ اللقاء كان "جيداً وجوهرياً وتضمن قضايا كثيرة، سيتم إطلاع الحكومة الإسرائيلية عليها لمعالجتها"، مشيراً إلى أن اللقاء وطابع القضايا التي طرحت مع أردوغان تم التنسيق بشأنها مع كل من رئيس الوزراء نفتالي بينت ووزير الخارجية يئير لبيد.

من ناحيتها، أشارت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية إلى أن هرتسوغ طلب من أردوغان العمل ضد أنشطة حركة "حماس" التي تنطلق من الأراضي التركية، في حين طرح الرئيس التركي مسألة تدشين أنبوب لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.

وبحسب القناة، فإنّ الأتراك سبق أن طالبوا الأميركيين بالضغط على إسرائيل للموافقة على اقتراحهم بشأن أنبوب الغاز، من منطلق أنّ تدشينه سيقلص مظاهر أزمة الطاقة العالمية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأشارت القناة إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين وأتراكاً بحثوا على هامش زيارة هرتسوغ زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو المرتقبة إلى إسرائيل ولقائه بلبيد.

وفي حين أوضحت القناة أنّ عدداً من قادة الأحزاب الإسرائيلية الذين التقاهم هرتسوغ قبل توجهه إلى أنقرة، وضمنهم رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، أعربوا عن دعمهم لاستئناف العلاقات مع تركيا، إلا أنها أشارت في المقابل، إلى أن القيادة السياسية ممثلة في بينت ولبيد ما زالت تنظر بارتياب إلى توجهات أردوغان.

ووفق القناة، فإنّ إسرائيل تخشى من أن ينقلب أردوغان مجدداً ضدها كما فعل بعد المصالحة بينه ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في 2016. وعاد الرئيس التركي في 2018 لمهاجمة إسرائيل بأشد العبارات في أعقاب مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين في غزة أثناء تفريق جيش الاحتلال مسيرات العودة على طول الحدود مع القطاع.

ولفتت إلى أنّ إسرائيل تدير علاقاتها حالياً مع تركيا عبر التنسيق مع الدول العربية، مشيرة إلى التوتر الذي يسود العلاقة بين أنقرة وكل من القاهرة والرياض وأبوظبي.

وفي السياق، قال إيلي شكيد، القنصل الإسرائيلي السابق في إسطنبول، في مقابلة أجرتها معه إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الخميس، إنه من الصعب الحديث حالياً عن مصالحة تامة بين إسرائيل وتركيا، "فلا شك أن أردوغان يعيش حالياً أزمة كبيرة على الصعيد السياسي الداخلي، ودعوته لهرتسوغ تدل على ذلك. أتمنى ألّا يتم تقديم تنازلات له، ويجب ألا يساهم ذلك بالمس في العلاقة مع اليونان وقبرص".

أما هاي إيتان كوهين، الباحث في مركز "يروشليم للاستراتيجيا والأمن"، فقد اعتبر يوم أمس "يوماً عصيباً لأردوغان لأنه استمع للنشيد الوطني الإسرائيلي في قصره ووقف إلى جانب العلم الإسرائيلي، وإن كنا معنيين بتحقيق نتائج علينا أن نحرص على إجراء الاتصالات مع تركيا علناً، إذا أجرينا اتصالات سرية فإننا نسجل هدفاً ذاتياً، وهذا بخلاف التكتيكات في التعاطي مع العالم العربي".