استمع إلى الملخص
- تصدرت الولايات المتحدة بـ997 مليار دولار، بينما زادت الصين إنفاقها بنسبة 7%، وارتفع الإنفاق في أوروبا بنسبة 17%، مع زيادة ملحوظة في ألمانيا وروسيا.
- في الشرق الأوسط، ارتفع الإنفاق بنسبة 15%، بينما انخفض في إيران بنسبة 10%، وأشار معهد سيبري إلى أن زيادة الإنفاق لا تعني بالضرورة قدرة عسكرية أكبر.
قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، الرائد في مجال النزاعات والدفاع، في تقرير نشره اليوم الاثنين، إن الإنفاق العسكري العالمي بلغ مستوى قياسياً جديداً في عام 2024، وذلك للمرة العاشرة على التوالي التي تتجاوز فيها الأرقام إنفاق العام السابق. وشكلت الدول الخمس الأكثر إنفاقاً عسكرياً، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا والهند، 60% من الإنفاق العالمي.
وبحسب التقرير، ارتفع الإنفاق العسكري، المعدل حسب التضخم، في عام 2024 بنسبة 9.4% ليصل إلى 2.72 تريليون دولار. وقال سيبري إن هذا هو أكبر ارتفاع سنوي منذ نهاية الحرب الباردة على الأقل. وذكر التقرير أن الإنفاق العسكري زاد في جميع مناطق العالم، مع نمو سريع بشكل خاص في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
أميركا تتصدر العالم في الإنفاق العسكري
ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث، استمر الإنفاق العسكري في الارتفاع في جميع أنحاء أوروبا، بزيادة قدرها 17% ليصل إلى 693 مليار دولار، ما جعله المساهم الرئيسي في الزيادة العالمية في عام 2024. وزادت جميع الدول الأوروبية إنفاقها العسكري في عام 2024 باستثناء مالطا.
ووجد التقرير أن الإنفاق العسكري الروسي بلغ ما يقدر بنحو 149 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 38% عن عام 2023 وضعف مستواه في عام 2015. وبالمقابل نما إنفاق أوكرانيا بنسبة 2.9% ليصل إلى 64.7 مليار دولار. وقال التقرير إن أوكرانيا، التي بلغت نسبة إنفاقها العسكري 34% من الناتج المحلي الإجمالي، سجلت أعلى عبء عسكري بين جميع دول العالم في عام 2024.
وقال لورينزو سكارازاتو ، الباحث في سيبري، إنها المرة الأولى منذ إعادة التوحيد التي تصبح فيها ألمانيا أكبر دولة إنفاقا عسكريا في أوروبا الغربية، وزاد الإنفاق العسكري لألمانيا بنسبة 28% ليصل إلى 88.5 مليار دولار، ما جعلها رابع أكبر دولة إنفاقاً في العالم. وأضاف سكارازاتو: "تشير أحدث السياسات التي تم تبنيها في ألمانيا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى إلى أن أوروبا دخلت فترة إنفاق عسكري مرتفع ومتزايد من المرجح أن يستمر في المستقبل المنظور".
ولا تزال الولايات المتحدة في صدارة قائمة الإنفاق العسكري دون منازع بـ997 مليار دولار، وشكلت وحدها أكثر من الثلث أو 37% من الإنفاق العسكري العالمي. ومن جهتها، زادت الصين، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري، إنفاقها بنسبة 7% ليصل إلى ما يقدر بنحو 314 مليار دولار، مسجلة بذلك ثلاثة عقود من النمو المتواصل.
كما زادت جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إنفاقها العسكري، وقال معهد سيبري إن إجمالي الإنفاق العسكري لأعضاء الناتو بلغ حوالي 1.5 تريليون دولار. وزاد جميع أعضاء الناتو، البالغ عددهم 32 دولة، إنفاقهم في عام 2024، حيث أنفق 18 منهم ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأنفقت الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو ما مجموعه 454 مليار دولار، وهو ما يمثل 30% من إجمالي الإنفاق في جميع دول الحلف. وقالت جايد جيبرتو ريكارد، الباحثة في سيبري، إن الزيادة بين أعضاء الناتو الأوروبيين كانت مدفوعة بشكل أساسي بسبب التهديد الروسي المستمر والمخاوف بشأن احتمال فك الارتباط الأميركي داخل الحلف. وأضافت ريكارد: "من الجدير بالذكر أن زيادة الإنفاق وحدها لن تترجم بالضرورة إلى قدرة عسكرية أكبر بكثير أو استقلال عن الولايات المتحدة. هذه مهام أكثر تعقيداً بكثير".
الشرق الأوسط
كما ارتفع الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط، حيث بلغ، بحسب سيبري، ما يقدر بنحو 243 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 15% عن عام 2023. كما ارتفع إنفاق إسرائيل بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار وسط الحرب على قطاع غزة وتصاعد الصراع مع حزب الله في لبنان.
وارتفع إنفاق لبنان بنسبة 58% ليصل إلى 635 مليون دولار، بعد عدة سنوات من انخفاض الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية. أما بالنسبة لإيران، فأشار سيبري إلى أن الإنفاق العسكري في الجمهورية الإسلامية انخفض بنسبة 10% ليصبح 7.9 مليارلا دولار، ويعود ذلك إلى العقوبات التي حدت من قدرة طهران على زيادة الإنفاق.
(أسوشييتد برس)