استمع إلى الملخص
- أكد ترامب على إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مشيداً بعلاقته بالرئيس شي، وأعرب عن توقعه لزيارة شي لواشنطن، فيما أبدت الصين استعدادها لتعزيز العلاقات على أساس الاحترام المتبادل.
- رغم الإشارات الإيجابية، تظل قضايا استراتيجية عالقة مثل التجارة وتايوان وبحر الصين الجنوبي، مع تحديات دبلوماسية واقتصادية تشمل التنافس التكنولوجي والعسكري.
تحدثت وسائل إعلام صينية بتفاؤل بشأن العلاقات الثنائية بين بكين وواشنطن بعد امتناع الصين عن مهاجمة الولايات المتحدة خلال الدورة السنوية من اجتماعات مجلس النواب الصيني، التي اختُتمت الأسبوع الماضي، كما دأبت في دورات سابقة، وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، اليوم الأحد، إن "فكرة تصادم القوى المهيمنة ستؤدي بالضرورة إلى حرب، ليست مسلّمة وليست نهاية حتمية بأي حال من الأحوال"، وأضافت أن "هناك توقعاً خاطئاً يُصور التوترات والصراعات بين الصين والولايات المتحدة على أنها حتمية. ومع ذلك، النتيجة لا تُحدد بالقدر، بل بالاختيار".
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة تطلق ديناميكية جديدة في التعامل بين البلدين، وقالت: "بينما ينظر 80 بالمئة من الأميركيين إلى الصين نظرة سلبية، أشاد ترامب أخيراً بقيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ، سواء بعد العودة إلى البيت الأبيض أو خلال حملته الانتخابية". وأضافت أن ما يميّز ترامب "تركيزه على المصالح الخاصة بدلاً من الخلافات الأيديولوجية التي تعززت في ظل إدارة جو بايدن السابقة".
وكان ترامب قد قال، في فبراير/شباط الماضي، إن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين أمر ممكن، واصفاً علاقته بنظيره الصيني شي جين بينغ بـ"العظيمة"، لكنه أكد أن كليهما "يحب بلاده"، في إشارة إلى العلاقة التنافسية التي تجمع أكبر اقتصادين في العالم. وتوقع ترامب أن يزور شي واشنطن في موعد "ليس بعيد".
وفي المقابل، أكدت الصين أنها على استعداد للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للعلاقات بين الصين وأميركا على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين. وأعربت عن أملها في أن يلتزم الجانب الأميركي بشكل جدي بالتوافق المهم الذي جرى التوصل إليه خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيسي الدولتين في يناير/كانون الثاني الماضي، وأن يعمل مع الصين في الاتجاه ذاته. وحول زيارة محتملة لشي لواشنطن، قالت وسائل إعلام صينية إن من المرجح إلى حد كبير أن يقوم شي بزيارة الولايات المتحدة "لأن من مصلحة بكين تطوير علاقة شخصية مع ترامب الذي قدّم العرض (عرض الزيارة) مرتين في غضون شهر واحد فقط".
وبالرغم من الإشارات الإيجابية بشأن مسار العلاقات بين البلدين، تبقى مسائل استراتيجية عالقة بينهما، تشمل التجارة والسياسة والتفاهمات المأمولة حول كيفية التعامل مع ملفات استراتيجية في منطقة المحيطين، الهادئ والهندي، فيما تبرز أزمتا تايوان وبحر الصين الجنوبي، كأكثر المسائل تعقيداً، والتي تحول دون بناء جسر من الثقة بين واشنطن وبكين. ويبدو أن ترامب، وفريقه، يؤجلان حتى اللحظة، الكشف عن أوراقهما الكاملة الخاصة بكيفية التعامل مع الملف الصيني الذي لم ينجح سلفه، جو بايدن، إلا في إضفاء مزيد من التوتر حوله.
وتشهد العلاقات بين بكين وواشنطن مجموعة من الخلافات الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك التنافس التكنولوجي والعسكري والنزاعات التجارية، ومخاوف واشنطن بشأن ملكية التطبيق الشهير الخاص بمقاطع الفيديو القصيرة تيك توك الذي تملكه شركة بايت دانس الصينية. وكان شي وترامب قد ناقشا في المكالمة الهاتفية بينهما العديد من الملفات والقضايا العالقة بين الجانبين، من بينها مسألة تايوان والنزاعات التجارية والصراع في بحر الصين الجنوبي.
وكانت قد انتشرت تكهنات قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض حول كيفية تعامله مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعدما هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على بكين، الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة عن مسار العلاقات المستقبلية بين البلدين. وقالت وسائل إعلام صينية رسمية إنه لا ينبغي أن يكون مستقبل العلاقات الصينية الأميركية مجرد تكرار لنماذج الماضي للعلاقات بين القوى الكبرى، بل ينبغي لها أن تركز على استكشاف الطريق الصحيح للتعايش بين الدولتين.