الإدارة الذاتية تنتقد تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في سورية
استمع إلى الملخص
- شددت الإدارة على ضرورة تمثيل جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والتيارات السياسية والمدنية، لضمان حوار وطني شامل يعكس تطلعات كافة المكونات، محذرة من تجاهل إرادة خمسة ملايين شخص في شمال وشرق سورية.
- دعا المجلس الوطني الكردي إلى إعادة النظر في تركيبة اللجنة لضمان تمثيل متوازن للأكراد والمكونات الأخرى، معتبراً أن استبعادهم يخل بمبدأ الشراكة الوطنية ويؤثر سلباً على نجاح الحوار.
انتقدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، في بيان صادر عنها اليوم السبت، تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني السوري، معتبرةً أن المعايير التي اعتُمِدَت في تشكيلها تنمّ عن سياسة "الحصر والإقصاء"، ما يعكس، وفق تعبيرها، "سوء التقدير" للواقع السوري المعقد.
ورأت الإدارة الذاتية أن هذا النهج يعبّر عن "قصور واضح" في عملية التحول الديمقراطي في سورية الجديدة، محذّرة من أن غياب الشمولية والمرونة في تشكيل اللجنة قد يعيد البلاد إلى مركزية النظام القديم، وهو ما لا يتماشى مع تطلعات سكان شمال وشرق سورية. وأشارت الإدارة إلى أن التوجه الحالي يهدد بإعادة إنتاج الإقصاء، مشددة على ضرورة تمثيل السوريين كافة دون تمييز، عبر مشاركة حقيقية للتيارات السياسية والمدنية، إضافة إلى تمثيل المرأة، بما يضمن عملية تشاركية شاملة تعكس تطلعات جميع المكونات.
وأوضحت أن حوالى خمسة ملايين شخص يعيشون في مناطق شمال وشرق سورية، ما يستوجب عدم تجاهل إرادتهم أو استبعادهم من أي حوار وطني يهدف إلى وضع أسس المرحلة الانتقالية في سورية. وأكدت الإدارة الذاتية أن اللجنة المُشكلة لا تمثل جميع أطياف الشعب السوري، وبالتالي، لا يمكن لها أن تؤسس لحوار وطني حقيقي. وشددت على ضرورة إعادة النظر في التوجهات الحالية لضمان تحقيق وحدة الشعب السوري، معتبرة أن هذا هو "الضمان الحقيقي لمستقبل ديمقراطي يليق بعراقة وتضحيات السوريين".
ودعت الإدارة الذاتية القوى الوطنية السورية كافة إلى قراءة المشهد كما هو، والعمل على بناء سورية موحدة وقوية عبر تكاتف جميع مكوناتها، بعيداً عن الإقصاء والتهميش. وكان المجلس الوطني الكردي قد طالب في بيانٍ له، الخميس، بإعادة النظر في تركيبة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، التي أُعلنَت في 11 فبراير/ شباط الحالي، مؤكداً ضرورة أن تعكس اللجنة التعددية السياسية والقومية في البلاد.
وأعرب المجلس عن مخاوفه من استبعاد التمثيل الكردي، معتبراً ذلك إخلالاً بمبدأ الشراكة الوطنية، ما قد يؤثر سلباً بنجاح أي عملية حوارية تهدف إلى إيجاد حلول جادة للأزمة السورية. ودعا المجلس إلى تصحيح هذا "الخلل" من خلال ضمان مشاركة عادلة وفاعلة للأكراد وسائر المكونات السورية، بما يحقق التمثيل المتوازن ويؤسس لحوار وطني شامل. وجاءت بيانات كل من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، والمجلس الوطني الكردي، رداً على تصريحات المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، حسن الدغيم، الذي أكد أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لن تشارك في المؤتمر، مشدداً على أنها لا تمثل الأكراد في سورية.
واعتبر الدغيم أنه "ليس لأي أحد في سورية أن يفرض امتيازاً له أو يحتجز قطعة من الوطن"، مؤكداً أن الجهات التي تحمل السلاح، في إشارة إلى "قسد"، لن يكون لها وجود في مؤتمر الحوار الوطني. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل رافضة من الأطراف الكردية، التي شددت على ضرورة التمثيل العادل لكل المكونات السورية في أي عملية حوارية وطنية.