استمع إلى الملخص
- شدد الأنصاري على استمرار جهود قطر للسلام، ورفض استخدام المساعدات الإنسانية في غزة كورقة ضغط، مؤكدًا أن من يعرقل الوساطة القطرية لا يخدم السلام.
- رفضت قطر تصريحات نتنياهو التحريضية، مؤكدة أن سياستها الخارجية المبنية على المبادئ لا تتعارض مع دورها كوسيط نزيه.
الأنصاري: دور دولة قطر وسيطاً نزيهاً معروف دولياً
الدوحة: مستمرون في جهود السلام ولن تثنينا الاتهامات
الأنصاري: نرفض استخدام المساعدات الإنسانية ورقة ضغط أو تفاوض
قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، إن الاستقطاب السياسي في إسرائيل هو السبب في توجيه الاتهامات لدولة قطر. وأضاف الأنصاري في المؤتمر الصحافي الأسبوعي في معرض رده على سؤال حول الاتهامات الإسرائيلية للوساطة التي تقوم بها بلاده، أن دور دولة قطر وسيطاً نزيهاً معروف دولياً.
وأوضح أن التصريحات الإيجابية الصادرة عن رئيس دولة الاحتلال بشأن جهود الوساطة القطرية والاتفاقات السابقة، تتناقض مع ممارسات مؤسسات إسرائيلية أخرى، من بينها وزارة الخارجية، التي تستمر في تشويه الدور القطري. وأكد أن هذا التباين يعكس حجم الانقسام السياسي الداخلي في إسرائيل، وهو ما يشكل الدافع الأساسي وراء هذه التصريحات المتضاربة. وأشار الأنصاري إلى أن إسرائيل منخرطة في الوساطة رغم حملات التشويه، مضيفاً: "وساطتنا مع بقية الأطراف لم تتوقف منذ اليوم الأول ومستمرة رغم هذه الاتهامات، وندرك تماماً من هي الجهات التي تعيق التوصل إلى اتفاق، علماً بأنه توفرت فرص عديدة لإنهاء الحرب وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
وقال إن دولة قطر مستمرة في جهودها من أجل السلام، ولن تؤثر فيها الاتهامات أو محاولات التشويش، مشددًا على أن "من يسعى إلى عرقلة الوساطة القطرية عليه أن يدرك أن تلك الاتهامات لا تخدم مساعي السلام، ولن تثني قطر عن القيام بدورها المعروف دوليًا، وسيطاً نزيهاً وفاعلاً في مختلف الأزمات".
ورفض الأنصاري استخدام المساعدات الإنسانية في غزة ورقة ضغط أو تفاوض، مؤكداً أن الاتصالات بشأن غزة مستمرة ولا يمكن القبول بتواصل منع دخول المساعدات وتسييس هذا الملف.
والسبت الفائت، هاجم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دولة قطر التي تضطلع بدور الوسيط الرئيسي في المحادثات مع حركة حماس. وقال مكتب نتنياهو إنّ إسرائيل دعت قطر إلى "الكف عن اللعب على الجانبين بالحديث غير الواضح، وأن تقرر إن كانت ستقف إلى جانب الحضارة أم إلى جانب حماس"، على حدّ وصفه.
ورداً على ذلك، أعلنت قطر، الأحد، رفضها بشكل قاطع التصريحات "التحريضية" الصادرة عن مكتب نتنياهو، واصفة إياها بأنّها "تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية". وجاء ذلك في بيان نشره الأنصاري على منصة إكس.
وقال الأنصاري إنّ تصوير استمرار العدوان على غزة كدفاع عن "التحضّر" يعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء. وأضاف: "منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، عملت دولة قطر بالتنسيق مع شركائها، على دعم جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب، وحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن الرهائن. ويجدر هنا طرح سؤال مشروع: هل تم الإفراج عمّا لا يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية التي توصف بـ"العدالة"، أم عبر الوساطة التي تُنتقد اليوم وتُستهدف ظلماً؟".
وتابع المتحدث باسم الخارجية القطرية: "في المقابل، يعيش الشعب الفلسطيني في غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، من حصار خانق وتجويع ممنهج، وحرمان من الدواء والمأوى، إلى استخدام المساعدات الإنسانية سلاحاً للضغط والابتزاز السياسي"، متسائلاً: "فهل هذا هو "التحضّر" الذي يُراد تسويقه؟".
وشدد الأنصاري على أنّ "السياسة الخارجية لدولة قطر، المبنية على المبادئ، لا تتعارض مع دورها وسيطاً نزيهاً وموثوقاً به. ولن تثنيها حملات التضليل والضغوط السياسية عن الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة، والدفاع عن حقوق المدنيين بغضّ النظر عن خلفياتهم، وعن القانون الدولي دون تجزئة أو انتقائية".