الأمن يفرّق وقفة صامتة في دمشق حداداً على ضحايا الساحل السوري بسبب عراك

دمشق
جلنار العلي صحافية سورية متعاونة من دمشق (العربي الجديد)
جلنار العلي
جلنار العلي صحافية سورية تعمل متعاونة مع "العربي الجديد" من دمشق
09 مارس 2025
توتر في وقفة صامتة بدمشق حداداً على ضحايا الساحل السوري
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نظم السوريون وقفة صامتة في دمشق حداداً على ضحايا الساحل السوري، مطالبين بالتهدئة والتحقيق في الانتهاكات، لكن الوقفة انتهت بتفريق المشاركين بسبب إطلاق النار في الهواء.
- شهدت الوقفة مناقشات حادة بين المشاركين ومجموعة مؤيدة للسلطة، مع اعتراضات على الدفاع عن طرف متهم بالتعذيب وظهور هتافات طائفية.
- أكد المشاركون على وحدة الشعب ورفض الانتهاكات، بينما أصدر الرئيس السوري قراراً بتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في الأحداث، سعياً لتحقيق العدالة وكشف الحقيقة.

نظّم مجموعة من السوريين والسوريات، اليوم الأحد، في ساحة المرجة، وسط دمشق، وقفة صامتة حداداً على أرواح الضحايا من المدنيين وشهداء عناصر الأمن ووزارة الدفاع في الساحل السوري. وندد المشاركون في بداية الوقفة بكل الجرائم الحاصلة خلال الأيام الماضية بحق المدنيين وعناصر الأمن في مناطق الساحل السوري، داعين للتهدئة وفتح تحقيق بجميع الانتهاكات الحاصلة ووقف التصعيد ومحاسبة العناصر المسؤولة، والتأكيد على وحدة واستقرار البلاد وسط هتافات "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد". غير أن الوقفة لم تستمر أكثر من نصف ساعة، إذ جرى تفريق المشاركين بإطلاق الرصاص في الهواء، نتيجة ارتفاع حدة المناقشات، وحصول حادثة عراك بين الجموع.

وفي التفاصيل، وبعد أن تجمّع المشاركون في الوقفة الصامتة المنظمة، جاء مجموعة من المواطنين الموجودين في الساحة، كونها مركز انطلاق للباصات وتجمعاً للفنادق، وشكّلوا وقفة مضادة غير مخطط لها مسبقاً، وتبيّن أنهم أشخاص مؤيدون للسلطة الجديدة، إذ جرت مناقشات بين الطرفين لتحتد فيما بعد. وكانت وجهة نظر المجموعة المؤيدة أنه "لا يجب الوقوف والدفاع عن طرف أمعن في تعذيب السوريين طيلة الأربعة عشر عاماً الماضية"، بحسب قولهم. كما كان هناك اعتراض من بعض الأشخاص على وجود نساء غير محجبات في الوقفة، وإشعال إحداهن سيجارة خلال الوقفة. وتخلل هتافات الوقفة المضادة عبارات طائفية، ليقوم فيما بعد عناصر الأمن العام بإطلاق النار في الهواء، وتفريق الجموع كي لا تتطور المشكلة.

وقفة صامتة بدمشق حدادا على ضحايا الساحل 9 مارس 2025 (العربي الجديد)
وقفة صامتة في دمشق حداداً على ضحايا الساحل، 9 مارس 2025 (العربي الجديد)

محمد السيد علي، وهو أحد المشاركين في الوقفة، بيّن في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن ما حدث هو أنه "جرى التخطيط يوم أمس لتنظيم وقفة صامتة لحماية المدنيين، ومحاسبة أي شخص يعتدي على الأمن العام، والترحم على أرواح المدنيين وعناصر الأمن، وكان ذلك بالفعل، حيث وقف المشاركون في ساحة المرجة، وكانت هناك نقاشات بين مجموعة من الأشخاص يعملون عادة في الساحة، فتشكل طرفان فجأة، وبدأ الطرف الآخر يهتف بهتافات طائفية، دون أن يعرف سبب الوقفة". وأضاف السيد علي أن ذلك حدث "رغم أن العبارات كانت مكتوبة وواضحة وصريحة، ثم تطورت الأمور لتتحول إلى اعتداءات بالضرب بين مجموعة من الأشخاص، ليتدخل الأمن العام ويفرّق الجموع، كي لا يتعرض أحد لأي أذيّة".

من جانبه، أكد محمد الأيوبي، وهو أحد المشاركين في الوقفة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه جاء "للتأكيد أن الشعب السوري واحد، وأنني بريء من جميع الانتهاكات التي ترتكب في الساحل السوري بحق المدنيين وعناصر الأمن، وأن السوريين لم يعتادوا تلك الكراهية في السابق". واعتبر أن ما يميز سورية هو تنوعها، فلا يجوز احتكارها لطرف دون الآخر، لذلك فإن من يقوم بمثل هذه الانتهاكات لا يمثل إلا نفسه، ويجب أن يحاكم ويعاقب بالقانون.

وفي السياق، اعتبر الأيوبي أن التأخر في تحقيق العدالة الانتقالية والقصاص من المجرمين الحقيقيين سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان، مشدداً على أن الانتقام من الأبرياء لمجرد انتمائهم لطائفة ما أو مجموعة ما، سيفتح الباب أمام العصابات الخارجة عن القانون لارتكاب جرائم بحق كل الأطراف.

توتر في وقفة صامتة بدمشق حداداً على ضحايا الساحل السوري
وقفة صامتة في دمشق حداداً على ضحايا الساحل، 9 مارس 2025 (العربي الجديد)

أما الحقوقي أمير نحلاوي، الذي كان موجوداً في الوقفة أيضاً، فأشار في تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى أنه "لا يجب اليوم القيام بمثل هذه الوقفات، لأن ردات الفعل متوقعة، فالسوريون لا يعرف بعضهم الآخر، وهناك الكثير ممن يعتقدون بوجود طرف مذنب بالكامل، وهذا التعميم لا يجوز". ولفت نحلاوي إلى أنه جاء لمعرفة ماذا سيحدث، وحصل ما توقعه بالفعل، مؤكداً ضرورة التخفيف من هذه المواجهات بين السوريين، ريثما تهدأ الأوضاع في الساحل، ويحاسب المجرمون.

وأصدر الرئيس السوري، أحمد الشرع، اليوم الأحد، قراراً رئيسياً يقضي بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري "التزاماً بالسلم الأهلي وكشف الحقيقة".

ذات صلة

الصورة
بشار الأسد لدى وصوله إلى مطار بيروت، 3 مارس 2002 (رمزي حيدر/ فرانس برس)

اقتصاد

كشفت رويترز اليوم الخميس، أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نقل أمواله ومقتنياته إلى الإمارات على متن طائرة خاصة. إليك التفاصيل.
الصورة
الشرع في قصر الشعب بدمشق، 29 مارس 2025 (بكر القاسم/الأناضول)

سياسة

أعلن في دمشق، السبت، عن ولادة الحكومة السورية التي تخلف حكومة تصريف أعمال مهّدت لاختبار التحديات والفرص، حيث ستكون معنية بإطلاق ورشة لا تحسد عليها.
الصورة
وزراء الحكومة السورية الانتقالية (سانا)

سياسة

ضمّت الحكومة السورية التي أُعلن عن تشكيلها مساء أمس السبت 23 وزيراً بينهم امرأة، وهذا تعريف بمجمل وزراء الحكومة الانتقالية السورية.
الصورة
وقفتان في دمشق دعماً لغزة والجنوب السوري، 28 3 2025 (العربي الجديد)

سياسة

شارك سوريون وفلسطينيون في دمشق اليوم الجمعة، في وقفتين تضامنيتين مع أهالي غزة والجنوب السوري، ورفعوا لافتات تدين الاعتداءات الإسرائيلية في البلدين
المساهمون