الأمن الفلسطيني يعتقل 8 من بدو الكعابنة من خيمة فوق تجمعهم المهدوم

الأمن الفلسطيني يعتقل 8 من بدو الكعابنة من خيمة فوق تجمعهم المهدوم

19 أكتوبر 2021
بين المعتقلين مرضى وقاصرون (وسام هشلمون/الأناضول)
+ الخط -

اعتقل الأمن الفلسطيني فجر اليوم الثلاثاء، ثمانية من عشيرة الكعابنة البدوية في أريحا شرقي الضفة الغربية، كانوا نائمين في خيمة أقاموها فوق ركام منازلهم التي هدمها الأمن الفلسطيني في التاسع والعشرين من الشهر الماضي.

وقال محمد القرب، مختار عشيرة "القرب" في عرب الكعابنة لـ"العربي الجديد"، "إن نحو 100 من عناصر الأجهزة الأمنية من عدة أجهزة، اقتحموا منازلنا المهدمة، ودهموا خيمة الاعتصام المقامة فوق أنقاض منازلنا والتي كان ينام فيها 8 من أبنائنا، واعتقلوهم، بينهم مرضى وقاصرون، وهم: الأشقاء خضر، وداود، ومحمود كعابنة وابنه صايل، وكذلك الفتى حمزة كعابنة (17 عاماً)، وعبد الله كعابنة، وسند كعابنة، وعبد الكريم كعابنة"، فيما نوه إلى أن المعتقلين تلقوا أكثر من تهديد من الأجهزة الأمنية، يوم أمس الإثنين، لإخلاء المنطقة، لكن الأهالي رفضوا ذلك.

وأشار القرب إلى أنه تواصل شخصياً مع محافظ أريحا، والذي بدوره أبلغه أنه سوف يتم الإفراج عنهم مقابل الابتعاد عن منطقة المنازل المهدمة، وسوف يسعى لحل القضية، فيما اعتبر القرب أن عملية الاعتقال هذه وسيلة ضغط كي ترضخ العائلات للأمر الواقع وتخلي المنطقة، ولتشتيت الأمر عن القضية الأساسية إلى المطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وقال القرب: "نحن نناشد الرئيس محمود عباس لحلّ القضية، نحن لم نعتدِ على أحد، والأراضي التي أقيمت عليها منازلنا حصلنا عليها من جهة رسمية، وهي وزارة الحكم المحلي، نحن مستعدون للقبول بما يحكم به القضاء، وخصوصاً أن منازلنا هدمت بلا قرار قضائي".

وأوضح القرب أن الأهالي كانوا فوجئوا بقيام مجموعات من الأمن الوطني الفلسطيني بتطويق منازلهم في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ومنعهم من دخولها، حيث يخيم الأهالي في المناطق الجبلية في الصيف، ويعيشون في بيوتهم في منطقة النويعمة بأريحا في الشتاء، وقامت جرافات للأمن الوطني بهدم منازلهم على ما فيها من محتويات، حيث تم الهدم من دون قرار قضائي، ومن دون سابق إنذار.

وأكد القرب أن قوات الاحتلال كانت قد هدمت تجمع بدو الكعابنة في منطقة مخماس شمال شرق القدس عام 2002، وحينها توجهت العائلات وعددها 35 عائلة لمحافظ القدس، الذي تقدم من وزارة الحكم المحلي التي كان وزيرها آنذاك الراحل صائب عريقات، بطلب إيواء العائلات وتسكينها في أراضٍ حكومية في أريحا، وبدورها قدمت السلطة عبر وزارة الحكم المحلي نحو 30 دونماً من الأراضي الحكومية في منطقة تبعد عن بلدة النويعمة بأريحا نحو كيلومترين، بموافقة مجلس قروي النويعمة.

ونوه القرب إلى أن المنطقة، ولغاية الآن، لا توجد فيها سوى طرق معبدة، ولا توجد فيها خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي ولا الهاتف أو الكهرباء، وتعيش فيها 17 عائلة مكونة من 110 أفراد، وبنت بيوتها في تلك الأراضي من الطوب والصفيح، وبعضها مبني بالكامل.

وكان الأهالي رجحوا أن الهدم الذي جرى قد يعود سببه لوجود استثمارات هناك، وربما يكون أمر الإخلاء يتعلق بتلك الاستثمارات.