الأمن العراقي يستنفر قواته في بغداد مع تحشيد "التنسيقي" للتظاهر

الأمن العراقي يستنفر قواته في بغداد مع تحشيد "الإطار التنسيقي" للتظاهر

01 اغسطس 2022
تشهد بغداد استنفاراً أمنياً جراء التوتر في الشارع (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

واصلت الأجهزة الأمنية العراقية انتشارها المكثّف في العاصمة العراقية بغداد، وسط أجواء متوترة، إثر دعوة تحالف "الإطار التنسيقي" الحليف لإيران، أنصاره للتظاهر عصر اليوم الإثنين، رداً على اعتصامات أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المتواصلة لليوم الثالث داخل قبة البرلمان.

وتصاعدت حدة التوتر بين طرفي الصراع، التيار الصدري و"الإطار التنسيقي"، بعد دعوة الصدر العشائر العراقية وقوات الأمن والمواطنين العراقيين إلى مساندته في تحقيق ثورة الإصلاح الحالية بالعراق، معتبراً ما يحدث الآن من تظاهرات واعتصام لأنصاره فرصة لتبديد الظلام والفساد والولاء للخارج والطائفية، ما دفع "الإطار" إلى الدعوة لتظاهرات مضادة للدفاع عن "الدولة"، معتبراً خطوات الصدر "دعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية".

وشنّت منصات إخبارية مرتبطة بالإطار والفصائل المسلّحة، حملة تحريضية ضد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، معتبرة أنه مساند للصدر.

وفي ظل تزايد القلق داخل الشارع العراقي من مآلات تمدد الأزمة السياسية للشارع، ودخول الفصائل المسلحة الحليفة لإيران على خط الأزمة، صدرت توجيهات عليا إلى وحدات الجيش والأجهزة الأمنية بالانتشار في العاصمة والمنطقة الخضراء، وتم قطع عدد من الطرق.

ووفقاً لضابط رفيع في قيادة العمليات المشتركة، فإن "التوجيهات نصّت على الانتشار العسكري، لاسيما في محيط وداخل المنطقة الخضراء والطرق المؤدية إليها، وشارع مطار بغداد الدولي"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، أن "الانتشار بدأ من الليل، بحسب خطة محكمة، فيما نصت التوجيهات على عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين السلميين، إلا في حال حاولوا الخروج عن سلميتهم". وأضاف أن "التوجيهات شددت على عدم التهاون مع أي محاولات للخروج عن القانون والعبث بأمن البلاد ومن أي جهة كانت"، مشيراً إلى أن "المروحيات العراقية تعمل على مراقبة الأجواء وحماية المتظاهرين أيضاً، وأن الوضع تحت السيطرة الأمنية".

ووجه رئيس أركان الجيش بإيقاف جميع الإجازات، والتحاق المجازين من عناصر القوات الأمنية.

من ناحيتها، نفت وزارة الدفاع العراقية الإشاعات التحريضية التي تطلق ضدها من قبل أتباع "الإطار التنسيقي"، وأكدت في بيان أن "الجيش العراقي في خدمة الشعب، وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة".

في غضون ذلك، نشر المدون العراقي علي فاضل، تسجيلاً صوتياً جديداً نسب لزعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، أكد فيه أن "المعركة لم تنتهِ"، وقال المالكي بحسب التسجيل: "المعركة لم تنتهِ بعد، وما زلنا في صلب الميدان الذي تصول فيه قواتنا، وأفكارنا وآراؤنا إلى جنب أفكار أولئك المخربين الذين يريدون تخريب البلد والعملية السياسية والمبادئ"، مشدداً على أنه "لا مجال للتهاون والتراجع والضعف، يجب أن نستفز مشاعرنا ومبادئنا ونستفز بعضنا الآخر من أجل أن نواصل التصدي بكل همة وقوة، ودون تردد ووجل وخوف، فنحن على حقنا يجب أن نكون أقوى مما هم على باطلهم".

بدوره، دعا المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة صادقون الممثلة لمليشيا العصائب محمود الربيعي، إلى عدم السماح بإطالة عمر حكومة الكاظمي، وقال في تغريدة موجهة لأتباعه: "أيها العقلاء إن إطالة أيام حكومة تصريف الأعمال (حكومة الكاظمي) تضر بالعراق والعراقيين، فهي حكومة ناقصة الصلاحيات، فضلاً عما سببته من خراب ودمار بدآ برفع سعر الدولار، ووصلا الآن إلى تعطيل مؤسسات الدولة، واعلموا أن المبخوت (الكاظمي) لن يبقى مبخوتاً وإن تأخر لشهر آخر، والسوداني (مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء) يعمل بجد لتشكيل حكومته... الخير آتٍ".

أما النائب عن مليشيا العصائب أحمد الموسوي، فدعا الى النفير العام، وقال في تسجيل صوتي: "يجب تحشيد كل أبناء محافظة ديالى. كل شخص يأتي بعائلته كاملة، رجالاً ونساءً وأطفالاً"، مشدداً على أن "اليوم نفير عام ويوم مصيري بالنسبة لنا، لا أريد أن يتخلف أحد عنه".

يجري ذلك مع استمرار اعتصام أنصار التيار الصدري داخل مبنى البرلمان، وسط تدفق المئات نحوه ممن استجابوا لدعوة الصدر.

ووسط هذه الأجواء المتوترة، رأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، مهند الجنابي، أن لا حل إلا بعزل المالكي، وقال في تغريدة: "عزل المالكي مفتاح الحل، ويفتح مساحة حوار مع الصدر، وينزع فتيل الاقتتال، فالعراق أغلى من المالكي وخامنئي وسليماني والفصائل وإيران وكل من خلفهم ويواليهم"، متسائلاً "هل يكونون على قدر المسؤولية قبل فوات الأوان؟ (...) أشك بقدرتهم ونواياهم".