الأمن العراقي يحقق في تعرض ثلاث شخصيات سياسية للتسمم

الأمن العراقي يحقق في تعرض ثلاث شخصيات سياسية للتسمم بالسليمانية وبابل

02 نوفمبر 2021
تتواصل التحقيقات الأمنية بحالات التسمم (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

تحقق السلطات الأمنية العراقية في الآونة الأخيرة في ثلاث حالات تسمم تعرضت لها ثلاث شخصيات سياسية بمحافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق، وبمحافظة بابل جنوبي البلاد.

والأسبوع المنصرم، قالت السلطات المحلية في السليمانية، إنّ القيادي البارز في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، والمرشح السابق لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2018، ملا بختيار، تعرض للتسمم، وجرى نقله إلى مستشفى خاص في برلين بشكل عاجل من أجل تلقي العلاج.

وأعقب ذلك بساعات قليلة، الكشف عن تعرض مدير قوات "الأسايش" السابق (الأمن العام) والقيادي في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في السليمانية أيضاً، وستا حسن نوري، للتسمم، وأنه يتلقى العلاج حالياً، لكن حالته غير مستقرة.

وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء كردية في أربيل، قال بختيار إنه تعرّض إلى محاولة اغتيال بدس السم له "على يد الرفاق"، في إشارة إلى أعضاء من حزبه.

الصورة
القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار (تويتر)
ملا بختيار (تويتر)

وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ الوزارة تواصلت مع الأجهزة الأمنية في محافظتي السليمانية وبابل لمتابعة التحقيقات في الحوادث الثلاثة، موضحاً أنّ الوزارة "تنظر بقلق إلى التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في كردستان العراق، وتحدثت عن وجود محاولات اغتيال وراء حالات التسمم".

وتابع المسؤول العراقي، شريطة عدم ذكر اسمه "لم يثبت حتى الآن وجود حالات اغتيال، والموضوع ما زال رهن الشكوك والتكهنات، وننتظر تحليلات المستشفى الخاصة بفحص الدم لمعرفة ذلك"، مؤكداً أنّ التحقيقات مستمرة وسيتم الإعلان عن نتائجها في حال اكتمالها.

في المقابل، قال القيادي في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" ريبوار طه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأيام الأخيرة شهدت حالتي اغتيال بالسم طاولت مسؤولين اثنين في الحزب، والتحقيق جار لمعرفة المتورطين"، مضيفاً: "للأسف هذه الظاهرة ليست جديدة في تاريخ العراق عموماً، وإقليم كردستان بشكل خاص، وعلى قوات الأمن مسؤولية الحفاظ على أرواح العراقيين من مثل هذه العمليات في كردستان وبقية أنحاء البلاد".

وشدد طه، وهو نائب سابق، على ضرورة منع دخول المواد السامة إلى البلاد، متحدثاً عن "أيادٍ خبيثة تقف وراء محاولات الاغتيال بالسم سواء في إقليم كردستان العراق أو محافظة بابل"، محذراً من تكرار المحاولات مرة أخرى.

أما الشخصية الثالثة فهي المرشح الفائز بالانتخابات العراقية البرلمانية، ياسر الحسيني، وقد توفي نجله وما زال عدد من أفراد أسرته تحت الرعاية، بينما تواصل الشرطة التحقيق في القضية.

وقال عضو البرلمان السابق عن محافظة بابل، صادق المحنا، إنّ الحسيني يعد من الشخصيات المستقلة ذات السمعة الحسنة، وحصل على عدد لا بأس به من الأصوات في الانتخابات العراقية، مؤكداً، لـ "العربي الجديد"، أنه "لم يثبت حتى الآن أنّ العمل جنائي لكن ذلك محتمل؛ لأنّ الخصومات السياسية لم تعد شريفة، ابتداء من التزوير، وانتهاء بالقتل وغير ذلك".

وأشار المحنا إلى أنّ حالات التسمم التي أصابت السياسيين وأسرهم بدأت في السليمانية وانتقلت إلى بابل، و"قد لا تنتهي في بابل"، على حد قوله، لافتاً إلى أنه "لم يثبت أنّ ما حصل في بابل هو فعل جنائي". وأضاف المحنا: "يجب عدم الاستعجال بإصدار أي أحكام، قد تكون حالات التسمم أحداثا عارضة، وقد تكون فعلاً محاولة اغتيال".

وفي توضيح للإجراءات القانونية المترتبة عن التورط في دس السم للأشخاص، قال الخبير القانوني علي التميمي، إنّ هذا النوع من الجرائم غالباً ما يرتكب من قبل أشخاص مقربين من المجني عليهم.

وأوضح التميمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ القانون العراقي فرض عقوبة على مثل هذه الجرائم تصل إلى حد الإعدام، في حال كان دافع الجريمة هو قتل شخص أو مجموعة أشخاص، مشدداً في الآن نفسه على أنّ التقارير الطبية هي التي يمكن أن تكشف حالات التسمم.