الأمن السوري يلقي القبض على متورطين في جرائم حرب واعتداءات ضد مدنيين

24 ابريل 2025
قوات الأمن السوري في حي التضامن بدمشق، 9 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألقت وزارة الداخلية السورية القبض على عدد من المطلوبين المتورطين في جرائم حرب، منهم تيسير محفوض ومحمد تيسير عثمان، المتهمين بارتكاب جرائم في دمشق.
- تم اعتقال عروة سليمان لدوره في جرائم قتل وانتهاكات في الشمال السوري عام 2019، كما قُبض على مجموعة مسلحة بقيادة سموأل وطفة في ريف اللاذقية.
- تأتي هذه الاعتقالات في سياق العدالة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد، مع استمرار الحملات الأمنية ضد المسؤولين السابقين المتورطين في قمع الثورة السورية.

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، إلقاء القبض على عدد من المطلوبين المتورطين في جرائم حرب واعتداءات بحق المدنيين، وذلك في إطار ما وصفته بـ"العمل المتواصل لتعقب مجرمي الحرب وملاحقة كل من تورّط في سفك دماء الأبرياء". وقال مدير مديرية أمن دمشق، المقدم عبد الرحمن الدباغ، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على المدعو تيسير محفوض في مدينة طرطوس، شمال غربي سورية، وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة عن مكان وجوده، وبالتعاون مع مديرية أمن طرطوس نُفّذ كمين محكم أفضى إلى توقيفه.

وأوضح الدباغ أن محفوض كان يعمل ضمن فرع الأمن العسكري 215 (سرية المداهمة)، وهو متهم بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في أحياء المزة وكفرسوسة بدمشق، إضافة إلى مسؤوليته عن تغييب أكثر من 200 شخص، معظمهم من أبناء تلك المناطق، في سجون النظام السابق. كما ألقى جهاز الأمن العام في العاصمة دمشق، مساء أمس الأربعاء، القبض على محمد تيسير عثمان، المسؤول السابق عن قسم الدراسات في سرية المداهمة 215 التابعة لمخابرات النظام المخلوع، والمتورّط في ملفات اعتقال وتصفية آلاف السوريين خلال سنوات الحرب.

وجاء الاعتقال بعد عملية أمنية استمرت أكثر من عشرة أيام من الرصد والتحقيق، بمشاركة جهات مختصّة، حيث جرى توقيفه دون وقوع أي إصابات. ويعتبر فرع الأمن العسكري "215" المعروف باسم "سرية المداهمة"، والذي كان ينتمي إليه تيسير محفوض، أحد أكثر الأفرع الأمنية شهرة بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، خاصة خلال السنوات الأولى من الثورة السورية في 2011، حيث وُثقت فيه حالات تعذيب واعتقال تعسفي واختفاء قسري طاولت آلاف الأشخاص، بحسب تقارير حقوقية سورية ودولية.

وأكدت وزارة الداخلية عزمها على الاستمرار في ملاحقة كل من "تلطّخت يداه بدماء الشعب السوري حتى ينال جزاءه العادل"، بحسب البيان.

وفي سياق متصل، أعلنت مديرية أمن اللاذقية إلقاء القبض على المدعو عروة سليمان، المتهم بارتكاب جرائم قتل بحق مدنيين، ومشاركته في الحملة العسكرية على مناطق الشمال السوري عام 2019، بالإضافة إلى ضلوعه في الهجوم على مواقع تابعة للجيش والأمن في مارس/ آذار الماضي. وأُحيل سليمان إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

وشهدت الحملة العسكرية على الشمال السوري عام 2019، والتي يُتهم عروة سليمان بالمشاركة فيها، ارتكاب انتهاكات ميدانية واسعة النطاق، شملت قصفاً مكثفاً على مناطق مدنية ونزوح مئات الآلاف من السكان، في إطار سعي نظام بشار الأسد المخلوع وحلفائه حينها للسيطرة على آخر معاقل المعارضة المسلحة في إدلب وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية.

كما كشفت الوزارة أن إدارة الأمن العام في ريف اللاذقية ألقت القبض، يوم الثلاثاء الماضي، على مجموعة مسلحة يقودها سموأل وطفة، بعد اشتباك مسلح أسفر عن اعتقال اثنين من أفرادها وضبط أسلحة بحوزتهم. وتُتهم المجموعة بالمشاركة في الهجوم على نقاط للجيش والأمن خلال شهر مارس/ آذار، وبارتكاب جرائم سلب وسطو بحق المدنيين. وتمت إحالة المعتقلين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم.

ومنذ الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد، دخلت سورية مرحلة جديدة من التعامل مع إرث ثقيل من القمع والانتهاكات التي امتدت لأكثر من عقد، إذ يتصدر ملف العدالة الانتقالية مشهد ما بعد النظام السابق، وتتصاعد المطالبة بمحاسبة رموزه والمتورطين في الجرائم ضد المدنيين.

وتواصل السلطات الجديدة، التي تسلمت زمام الأمور بعد انهيار مؤسسات النظام السابق، تنفيذ حملات أمنية وعمليات ملاحقة دقيقة تستهدف كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الذين لعبوا أدواراً محورية في قمع الثورة السورية منذ انطلاقتها في عام 2011، وشملت هذه الاعتقالات ضباطاً بارزين من فروع أمنية مثل الفرع 215 والمخابرات الجوية والمخابرات العسكرية.

المساهمون