استمع إلى الملخص
- شهدت مناطق ريف دمشق وجسر الشغور حملات أمنية مكثفة، حيث تم اعتقال شادي عادل محفوظ وعلي شمس الدين، إضافة إلى محمد حميدي الحسين المعروف بـ"أبو لهب"، مما يعكس الجهود لملاحقة فلول النظام السابق.
- أطلقت وزارة الداخلية السورية حملة أمنية في جسر الشغور، أسفرت عن اعتقال مطلوبين وضبط أسلحة، مما يعكس الجهود لتعزيز الأمن في المناطق المتضررة.
اعتقلت قوات الأمن السورية، اليوم الاثنين، المزيد من الأشخاص المتورطين في مجزرة التضامن قرب دمشق، تزامناً مع اعتقالات مماثلة في ريف دمشق وجسر الشغور بريف إدلب، شمالي البلاد. وذكرت مصادر محلية أن قوات الأمن اعتقلت كامل شريف عباس، أحد المسؤولين عن مجزرة التضامن في دمشق عام 2013، من دون الإفصاح عن طبيعة الدور الذي قام به في تلك المجزرة التي كانت عبارة عن سلسلة من عمليات القتل الجماعي، جرى تصوير بعضها على يد الجناة، الذين هم غالباً من عناصر "الدفاع الوطني" ومجموعات محلية كانت تعمل لحساب قوات أمن النظام السوري السابق.
وكانت إدارة الأمن العام أعلنت، أمس الأحد، القبض على عنصرين تابعين لنظام الأسد المخلوع، أحدهما شارك في مجزرة التضامن والآخر كان يعمل لحساب ماهر الأسد في تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة. ووفق ما ذكرت حسابات محلية على منصات التواصل الاجتماعي، فقد جرى اعتقال ماهر حديد، أحد عناصر مليشيا قوات الدفاع الوطني في شارع "نسرين" بحي التضامن، وهو متهم بالمشاركة في ارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين، خاصة في الحي، حيث ظهر في العديد من الصور وهو يقف وسط جثث المدنيين في الحي.
كما اعتقل الأمن العام، أمس، مهند نعمان، أحد المقرّبين من ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع، وأحد أكبر مُصنّعي مادة الكبتاغون المخدّرة على مستوى سورية. وكانت قوات الأمن السورية أعلنت في وقت سابق تمكنها من إلقاء القبض على ثلاثة من المتورطين في مجزرة التضامن التي أسفرت، وفق مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ، عن تصفية أكثر من 500 رجل وامرأة من المدنيين من دون أي محاكمة أو تهمة.
وروى هشام أبو أحمد لـ"العربي الجديد" كيف اقتيد ابنه محمد البالغ آنذاك (2013) نحو 16 عاماً، حين كان هو وابنه يهمان بدخول مخيم اليرموك، بعد أن خرجا منه بواسطة دراجة آلية لإحضار الخبز. ويضيف أبو أحمد أن حافلة كبيرة أو حافلتين حضرتا إلى حاجز النظام عند دوار البطيخة، وقام العناصر المسلحين الذين كانوا برفقة الحافلة، وهم من مسلحي التضامن، بإجبار كل شاب أو رجل ما تحت الخمسين من عمره على الصعود إلى الحافلة، من دون أي تدخل من عناصر أمن النظام الموجودين على الحاجز.
وأضاف أبو أحمد أن من بين من اختيروا ابنه محمد الذي كان في الـ16 من عمره، لكنه طويل بعض الشيء، وحين حاول الاستفسار منهم عن سبب اعتقاله، زجروه وهددوه باعتقاله هو أيضاً. وأكد أبو أحمد أن جميع الأشخاص الذين اعتُقلوا لم يُسألوا حتى عن أسمائهم، واعتقلوا فقط لأنهم يحاولون الدخول إلى مخيم اليرموك، حيث افترض الجناة أنهم إما فلسطينيون أو نازحون من الجولان أو من بقية المحافظات، لأن المخيم كان محاصراً مع مدينة الحجر الأسود كتلةً واحدةً، وهذه منطقة تضم غالبية من نازحي الجولان السوري المحتل، وكانوا من أوائل المشاركين في الاحتجاجات ضد نظام الأسد.
اعتقال مطلوبين آخرين
إلى ذلك، أعلنت مديرية أمن ريف دمشق القبض على شادي عادل محفوظ الذي عمل لدى شعبة المخابرات العسكرية فرع 277 زمن النظام البائد والمسؤول عن التجنيد لصالح شعبة الأمن العسكري والمتورط في جرائم حرب. وذكرت المديرية أن المذكور شارك في الفترة الأخيرة مع فلول النظام في استهداف القوات الأمنية والعسكرية في الساحل، مشيرة إلى أنه سيُقدَّم للقضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
كما اعتقل الأمن العام السوري علي شمس الدين، أحد مرافقي أبو رعد، الذي كان يعمل لصالح قوات النظام، وساهم في قتل واعتقال العشرات، وذلك خلال الحملة الأمنية في قرية كوسنيا بريف حلب الجنوبي، إضافة إلى اعتقال محمد حميدي الحسين المعروف بـ"أبو لهب" الذي كان يعمل في المخابرات الجوية في ريف حلب الجنوبي وتسبب في مقتل واعتقال عشرات المدنيين.
في غضون ذلك، أطلقت إدارة الأمن الداخلي في وزارة الداخلية السورية، فجر اليوم، حملة أمنية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي. وذكرت مواقع رسمية في محافظة إدلب على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحملة أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين وضبط أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم، مشيرة إلى اعتقال ما لا يقل عن عشرة أشخاص من فلول النظام المخلوع خلال هذه الحملة. وتأتي الحملة بعد ساعات من إطلاق حملة مماثلة في منطقة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. وبث جهاز الأمن صوراً تظهر لحظة إلقاء القبض على فلول النظام المخلوع ومصادرة كميات من الأسلحة الخفيفة خلال الحملة الأمنية.