الأمن السوداني يقمع تظاهرات عفويّة ضد الحكم العسكري

الأمن السوداني يقمع تظاهرات عفويّة ضد الحكم العسكري

03 مارس 2022
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

قمعت قوات الشرطة السودانية، اليوم الخميس، بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية تظاهرات عفوية في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم للمطالبة بسقوط الانقلاب العسكري.

وجاءت التظاهرات، اليوم الخميس، بصورة عفوية ودون دعوات مباشرة من لجان المقاومة السودانية، دينامو الحراك المناهض للانقلاب، والتي لم تصدر بعد جدول شهر مارس/آذار الحالي، وتركته لمزيد من التشاور بين اللجان في الأحياء والمناطق.

وحاول مئات المتظاهرين التوجه للقصر الرئاسي بالخرطوم قبل أن تعترضهم قوات الشرطة.

وفرضت سلطات الانقلاب إجراءات أمنية غير مسبوقة، في الأسابيع الماضية، إذ عمدت إلى إغلاق عدد من الجسور الرابطة بين وسط الخرطوم والمناطق الأخرى، كما أغلقت بشكل واسع عددا من الطرقات القريبة من محيط قيادة الجيش السوداني.

أطباء يحتجون على انتهاكات الأمن

توازياً، نظم الأطباء والكوادر الطبية في "مستشفى الخرطوم للأذن والأنف والحنجرة"، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية استنكاراً لاقتحام القوات الأمنية للمستشفى وترويع العاملين فيه والمرضى أثناء مليونية 28 فبراير/شباط الماضي.

وخارج الخرطوم، نظمت لجان المقاومة بمدينة القضارف، شرقي السودان، موكباً رافضاً لاستمرار حكم العسكر.

على الصعيد السياسي، اجتمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بالممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيت ويبر، في الخرطوم.

وبحث اللقاء، وفقاً لبيان لمجلس السيادة، الأوضاع السياسية في السودان، على صعيد التطورات الجارية بشأن عملية الحوار بين الأطراف السودانية، "التي تهدف للتوصل إلى توافق وطني يعيد المسار الانتقالي، إلى جانب قضايا الأمن والاستقرار في الإقليم".

وقالت ويبر، في تصريح صحافي، إنّ اللقاء "كان مثمراً ومشجعاً، وتم خلاله التوافق على المبادئ العامة للحوار بين الأطراف السودانية، وضرورة تسريع وتيرته، على أن يفضي إلى توافق، تشكل بموجبه حكومة يقودها المدنيون، وإجراء الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية".

وأضافت، أنّ هناك أرضية مشتركة بين الفاعلين في المشهد السوداني، على محتوى وقضايا الحوار، وضرورة تسريع خطواته، نسبة للأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السودان، إلى جانب عدم الاستقرار الذي يشهده الإقليم.

وعبرت عن تطلعها، لأن ترى جهود الحوار السوداني تثمر، في عودة سريعة إلى المسار الانتقالي، ومن ثم إجراء انتخابات، بنهاية الفترة الانتقالية.

بريطانيا تدعو لرفع حالة الطوارئ في السودان

من جهته، طالب المدير العام لشؤون أفريقيا في الحكومة البريطانية، معظم مالك، برفع حالة الطوارئ في السودان، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتجنب استخدام العنف في سياق المظاهرات.

وأكد مالك، في بيان أصدرته السفارة البريطانية، اليوم الخميس، أنّ تلك الإجراءات، "ستسهم في بناء الثقة وتخلق بيئة مواتية للحوار بين فرقاء الأزمة في السودان".  

وكان الدبلوماسي البريطاني قد وصل إلى الخرطوم، أمس الأربعاء، والتقى عدداً من المسؤولين السودانيين بينهم رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وأضاف بيان السفارة أنّ مالك "أكد دعم المملكة المتحدة للجهود التي يقودها السودانيون لتحقيق اتفاق سياسي شامل يعيد تأسيس انتقال بقيادة مدنية مع خارطة طريق واضحة نحو انتخابات حرة ونزيهة". 

كما شدد على "الحاجة إلى إحراز تقدم عاجل خلال الأسابيع المقبلة في ضوء الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة التي يواجها الشعب السوداني وعدم الاستقرار المتزايد في مناطق مثل دارفور".

ووعد حال نجاح جهود الجوار، باستئناف المملكة المتحدة شراكتها مع السودان في مجموعة واسعة من القطاعات التي تمت مناقشتها في الحوار الاستراتيجي بين البلدين العام الماضي.  

ورحب مالك باختتام المشاورات السياسية التي يسرتها بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة السودانيين.

وأعرب عن تطلعه "لبذل المزيد من الجهود المشتركة من قبل البعثة والاتحاد الأفريقي، والإيقاد لتسهيل عملية سياسية ناجحة وتعهد بدعم المملكة المتحدة الكامل لمثل هذه الجهود".

وأمس الأربعاء، رحبت مجموعة أصدقاء السودان التي تضم كلاً من ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، كندا، الكويت، السعودية، السويد، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي؛ بمخرجات اللقاءات التشاورية من قبل بعثة الأمم المتحدة مع الأطراف السودانية.

وذكرت المجموعة، في بيان، أنّ التقرير الخاص من البعثة في هذا الصدد "يبرهن على توافق القوى السياسية في الآراء حول عدد من القضايا والمبادئ الرئيسية، بما في ذلك، تنصيب مجلس وزراء انتقالي من تكنوقراط؛ وتخفيض حجم وصلاحيات المجلس السيادي وإنشاء المجلس التشريعي".

وطالبت، جميع الجهات المعنية السودانية بـ"الانخراط في المرحلة القادمة من عملية سياسية لحل الأزمة السياسية في السودان".

المساهمون