الأمم المتحدة تعيد فرض عقوبات على إيران عبر آلية "سناب باك"

28 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 13:21 (توقيت القدس)
وزراء خارجية أوروبيون بعد اجتماعهم مع عراقجي، 20 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعادت الأمم المتحدة فرض عقوبات على إيران باستخدام آلية "سناب باك" بعد اتهامها بانتهاك الاتفاق النووي، وتشمل العقوبات تجميد الأصول ووقف صفقات السلاح وفرض قيود على برنامج الصواريخ الباليستية.
- دعا وزير الخارجية الأميركي إيران إلى محادثات مباشرة، بينما رحبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالعقوبات ودعت طهران للالتزام بالاتفاق النووي، مؤكدة أن الحل الدائم يتطلب التفاوض.
- رفض مجلس الأمن محاولة روسية وصينية لتأجيل العقوبات، وزعمت إيران أن الأمم المتحدة لا تملك سلطة إعادة فرضها، مشيرة إلى أن العقوبات لن تؤثر عليها.

أعادت الأمم المتحدة، فجر اليوم الأحد، فرض عقوبات واسعة على إيران بموجب آلية "سناب باك" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015 بعد فشل محاولات دبلوماسية أخيرة. ومن المتوقع أن تشمل التدابير تجميد أصول طهران في الخارج، ووقف صفقات السلاح، وفرض عقوبات على أي تطوير لبرنامج الصواريخ الباليستية.

ويأتي فرض العقوبات من الأمم المتحدة بعد أن اتهمت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، طهران بانتهاك اتفاق عام 2015 الذي يهدف إلى منعها من تصنيع قنبلة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وفي أواخر أغسطس/ آب الماضي، فعّلت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق، الآلية المعروفة باسم "سناب باك"، وتتيح إعادة فرض العقوبات على إيران، على خلفية عدم التزامها بنود الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحادياً منه، عام 2018.

وبعد فرض العقوبات، دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إيران إلى الموافقة على إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة. وقال روبيو في بيان: "الدبلوماسية لا تزال خيارًا... والتوصل إلى اتفاق يظل النتيجة الأفضل للشعب الإيراني وللعالم. ولكي يحدث ذلك، يجب على إيران أن تقبل إجراء محادثات مباشرة بنية حسنة ودون مماطلة أو تشويش"، ودعا الدول الأخرى إلى "التنفيذ الفوري" للعقوبات ضد طهران.

ورحبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بإعادة فرض العقوبات، ودعت طهران إلى "الامتناع عن أي عمل تصعيدي". وقال وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية في بيان مشترك: "ندعو إيران إلى الامتناع عن أي عمل تصعيدي والعودة إلى الامتثال لالتزاماتها". وأضافوا أن الدول الثلاث "ستواصل العمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى حل دبلوماسي يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي".

وأكّدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنّ إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران لا تعني "نهاية الدبلوماسية مع إيران"، وقالت كالاس في بيان إنّ "الأمم المتحدة أعادت فرض عقوبات على إيران (...) بسبب برنامجها النووي"، مضيفة أنّ "الاتحاد الأوروبي سيتابع" هذا الأمر، لكنّ "حلاً دائماً للمسألة النووية الإيرانية لا يمكن التوصل إليه إلّا عبر التفاوض والدبلوماسية".

من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى منع تفعيل آلية تنفيذ العقوبات التي أُعيد فرضها، وكتب عراقجي في رسالة موجهة إلى غوتيريس ونشرها على منصة إكس "نحثكم على منع أي محاولة لإعادة تفعيل آليات العقوبات، بما في ذلك لجنة العقوبات وهيئة الخبراء"، مضيفاً أن طهران لن تعترف بأي محاولة لتمديد أو إعادة تفعيل أو فرض عقوبات الأمم المتحدة.

ويوم الجمعة، رفض مجلس الأمن محاولة أخيرة لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد فشل مسعى روسي وصيني لتأجيل ذلك ستة أشهر أمام المجلس المكون من 15 دولة عضواً، وذلك بعد أن صوتت أربع دول فقط لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به موسكو وبكين. وصوتت تسع دول بالرفض، فيما امتنعت دولتان عن التصويت. 

وحصل المشروع على تأييد أربع دول، هي روسيا والصين والجزائر وباكستان، ومعارضة سبع دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليونان وسيراليون وسلوفيينا والدنمارك وباناما والصومال، وامتناع كل من كوريا الجنوبية وغويانا عن التصويت. ويحتاج أي قرار تسعة أصوات لتبنّيه، على ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.

وكانت إيران قد زعمت أن الأمم المتحدة لا تملك سلطة إعادة فرض العقوبات، وأصرت أيضًا على أن ذلك لن يكون له أي تأثير في البلاد. ومع ذلك، تأتي هذه العقوبات بعد أن شنت إسرائيل عدوانًا استمر 12 يومًا على إيران في يونيو/ حزيران، وشهد أيضًا قصفًا أميركيًا استهدف مواقع نووية إيرانية.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)