الأمم المتحدة تعلن تمديد هدنة اليمن شهرين إضافيين

الأمم المتحدة تعلن تمديد هدنة اليمن شهرين إضافيين

02 يونيو 2022
تطالب الحكومة برفع حصار الحوثيين عن تعز كما نصت الهدنة (أحمد باشا/فرانس برس)
+ الخط -

وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون، يوم الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مدتها، حسب ما أعلنه مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، في بيان.

وقال غروندبرغ: "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي لاقتراح الأمم المتحدة تجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية اليوم الخميس.

وخاض المبعوث الأممي محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعها نحو تمديد الهدنة. وبينما أعلن الحوثيون والحكومة عدم ممانعتهم التمديد، إلا أنهم وضعوا شروطاً لذلك. وتريد الحكومة من الحوثيين رفع حصارهم عن تعز في جنوب غربي البلاد كما نصت الهدنة، فيما يطالب الحوثيون بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.

وأضاف غروندبرغ "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".

وتابع: "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملةً، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالاً ونساءً".

وبدأت الهدنة، في مطلع إبريل/نيسان الماضي، برعاية من الأمم المتحدة، وشملت وقفاً كلياً لإطلاق النار، والسماح بدخول سفن مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة، وإطلاق رحلتين أسبوعياً من مطار صنعاء، بالإضافة إلى فتح الطرق والمعابر بمدينة تعز ومحافظات أخرى.

وكان مصدران حكوميان يمنيان قد أكدا لـ"العربي الجديد"، موافقة كلّ من الحكومة والحوثيين مبدئياً على تمديد الهدنة شهرين إضافيين، نتيجة ضغوط دولية وأممية مكثفة، شملت دخول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على خط المشاورات، بعد اتصاله أول أمس الثلاثاء، برئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي، واعداً إياه بالضغط على الحوثيين لفتح طرقات تعز.

وأوضح مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، أنّ الهدنة ستستمرّ حتى الثاني من أغسطس/آب المقبل، مشيراً إلى الضغط الدولي والإقليمي الكبير خلال الأيام الماضية في سبيل تجديدها، ولفت إلى أن الأمم المتحدة كانت تسعى إلى تمديدها لمدة ستة أشهر، أي من 2 يونيو/حزيران الحالي حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، لكن بعد نقاشات عدة، تم الاتفاق على مهلة الشهرين لقياس مدى التزام الحوثيين.

بيان للأمين العام للأمم المتحدة حول تمديد الهدنة

كما أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بياناً رحّب فيه بالاتفاق على تجديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين إضافيين "بموجب الأحكام ذاتها ما في الاتفاق الأصلي".

ورأى غوتيريس أن اليمنيين شعروا "بالمنافع الحقيقية والملموسة بما فيها انخفاض ملموس في العنف وعدد الضحايا المدنيين مع زيادة في تدفق المشتقات النفطية من خلال ميناء الحديدة واستئناف الرحلات الجوية الدولية من صنعاء للمرة الأولى منذ ست سنوات".

وذكر البيان أن الهدنة مكّنت "الأطراف من الالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة لبدء مفاوضات لإعادة فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات، وتنفيذ آليات لخفض التصعيد العسكري في جميع أنحاء اليمن".

وحثّ الأمين العام "الأطراف بكل قوة على استكمال تنفيذ أحكام الهدنة بالكامل دون إبطاء إعلاءً لمصالح جميع اليمنيين، ممن ما زالوا يرزحون تحت المعاناة في واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في العالم".

تقارير عربية
التحديثات الحية

بايدن يرحب بتمديد الهدنة في اليمن ويدعو إلى أن تصبح "دائمة"

بدوره، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، بتمديد الهدنة في اليمن لشهرين، وحض أطراف النزاع في هذا البلد على جعلها "دائمة".

وقال بايدن في بيان إن "الشهرين الأخيرين في اليمن، بفضل الهدنة التي أعلنت في إبريل/نيسان، كانا من الفترات الأكثر هدوءاً منذ بدء هذه الحرب الفظيعة قبل سبعة أعوام. تم إنقاذ آلاف الأرواح مع تراجع المعارك. من المهم العمل على جعل (الهدنة) دائمة".

وأضاف: "أحض جميع الأطراف على التقدم سريعاً نحو عملية سلام شاملة وجامعة. لن تتوقف دبلوماسيتنا ما دام لم يتم التوصل إلى تسوية دائمة".

وشهدت الأيام الماضية انخراطاً أميركياً مباشراً في جهود تمديد الهدنة، بما في ذلك إجراء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات هاتفية مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، حيث دعا إلى بذل "جهود تعزيز الهدنة في اليمن وتمديدها".

قطر ترحّب بإعلان تمديد الهدنة في اليمن

بدورها، رحّبت قطر بإعلان الأمم المتحدة تمديد الهدنة، وأعربت وزارة الخارجية، في بيان اليوم الخميس، عن أمل دولة قطر في أن يمهّد تمديد الهدنة الطريق نحو حل الأزمة اليمنية سلمياً، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والسلام والتنمية.

وعبّرت الوزارة عن تقدير دولة قطر للجهود المتواصلة التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق السلام المستدام في اليمن، كما جدّدت موقفها الداعي لحل الأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، وبخاصة القرار رقم 2216.

ويرى مراقبون أنّ قبول الأطراف اليمنية بتمديد الهدنة يخدمها بشكل أساسي، فالحوثيون حققوا مكاسب على الأقل خلال الفترة الماضية من الهدنة، في حين يسعى مجلس القيادة الرئاسي لترتيب أوراقه، وبدء بناء مؤسسات حقيقية للدولة في العاصمة المؤقتة عدن، وتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية مع الحوثيين اتهامات بخرق وقف النار، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل وخصوصاً ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع، الثلاثاء، إلى تمديد الهدنة، قائلة، بحسب ما نقلته "فرانس برس": "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50%، ونظراً للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

المساهمون