الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها بعمليات إعدام خارج نطاق القضاء في الخرطوم
استمع إلى الملخص
- أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على الخرطوم بعد معارك مع قوات الدعم السريع، بينما زعمت الأخيرة إسقاط طائرة أنتونوف تابعة للجيش، متهمة إياها بقصف المدنيين في دارفور.
- أفادت هيئة محامي الطوارئ السودانية بمقتل 89 مدنياً وإصابة المئات جراء هجمات قوات الدعم السريع على قرى جنوبي أم درمان، متهمة إياها بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الخميس، إنه "رُوِّع" بعمليات إعدام نُفّذت خارج نطاق القضاء بحق مدنيين في الخرطوم بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على المدينة في نهاية مارس/ آذار الماضي. وقال تورك في بيان: "لقد رُوّعت بالتقارير الموثوقة عن عمليات إعدام نُفّذت خارج نطاق القضاء بحق مدنيين في أحياء في الخرطوم للاشتباه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع"، داعياً "قادة الجيش السوداني إلى اتخاذ تدابير فورية لوضع حد" لهذه الممارسات.
ودعا فولكر تورك "قادة الجيش السوداني إلى اتخاذ تدابير فورية لوضع حد للحرمان التعسفي من الحياة". وقال إن مفوضية حقوق الإنسان راجعت "مقاطع فيديو مروعة" على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 26 مارس/ آذار تظهر على ما يبدو رجالاً مسلحين "يعدمون مدنيين بدم بارد" في جنوب الخرطوم وشرقها. وأضاف في البيان: "في بعض مقاطع الفيديو، يقول الجناة إنهم يعاقبون أنصار قوات الدعم السريع".
ويوم الخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني، أنه سيطر بالكامل على العاصمة الخرطوم بعد أسبوع من استعادته القصر الرئاسي من قبضة قوات الدعم السريع، وهو ما شكل أهم تحول في مسار الحرب. وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، في بيان حينها: "تمكنت قواتنا اليوم... من تطهير آخر جيوب لشراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ إبريل/نيسان 2023.
في غضون ذلك، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة للجيش من طراز أنتونوف. وذكرت في بيان: "تمكن أشاوس الدفاع الجوي بقوات الدعم السريع صباح اليوم الخميس، من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن إسقاط طائرة (أنتونوف) تتبع لجيش الحركة الإسلامية الإرهابي كانت تقوم بإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين العزل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور ومدن أخرى في البلاد". ونشرت قوات الدعم السريع مقطعاً مصوراً قالت إنه يظهر حطام الطائرة.
وكانت هيئة محامي الطوارئ السودانية قد أعلنت في بيان يوم أمس، مقتل 89 مدنياً وإصابة مئات آخرين إثر هجمات لقوات الدعم السريع طاولت أكثر من 15 قرية في مناطق الريف الجنوبي بمدينة أم درمان غربي الخرطوم. وقالت في بيان: "هاجمت قوات الدعم السريع أكثر من 15 قرية جنوبي أم درمان، منذ 27 مارس/آذار الماضي (...) أسفرت الهجمات عن مقتل 89 شخصاً وإصابة المئات جراء القصف المدفعي العشوائي، وإطلاق النار المباشر، والاشتباكات المسلحة".
وذكرت أن "قوات الدعم السريع استهدفت المنازل واقتحمتها، وقتلت من فيها، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي". وتابع البيان: "نفذت قوات الدعم السريع عمليات نهب مسلح واسعة للمنازل والمحال التجارية، واعتقلت عدداً من شبان القرى وأجبرتهم تحت تهديد السلاح على نقل المنهوبات". وأشار إلى أن "هذه القرى مدنية بالكامل ولا توجد بها أي قوات عسكرية، ما يجعل هذا الهجوم جريمة حرب مكتملة الأركان تهدف إلى إرهاب السكان وتهجيرهم قسرياً".
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)