استمع إلى الملخص
- اتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، فليتشر بإلقاء "موعظة سياسية" واستخدام اتهامات غير مدعومة ضد إسرائيل، بينما أكد فليتشر التزامه بميثاق الأمم المتحدة والحيادية.
- رفضت الأمم المتحدة اقتراح إسرائيل لإيصال المساعدات تحت سيطرتها، معتبرةً أنه ينتهك المبادئ الإنسانية، فيما أطلقت إسرائيل عملية عسكرية جديدة في غزة لتحقيق أهدافها.
رفض وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، الجمعة، مقترحاً بديلاً لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة تدعمه الولايات المتحدة، مؤكداً أن الأمم المتحدة تمتلك خطة جاهزة وفعّالة ومدعومة من المانحين وغالبية المجتمع الدولي. وقال فليتشر في بيان إنّ "الأمم المتحدة لديها خطة موثوقة و160 ألف منصة نقالة من المساعدات جاهزة للتحرك فوراً نحو القطاع"، مضيفاً: "إلى من يقترحون وسائل بديلة لتوزيع المساعدات، دعونا لا نضيع الوقت، فلدينا بالفعل خطة في هذا الصدد".
وأكد المسؤول الأممي أن خطة الأمم المتحدة يمكن أن تبدأ "اليوم إذا سُمح لها"، مشدداً على أن المنظمة الدولية "تطالب بدخول المساعدات إلى غزة بسرعة وأمان ومن دون عوائق"، وأنها تمتلك "الخبرة والعزيمة والوضوح الأخلاقي لتقديم المساعدات بالحجم اللازم لإنقاذ الأرواح". وتأتي تصريحات فليتشر في وقت يتواصل فيه الحصارالإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، وسط تحذيرات متزايدة من مجاعة وشيكة ونداءات دولية متكررة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية من دون شروط أو عراقيل.
سفير إسرائيل يهاجم فليتشر
إلى ذلك، اتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون فليتشر، أمس الجمعة، بإلقاء "موعظة سياسية"، واستخدام كلمة إبادة جماعية سلاحاً ضد إسرائيل، متسائلاً بأي سلطة وجّه ما اعتبرته إسرائيل اتهاماً. وكتب دانون في رسالة إلى فليتشر، وفق "رويترز": "تجاسرت، وأنت مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، على الوقوف أمام مجلس الأمن ووجهت اتهام الإبادة الجماعية من دون دليل أو تفويض أو ضبط نفس.. كان تصريحاً غير لائق بالمرة، وغير مسؤول بشدة، وحطّم أي فكرة عن الحياد".
ورد فليتشر في رسالة إلى دانون قائلاً: "أنا أؤمن بشدة بميثاق الأمم المتحدة، وبالتزامنا بالعمل بإنسانية واستقلالية ونزاهة وحيادية. وبالطبع، الصدق بشأن ما نراقبه وما نحن مكلفون بالإبلاغ عنه".
وكانت الأمم المتحدة قد رفضت سابقاً اقتراح إسرائيل إيصال المساعدات إلى غزة تحت سيطرة القوات الإسرائيلية مشيرة إلى مخاوف إنسانية خطيرة. وقال فريق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إنّ خطة إسرائيل ستنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية وتبدو "مصممة على تعزيز السيطرة على المواد الضرورية للحياة تكتيكاً للضغط - في إطار استراتيجية عسكرية".
وحينها، أعربت حركة حماس عن رفضها بشدة "تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال"، مؤكدة أن الآلية المطروحة تمثل خرقاً للقانون الدولي وتنصلاً من التزامات الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف، وامتداداً لسياسة التجويع والتشتيت التي تمنح الاحتلال وقتاً إضافياً لارتكاب جرائم الإبادة، ما يتطلب موقفاً دولياً وعربياً ومصرياً حازماً".
وفي وقت تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، ومع تعثّر المسار التفاوضي وتعاظم التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، أعلن جيش الاحتلال، مساء الجمعة، إطلاق المرحلة الأولى من عملية عسكرية واسعة تحت اسم "عربات جدعون". وتشمل العملية ضربات جوية مكثفة وتحريك قوات برية للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل القطاع، في محاولة لتحقيق ما سمّاه الاحتلال "أهداف الحرب"، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وهزيمة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".