استمع إلى الملخص
- الأمم المتحدة تعبر عن قلقها من تصاعد العنف بعد استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، وتحث على حماية المدنيين وتهدئة التوترات، مع تقليص وجودها في القطاع بعد استهداف مجمعاتها.
- استئناف الهجمات الإسرائيلية أدى إلى استشهاد 855 مواطناً ونزوح 142 ألف شخص، مع استمرار حجب المساعدات الإنسانية وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الجمعة، إن الإجراءات الإسرائيلية في غزة التي تشمل غارات على مناطق مأهولة بالسكان قُتل فيها مدنيون "تحمل بصمات" جرائم وحشية. وأضاف ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب من جنيف: "هناك استهتار صارخ بحياة البشر وكرامتهم، أعمال الحرب التي نراها تحمل بصمات جرائم وحشية".
وأضاف لايركه: "نشهد يومياً مقتل أطفال وعمال إغاثة ونزوحاً قسرياً دون أي سبيل للعيش"، مشيراً إلى أن "مخزونات المواد الغذائية والطبية تنفد بسرعة كبيرة، إذ منعت السلطات الإسرائيلية دخول المساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس/آذار". وقال مكتب نتنياهو إنه لن يسمح بدخول جميع السلع والإمدادات إلى القطاع "حتى يُطلَق سراح جميع المحتجزين المتبقين".
وقال برنامج الغذاء العالمي إنّ مخزونه الغذائي المتبقي في غزة يبلغ 5700 طن، وهو ما يكفي لدعم عملياته لمدة أسبوعين على الأكثر. وذكرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أن هناك نقصاً حاداً في إمدادات الدم اللازمة لعلاج الجرحى في القطاع.
وكانت الأمم المتحدة قد عبّرت عن قلقها بعد استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الجاري، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير/ كانون الثاني الماض. وقالت القائمة بأعمال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، فيرجينا غامبا، والمستشارة الخاصة المعنية بالحماية، مو بليكر، في 19 مارس، في بيان مشترك إنّ "هذه التطورات تُنذر بتصعيد مقلق وكبير للعنف له عواقب لا رجعة فيها"، وأكدتا أنه "تماشياً مع منع الإبادة الجماعية وإطارات مسؤولية الحماية، نحثّ جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين واتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوترات ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والانخراط في حل سياسي متين"، وعبّر البيان عن "الصدمة العميقة إزاء هذه التطورات".
وأعلنت الأمم المتحدة، الاثنين الماضي، أنها "ستقلّص وجودها" في قطاع غزة بعد أن أصابت دبابة إسرائيلية أحد مجمعاتها في 19 مارس، ما أدى لمقتل أحد موظفيها وإصابة خمسة آخرين. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إنّ الأمم المتحدة "اتخذت قراراً صعباً بتقليص وجودها في غزة، حتى في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية"، وأكد أن الأمم المتحدة "لن تغادر غزة"، لكنه لم يعطِ تفاصيل عن تأثير هذا القرار.
وأدى استئناف الاحتلال لحربه إلى استشهاد 855 مواطناً وإصابة 1869 آخرين حتى أمس الخميس، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ما يرفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 50.208 شهداء و113910 مصابين. وقال دوجاريك، أمس الخميس، إن الهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة و"أوامر الإخلاء" واستمرار حجب المساعدات الإنسانية زاد سوء الوضع في القطاع.
وأضاف: "كل شيء في غزة على وشك الانتهاء؛ الوقت والحياة والمواد، وكل شيء ينفد"، مشيراً إلى أن استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة تسبب في نزوح 142 ألف شخص، وأن "أوامر الإخلاء" شملت 17% من القطاع، وذكر أن إسرائيل لا تسمح بمرور المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وتضع العراقيل باستمرار لمنع وصولها للمحتاجين.
(رويترز، العربي الجديد)