أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، فتح معبري بيت حانون وكرم أبو سالم لليوم الثاني على التوالي، للبضائع والأشخاص تحت الأطر نفسها التي كانت عليه قبل العدوان الأخير الذي شهده قطاع غزة.
جاءت تصريحات دوجاريك رداً على أسئلة "العربي الجديد" خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك. وشدد دوجاريك على أن عمليات نقل المرضى مستمرة من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة والقدس، حيث نقل الصليب والهلال الأحمر الفلسطيني أربعة أطفال أصيبوا بجروح خطيرة خلال العدوان الأخير.
وعما إذا طرأ أي تغيير على السياسات الإسرائيلية المتعلقة بعدد الأشخاص الذين يسمح لهم المرور أو الفترة الزمنية التي ينتظر خلالها الكثير من المرضى، بمن فيهم مرضى السرطان، لفترات قد تصل لأشهر إلى أن تسمح لهم إسرائيل بالخروج من القطاع المحاصر لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة أو القدس، قال دوجاريك: "ما فهمته هو، أنه جرت العودة للعمل بالأنظمة التي وضعها الإسرائيليون قبل التصعيد الأخير، وكان معمولاً بها. المعابر مفتوحة بحسب الإطار الذي كان موجوداً قبل الدورة الأخيرة من العنف التي رأيناها".
وذكّر دوجاريك بأن "خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 للأراضي الفلسطينية المحتلة لم تموَّل إلا بنسبة 26 بالمئة، حيث تلقت الأمم المتحدة 136 مليون دولار من أصل 510 ملايين دولار تحتاجها".
إلى ذلك، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن الأمم المتحدة تمكنت من التحقق من "مقتل 46 فلسطينياً، من بينهم 16 طفلاً. وأكدت وزارة الصحية في غزة إصابة 360 فلسطينياً، بمن فيهم 151 طفلاً و58 امرأة و19 مسناً على الأقل خلال أيام التصعيد"، أي ما بين الـ 5 والـ 7 من آب/ أغسطس.
وأشارت الأمم المتحدة إلى استئناف محطة غزة لتوليد الكهرباء عملها بعد توقفها منذ 6 آب/أغسطس. ولفتت الانتباه إلى إلحاق الأضرار بحوالى 1,761 وحدة سكنية، ما أدى إلى نزوح 450 فلسطينياً (داخلياً)، فضلاً عن تأثير ذلك بشكل مباشر وغير مباشر في حياة 8,500 فلسطيني.
وأشارت "أوتشا" في تقريرها الثاني عن الوضع الإنساني منذ التصعيد الأخير، إلى أن جميع المنشآت الصحية في القطاع، البالغ عددها 81 منشأة، مفتوحة ومستمرة في تقديم خدماتها.
ولفتت الانتباه إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات غير حكومية تشغل 59 منشأة، فيما تشغل وكالة "الأونروا" 22 منشأة صحية في قطاع غزة، مؤكدة وجود حاجة ماسة لتيسير خروج الحالات الحرجة، وخاصة لهؤلاء الذين يحتاجون علاجاً منقذاً للحياة، حيث إن مستوى الخدمات في القطاع محدود.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن "الإغلاق الأخير (للمعابر) الذي شهده القطاع حال في المتوسط دون خروج 50 مريضاً يومياً، من هؤلاء الذين يعانون من أشد الحالات خطورة، لتلقي العلاجات والعمليات الجراحية والرعاية التي هم في أمسّ الحاجة إليها، وهذا يشمل مرضى السرطان والمرضى المعرضة حياتهم للخطر.
كذلك زاد التصعيد الأخير من تأخير دخول 14 جهاز أشعة محمولاً وقطع غيار. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن التكلفة لتقديم أكثر الاحتياجات الصحية إلحاحاً تبلغ مليوني دولار، وهذا يشمل الأدوية والمستهلكات ولوازم المختبرات والوقود للمستشفيات الرئيسية.