الأكراد السوريون يستذكرون انتفاضة 2004 ضد نظام الأسد

13 مارس 2025
خلال إحدى الفعاليات التي جرى تنظيمها، 12 مارس 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحيا الأكراد السوريون الذكرى الـ21 لانتفاضة 12 مارس 2004، حيث قُتل وأصيب العشرات في مدن الجزيرة السورية على يد النظام السابق، ونُظمت فعاليات متنوعة تضمنت زيارات للمقابر وإضاءة الشموع حداداً على الضحايا.
- شهدت الفعاليات الفنية والرياضية والخطابية مشاركة واسعة، وأكد المشاركون على أهمية عدم نسيان تضحيات الضحايا في سبيل سورية ديمقراطية وحرة.
- تسببت الأحداث في نزوح جماعي للسوريين، خاصة الكرد، وشكلت الانتفاضة خطوة مبكرة في الثورة السورية ضد نظام الأسد.

أحيا الأكراد السوريون الذكرى السنوية الـ21 لانتفاضة الثاني عشر من مارس/ آذار 2004، حيث قتل وأصيب العشرات في مدن وبلدات الجزيرة السورية (القامشلي، الحسكة، عامودا، المالكية، الدرباسية) وغيرها من المناطق ذات الغالبية الكردية، على يد النظام السوري السابق.

ونظّمت المجالس المحلية التابعة للمجلس الوطني الكُردي، وأحزابه السياسية، فعاليات متنوعة شارك فيها حشد غفير من أهالي المدن وأريافها، تضمنت زيارات إلى مقابر ضحايا الانتفاضة، حيث وُضعت أكاليل الزهور على الأضرحة. كما أضاء السكان الشموع ليلة أمس على شرفات المنازل وفي الشوارع والأسواق، حداداً على أرواح الضحايا.

الصورة
الأكراد يستذكرون انتفاضة 2004 ضد نظام الأسد 12 3 25 (العربي الجديد)
إضاءة شموع إحياء لذكرى المجزرة 12 مارس 2025 (العربي الجديد)

وأقيمت فعاليات فنية ورياضية وغنائية، إضافة إلى مهرجانات خطابية أُلقيت فيها كلمات الانتفاضة.

وقال عبد الله حمو، أحد سكان القامشلي ومن المشاركين في تنظيم الفعاليات، لـ"العربي الجديد": "هذه هي المرة الأولى التي نُحيي فيها الذكرى بعد سقوط النظام، وخرجنا لكيلا تذهب دماؤهم سدى. هؤلاء قدموا أرواحهم في سبيل سورية ديمقراطية وحرة"، فيما قال بختيار عبدو، من سكان مدينة القحطانية في ريف القامشلي الشرقي، لـ"العربي الجديد": "يوم الثاني عشر من آذار، يوم أسود للشعب الكردي، حيث ارتُكبت مجزرة جماعية في الملعب البلدي في القامشلي على يد عساكر جيش بشار الأسد. ما حدث كان مؤامرة مدبرة من جانب النظام، إثر هتافات عنصرية أطلقها جمهور فريق الفتوة آنذاك ضد زعماء ورموز الكُرد، ما أدى إلى اندلاع الأحداث الدامية".

وأعرب عبدو عن أمله بنجاح الاتفاقية التي وقعت قبل أيام بين قائد "قسد" مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع، وأن تكون هذه الاتفاقية خطوة نحو إنهاء الأزمة السورية وتحقيق السلام في البلاد. 

وفي الثاني عشر من مارس/ آذار 2004، اندلعت احتجاجات واسعة في المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية، عقب إطلاق قوات الأمن والشرطة الرصاص على مدنيين في ملعب مدينة القامشلي، خلال مباراة رياضية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات في اليوم الأول. وفي اليوم التالي، وخلال تشييع الضحايا، أطلقت قوات النظام الرصاص على المشيعين، ما تسبب في سقوط مزيد من الضحايا بين قتيل وجريح.

وأسفرت تلك الأحداث عن موجة نزوح جماعي للسوريين، خاصة الكرد، باتجاه إقليم كردستان العراق والدول المجاورة وأوروبا. وجاء ذلك في ظل حملات قمع ممنهجة اتبعها النظام، شملت فرض قوانين مجحفة، والتضييق على الحريات، واعتقال وسجن وتصفية المعارضين الكرد. ويرى الأكراد أن انتفاضة 2004 كانت بمثابة خطوة مبكرة في طريق الثورة السورية ضد نظام الأسد، وشكّلت نقطة تحول في وعي الشارع السوري عموماً، والكردي بشكل خاص.

المساهمون