الأطراف اليمنية ترمي بثقلها في مأرب مع عودة الزخم للمعارك

الأطراف اليمنية ترمي بثقلها في مأرب مع عودة الزخم للمعارك

06 مارس 2021
مقاتلات التحالف نفذت ضربات مُحكمة ضد الحوثيين في مأرب (فرانس برس)
+ الخط -

دفعت أطراف النزاع اليمني، بمئات المقاتلين والعربات العسكرية من مختلف المحافظات إلى جبهات القتال في غربي مدينة مأرب النفطية، بالتزامن مع عودة الزخم للمعارك التي انحسرت لمدة 5 أيام.

وتعد جماعة الحوثيين لجولة هجومية ثانية بعد فشل معارك الثلاثة أسابيع الأخيرة من شهر فبراير/شباط الماضي في تحقيق اختراق جوهري نحو منابع النفط والغاز بمدينة مأرب، وهو ما جعل القوات الحكومية تدفع بمئات المقاتلين قادمين من تعز وأبين والساحل الغربي.

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إن مدينة مأرب استقبلت، مساء الجمعة، قوافل عسكرية مختلفة من محور طور الباحة وألوية العمالقة بالساحل الغربي ولواء الأمجاد وكتائب من الجيش الوطني المرابط في شقرة وشبوة.

ولم يكشف المصدر عن قوام القوة البشرية التي وصلت، لكن مصادر تحدثت عن أن عملية الإسناد لمأرب ستتواصل على مدار الأيام المقبلة من كافة المناطق العسكرية، وأن هناك خطط لتسيير أكثر من 2000 مقاتل.

وخلافاً للاندفاع العفوي الذي حدث منتصف الشهر الماضي من بعض القوات الحكومية التي التحقت بجبهات القتال في مأرب، تتم التحشيدات الأخيرة بترتيب من قوات التحالف في عدن التي وجهت القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، بتسهيل مرور الإمدادات.

وكشفت مذكرة مسربة، اطلع عليها مراسل "العربي الجديد"، توجيهات من قوات التحالف بتسهيل مرور 3 كتائب من اللواء الأول والثاني والثالث عمالقة في الساحل الغربي التي يقودها رجال دين سلفيون، وكتيبة رابعة من اللواء الثالث مشاة.

كما دفعت القوات الحكومية، بكتيبة من لواء الأمجاد الذي انشأته خلال العامين الماضيين في مناطق الزاهر وآل حميقان في البيضاء بقيادة السلفي صالح الشاجري، فضلاً عن مجاميع من اللواء الثاني إسناد، فيما أعلن محور طور الباحة أنه أرسل 500 جندي في دفعة جديدة، أمس الجمعة.

ويبدو أن السعودية تتجه لشن عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، لن تقتصر على الدفاع عن مدينة مأرب، ولكن استعادة تنفيذ هجوم عكسي، في مسعى منها لردع الحوثيين الذين كثفوا هجماتهم على منشآتها خلال الأيام الماضية، ورفضوا الانصياع لكافة التحركات الدولية الداعية للسلام.

ولا يقتصر التحول السعودي في إدارة معركة مأرب على إلزام الانفصاليين بالسماح لمرور قوات حكومية من عدن وأبين للقتال في مناطق شمالية، إذ ساندت مقاتلات التحالف، أمس الجمعة، المعارك على الأرض، بشكل لافت، وشنت نحو 31 غارة جوية، في رقم يوازي غارات أسبوع كامل، وفقا لمراقبين.

وكانت جماعة الحوثيين، قد استأنفت، أمس الجمعة، عملياتها العدائية على مدينة مأرب، حيث نفذت هجمات انتحارية على جبهات الكسارة والمشجح، بعد نحو أسبوع من الهدوء النسبي، عندما اقتصر القتال على محاولة تسلل وهجمات محدودة.

وذكر مصدر في الجيش الوطني لـ"العربي الجديد"، أن المليشيات الحوثية عاودت الهجوم من ذات المناطق التي شنت من خلالها هجمات فبراير/شباط الماضي، لكنها تكبدت خسائر فادحة هذه المرة، إذ سقط لها نحو 120 قتيلا في يوم واحد.

وأشار المصدر، إلى أن معنويات القوات الحكومية في الوقت الراهن أفضل من ذي قبل، خصوصاً مع وصول تعزيزات بشرية والتفاف شعبي واسع، فضلاً عن التحاق متطوعين جدد بمعسكرات التدريب في مدينة مأرب.

وأكد المصدر العسكري، أن مقاتلات التحالف نفذت ضربات مُحكمة خلال معارك الجمعة، وكان الإسناد الجوي أفضل من أي وقت مضى. 

وأعلن الجيش الوطني، في بيان رسمي، مساء الجمعة، أن قواته نفذت 4 كمائن لمجاميع حوثية حاولت مهاجمة مواقع في جبهات الكسارة وهيلان والمشجع وصرواح، وكبدتها 95 قتيلاً، معظمهم لا تزال جثثهم متناثرة في الوديان والجبال. 

وأشار البيان، إلى أنه تم إعطاب ثلاث عربات دفع رباعي للحوثيين بقصف مدفعي للجيش الوطني، فيما دمرت غارات جوية خمس دوريات تحمل مقاتلين وتحصينات حوثية في المشجع وهيلان.

وفي جبهة جبل مراد، أعلن الجيش الوطني، في بيان منفصل، أن قواته أحبطت هجوماً للمجاميع الحوثية على مواقع جبل مراد، جنوبي مأرب، بعد معارك انتهت بمقتل 25 حوثيا على الأقل، وإعطاب 5 آليات عسكرية مختلفة.

ومنذ اشتعال المعارك في مأرب قبل شهر، لم تكشف جماعة الحوثيين رسمياً عن طبيعة المعارك والمواقع التي تقدمت فيها، لكنها تواصل دعوة أنصارها في المحافظات لدعم معركة مأرب بالمقاتلين من أجل دحر من تصفهم بـ"قوى العدوان"، كما تذيع بيانات يومية لتشييع عناصرها في صنعاء.

المساهمون