دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، اليوم الأربعاء، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع، تستند إلى وثيقة الأسرى للوفاق الوطني برنامجاً لها.
وقال البرغوثي في كلمة له من داخل سجنه، تمت تلاوتها وتوزيعها خلال مهرجان إحياء الذكرى العشرين لاعتقاله أقيم في البيرة الملاصقة لرام الله وسط الضفة الغربية، إن مهمة هذه الحكومة أن تتولّى إعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على قاعدة الشراكة الكاملة، وإعادة إعمار قطاع غزة، والإشراف على الانتخابات العامة.
ودعا الأسير البرغوثي إلى عقد مؤتمر وطني للحوار الشامل بمشاركة كافة ممثلي القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية وممثلي مختلف القطاعات والفئات والشرائح والاتحادات والنقابات، ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، وممثلي الشباب والطلبة والمرأة بهدف إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية، وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الشراكة الوطنية الكاملة والتعددية، وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي لها، حتى تكون تجسيداً حقيقياً لشعبنا الفلسطيني بمختلف مكوناته، وتحديد استراتيجية وطنية جديدة وموحّدة.
وأكد البرغوثي إعادة بعث وإحياء وبناء الديمقراطية الفلسطينية من جديد، والحركة الوطنية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني من خلال تحديد جدول زمني جديد لإجراء الانتخابات العامة، "لأنه من غير المعقول الاكتفاء بسلطة واحدة وهي السلطة التنفيذية التي تعمل في غياب الرقابة التشريعية، وفي غياب المحاسبة والمساءلة".
وشدد على إعادة النظر في وظائف السلطة الفلسطينية، وبخاصة الوظيفة الأمنية، بما يجعلها قادرة على المحافظة على دورها التاريخي بتعزيز الصمود والمقاومة، وتشكيل جسر عبور للحرية والعودة والاستقلال.
ودعا البرغوثي إلى إطلاق الحريات العامة والفردية وحرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير، ورفض كل أشكال التعدّي على الحريات، كما دعا حركة حماس إلى تمكين لجنة الانتخابات المركزية من العمل بكل حرية وشفافية لتنظيم الانتخابات البلدية والمحلية في قطاع غزة، وكذلك تمكين النقابات والاتحادات والجامعات والمراكز والمؤسسات من إجراء الانتخابات الديمقراطية دون أية تدخلات. وإطلاق الحريات بكل أشكالها، واحترام حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني والفصائل الوطنية والإسلامية ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية للعمل الجاد لتحرير الأسرى، وإنهاء عذاباتهم ومعاناتهم، واعتبار تحرير الأسرى هو واجب وطني مقدّس و"لا يُعقل أن يكون في الأسر الآن أكثر من ألف أسير أمضوا أكثر من عشر سنوات، والمئات أكثر من عشرين عامًا".
من جانب آخر، دعا البرغوثي إلى إعادة الروح لحركة فتح كحركة تحرّر وطني، واستعادة دورها في قيادة مرحلة التحرر الوطني والمشروع الوطني الفلسطيني، واستعادة خطاب التحرر ومفرداته، وشروطه وأدواته وأساليبه.
وشدد البرغوثي على أهمية بناء وتطوير حركة فتح، واستنهاضها والحفاظ على وحدتها على أساس ديمقراطي واحترام التنوع والاختلاف والتعدّد في الآراء والاجتهادات، داعيًا لإجراء أوسع حوار داخلي أخوي ومسؤول تحضيرًا للمؤتمر الثامن لحركة فتح، وإجراء المراجعات اللازمة، السياسية والتنظيمية والإعلامية والسلوكية.
من جهة ثانية، قال البرغوثي: "إن الشبيبة بشكل عام، والشبيبة الطلابية بشكل خاص، تستحق المزيد من الرعاية والدعم والحماية والحفاظ على استقلاليتها وديمقراطيتها، وأؤكد على أهمية انتخاب هيئاتها بشكل دوري ومنتظم، بعيدًا عن التعيين والارتجال والقرارات الفوقية".
في حين، دعا البرغوثي الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح لمراجعة قرارات الفصل بحقّ قيادات وكوادر الحركة، والاستعاضة عنها بإطلاق حوار داخلي مُعمّق ومسؤول ومراجعة السياسات وتعزيز روح الأخوّة والمسؤولية وتعزيز وحدة الحركة والحفاظ على عنفوانها.