استمع إلى الملخص
- عبر عطا عبد الغني عن مشاعره الجياشة عند لقائه بطفليه، واصفاً إياهما بأنهما "فلذتي كبدي وسفراء الحرية"، مشيداً بالجماهير التي استقبلته والتي تعبر عن أصالة الشعب الفلسطيني.
- تعكس صفقة التبادل الأمل للأسر التي أنجبت عبر النطف المهربة، حيث التقى الأسير علي نزال بطفله لأول مرة، وتعتبر عائلة عبد الغني ولادة زين وزيد دليل على قوة الفلسطينيين.
منذ الصباح الباكر، وصل الشقيقان التوأمان زين وزيد عبد الغني (10.5 أعوام) إلى متحف محمود درويش في رام الله، وسط الضفة الغربية، مع عائلتهما قادمين من طولكرم، شمال الضفة، ليتعرفا عن قرب على والدهما عطا عبد الغني الذي لم يعيشا معه يوماً واحداً بسبب اعتقاله في سجون الاحتلال منذ العام 2002. فزين وزيد كانا سفيرين لحرية والدهما لأكثر من عشرة أعوام، حرية أصبحت حقيقية بعد تحرره اليوم بالدفعة الرابعة من صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، فقد رُزق بهما بنطف مهربة في العام 2014.
وفور أن ترجل عطا عبد الغني (51 عاماً) من الحافلة التي وصلت إلى مكان الاستقبال قرب متحف محمود درويش، حتى أقبلت إليه عائلته، ليتمكن للمرة الأولى من احتضان ولديه التوأمين وتقبيل رأسيهما وهو حر دون قضبان الأسر فيما بينهم، وللمرة الأولى يلتقي زين وزيد بوالدهما دون رقابة من السجانين، إذ سبق لهما زيارته في السجن مرتين خلال السنوات السابقة، ولأول مرة سيشعران فعلياً بوجوده بينهم.
وقال عبد الغني لـ"العربي الجديد" عن مشهد لقائه بطفليه وهو يمسك برأس أحدهما: "هذين الطفلين نطفتين مهربتين، من الصعب أن أصفهما بكلمات، هذين فلذتي كبدي وسفراء الحرية... هما حريتي وهما الحلم الوحيد الذي لم يستطع الاحتلال أن يصادره. كانا الرئة التي كنت أتنفس منها خلف القضبان ومن بين الجدران الرطبة التي نخرت رطوبتها عظامنا، ولكن هذين النطفتين المهربتين هما الحلم القادم والمستقبل للأجيال".
قبل وصول عطا بدقائق، كان "العربي الجديد" التقى بشقيقه حكم الذي قال إن شعور العائلة لا يوصف، وها هو وبقية العائلة على بعد ساعات قليلة على رؤية عطا بعد مرور 23 عاماً على العائلة وهي تنتظر ابنها على أحر من الجمر. وقال حكم إنه "لم يتوقع يوماً الإفراج عن شقيقه" وأضاف أنه "لم يتوقع أن يخرج على قيد الحياة، لأنه محكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات"، لكن بالنسبة للعائلة كان الأمل تجدد عندها مع ولادة زين وزيد. كان أحد الطفلين يقف بجانب حكم الذي قال إن ابني أخيه متشوقان للقاء والدهما للمرة الأولى، مؤكداً أن شقيقه كان قد رُزق بطفلتين قبل اعتقاله.
وقال عطا فور الإفراج عنه لشقيقه حكم بعد أن قبل يده وحضنه: "صبرنا ونلنا"، وعند سؤاله عن لحظة الحرية واللقاء بعائلته قال إن شعوره لا يوصف، واصفاً الحالة بالقول إنه بحاجة للكثير من الاتزان، وتابع: "أنا لست بعقلي، أرجو أن تعذروني"، معتبراً أن الفرحة التي يشعر بها لا توصف بكلمات. وعلق عطا على مشهد الاستقبال الذي جاء بمشاركة جماهيرية كبيرة بالقول إن كلماته "تقف عاجزة أمام عظمة وشموخ من استقبلوه"، مكرراً قوله إنه بحاجة للاتزان، إذ لا يستطيع السيطرة على نفسه وأعصابه وأن يستوعب كل هذا الحشد الكبير الذي يعبر عن أصالة الشعب الفلسطيني ووفائه. ووجه عبد الغني كلمات لغزة بالقول: "رحم الله شهداءها، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".
وتعيد صفقة التبادل الحياة للأسر التي أنجبت عبر النطاف المهربة، ولم يعش أطفالهم على ذويهم، ومنهم الأسير علي نزال من قلقيلية الذي التقى اليوم لأول مرة مع طفله الذي رُزق به عبر النطف المهربة، كما أُفرج عن عدد آخر من الأسرى ممن رُزقوا بأطفال من نطاف مهربة خلال الدفعات السابقة. واعتبرت عائلة عبد الغني في العام 2014 أن ميلاد زين وزيد من نطاف مهربة يدلل على أن الاحتلال لا يستطيع كسر إرادة الفلسطينيين وقوتهم.