استمع إلى الملخص
- يصف الزبيدي الأوضاع السيئة في السجون الإسرائيلية ويدعو المجتمع الدولي للالتفات إلى معاناة الأسرى، مطالبًا بمنح الشعب الفلسطيني دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
- يرفض توجيه رسالة للاحتلال، مطالبًا الدول التي سلبت حرية الفلسطينيين بإعادتها، مؤكدًا على وحدة الجغرافيا الفلسطينية ورغبته في مستقبل آمن لأبنائه.
شدد زكريا الزبيدي الأسير المحرر في صفقة تبادل الأسرى، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، القائد البارز السابق في كتائب شهداء الأقصى، على حق الشعب الفلسطيني في حريته، وحق الأسرى جميعاً بالإفراج عنهم، متحفظاً عن الحديث عن أمور تخصه وتخص الاعتداءات عليه من قبل الاحتلال في السجن.
وقال الزبيدي في رد على أسئلة لـ"العربي الجديد" خلال لقائه بعدد من الصحافيين أثناء استقباله المهنئين بتحرره، وقبيل فض مراسم الاستقبال في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، أمس الجمعة، بسبب تهديد الاحتلال باقتحامها، إنه دخل السجن من أجل حرية الشعب الفلسطيني، وآن الأوان أن يحصل بعد كل هذه التضحيات الجسام على حريته، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد الزبيدي، أن حريته تظل منقوصة ما دام الشعب الفلسطيني لم ينل حريته، معتبراً أن سر النجاح الفلسطيني في وحدته الوطنية، قائلاً: "إن لم يكن هناك وحدة وطنية فلن نستطيع الحصول على حريتنا". وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد" حول إجراءات الاحتلال الانتقامية منه بعد تحرير نفسه مع خمسة أسرى آخرين قبل إعادة اعتقالهم، عبر نفق سجن جلبوع في ما عُرف بعملية "نفق الحرية"، أحجم الزبيدي عن الحديث عما تعرض له شخصياً، لكنه وصف الأوضاع في السجون بأنها سيئة جداً، قائلاً: "الاحتلال ينتقم من كل شعبنا الفلسطيني، ونسأل الله أن يلطف بأهلنا في قطاع غزة، ويعيدهم إلى بيوتهم سالمين غانمين، وأن يلطف بمخيم جنين والضفة الغربية، فكل شعبنا الفلسطيني تحت الضرب".
وتابع: "أسرانا يتعرضون لأكبر حملة اعتداءات وحشية من قبل السجان، الوضع سيئ جداً جداً، ونتمنى لكل من له علاقة في موضوع الحريات والإنسانية أن ينظر لأسرانا في هذه الأيام، لأن الوضع صعب جداً بكل ما تعني الكلمة من معنى، من ضرب، وتكسير، وإهانات، وكميات قليلة من الطعام، وأوضاع الزنازين السيئة، ولا توجد هناك قراءة ولا تواصل ولا تلفزيون ولا أخبار، هم معزولون عن العالم الخارجي"، مضيفاً: "الحمد لله أننا نلنا حريتنا ونتمنى الإفراج القريب عن جميع أسرانا الأبطال؛ فالوضع لا يطاق بالفعل".
وحول رسالته إلى غزة، قال الزبيدي: "لغزة ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني، ربنا يحمي شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، شعبنا الفلسطيني يتعرض لحملة شعواء في كل أماكن وجوده، سواء في الداخل، أو قطاع غزة، أو الضفة الغربية، أو في الخارج، ولكن ما أقوله، آن الأوان بعد 100 عام من هذا الاحتلال أن يزول، وأن يحصل شعبنا الفلسطيني على حريته".
وأضاف الزبيدي: "ربنا يحمي أهلنا في جنين، ورام الله، ونابلس، وطولكرم، وكافة أماكن وجودهم، كل الضفة الغربية وقطاع غزة يتعرضان لهجمة، فآن الأوان لهذا العالم الذي أدار ظهره لشعبنا الفلسطيني مائة عام، أن ينظر لشعبنا الفلسطيني من خلال إعطائه حريته ودولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وفي إجابة عن أسئلة الصحافيين حول الضفة الغربية في ظل الأحداث الأخيرة، قال الزبيدي: "شعبنا الفلسطيني منذ مائة عام يعيش بقلق، وهو بحاجة إلى حرية وإقامة دولة فلسطينية بأسرع وقت، لأن الوضع الآن لا يطاق"، متابعاً: "حتى اللحظة، شعبنا الفلسطيني لم يحصل على حريته، وشعبنا الفلسطيني تواق لحريته وتواق للعيش بأمن وسلام، ليس من أجلنا، بل من أجل أطفالنا".
ورفض الزبيدي توجيه رسالة إلى الاحتلال، قائلاً إن رسائله للشعب الفلسطيني وللعالم: "يجب على العالم الذي أعطى هذا الاحتلال الحق في أرضي، أن يعطيني حريتي، حياتي بلا حرية لا طعم لها، يجب على العالم الذي سلب مني حريتي، وأخص بالذكر بريطانيا وفرنسا وأميركا، التي سلبت حرية أبنائي، أن تعيد حريتي، يجب أن يفكروا في الخطأ، وليس أنا من يفكر في الخطأ، هم يجب أن يفكروا في الخطأ ويعودوا عن خطئهم بحقي وبحق أبنائي".
وحول نيته التوجه إلى جنين، قال الزبيدي: "أنا موجود بين أبناء شعبي، لا يوجد شيء اسمه جنين ونابلس وغيرها، نحن جغرافيا واحدة، وسنبقى جغرافيا واحدة، القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، كل هذه جغرافيا واحدة، وأنا موجود بين أبناء شعبي". وفي إجابة عن سؤال عما يخطط لفعله، قال الزبيدي: "الشعب الفلسطيني يعيش بلا مستقبل، تسألونني عن مستقبل مجهول، بكل لحظة يوجد قتل ودمار وتشتيت، أريد مستقبلاً ليس لي بل لأبنائي، أن يعيشوا بحرية وبأمن وبسلام". وحول شعور الحرية، أوضح أنه دخل السجن من أجل حريته، ولا يوجد هناك أي ثمن في موضوع الحرية.
والأسير المحرر زكريا الزبيدي (50 عاماً) من مواليد مخيم جنين، كان من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح إبان انتفاضة الأقصى، وتعرّض للمطاردة لسنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وواجه الاعتقال، وأصيب عدة مرات منذ أن كان قاصراً. واعتُقل الزبيدي في فبراير/ شباط 2019، على خلفية مقاومة الاحتلال، وبقي موقوفاً على ذمة هذه القضية، علماً أن محكمة الاحتلال أصدرت حكماً بحقه لخمس سنوات على خلفية عملية "نفق الحرية"، وكذلك رفاقه الخمسة الذين تمكّنوا من تحرير أنفسهم لبضعة أيام من سجن جلبوع قبل أن يُعاد اعتقالهم.