الأزمة اليمنية: ليندركينغ وغريفيث إلى الرياض وتحركات سويدية في مسقط

الأزمة اليمنية: ليندركينغ وغريفيث إلى الرياض وتحركات سويدية في مسقط

02 يونيو 2021
غريفيث التقى اليوم نائب الرئيس اليمني في الرياض (فرانس برس)
+ الخط -

عاد المبعوثان الأميركي تيموثي ليندركينغ والأممي مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهل جولة جديدة لإنهاء الأزمة اليمنية، فيما شهدت العاصمة العمانية مسقط تحركات مكثفة لوزير الخارجية السويدي مع مسؤولين عمانيين والوفد التفاوضي لجماعة الحوثيين.

وجاءت عودة المبعوثين الدوليين إلى الرياض غداة لقاء جمعهما في العاصمة الأردنية عمان، أكدا فيه على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار على مستوى اليمن، من أجل تقديم الإغاثة الإنسانية التي يحتاج إليها الشعب اليمني.  

وعقد المبعوث الأميركي، الأربعاء، لقاءات مع نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، ووزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً، أحمد عوض بن مبارك، لمناقشة جهود إحلال السلام، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية.  

 وألمح نائب الرئيس اليمني إلى رفض الشروط الحوثية التي تشدد على رفع الحصار في المقام الأول، حيث اتهم الجماعة بـ" التضليل والمزايدة " في الملف الإنساني، من أجل السماح لها باستقدام الخبراء والأسلحة الفتاكة التي تهدد اليمنيين والاستقرار الإقليمي.  

وتمسّك نائب الرئيس اليمني بـ"وقف إطلاق النار، باعتباره مدخلاً أساسياً لإيجاد حلول جذرية للجوانب الإنسانية وغيرها"، داعياً المجتمع الدولي إلى "فهم حقيقة مغالطات الحوثيين" ورفض الجماعة السماح بصيانة خزان صافر العائم.  

وزير الخارجية أحمد بن مبارك أكد، في لقاء منفصل مع المبعوث الأميركي، التزام الشرعية بـ"تحقيق سلام شامل ومستدام وفقاً للمرجعيات الأساسية المتفق عليها"، لافتاً إلى أن "تعنت المليشيات الحوثية ومراوغتها إزاء المبادرات والجهود المبذولة أدى إلى مفاقمة الوضع الإنساني وزيادة معاناة اليمنيين". 

وفي لقاء آخر عقده مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، طالب وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي بـ"ممارسة أقصى الضغوط على المليشيا الحوثية لإجبارها على الانصياع لمتطلبات السلام، والتوقف عن إراقة الدم اليمني وزعزعة الاستقرار الإقليمي، تنفيذاً للأجندات الخارجية".  

وأبلغ بن مبارك المبعوث الأممي "بضرورة أن يكون واضحاً أن الوقف الشامل لإطلاق النار هو الخطوة الإنسانية الأهم والأساسية التي ستُعالج من خلالها كل أشكال المعاناة والتعقيدات الإنسانية والاقتصادية". 

وفي وقت لاحق من مساء الأربعاء، أشار غريفيث، في بيان على "تويتر"، إلى أنه ناقش مع بن مبارك، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، "خيارات لرفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة وفتح مطار صنعاء، وسبل تحقيق وقف إطلاق نار في جميع أنحاء اليمن، والتوجه نحو حوار سياسي يمني يمني"، وهو ما يشترطه الحوثيون لوقف الحرب، وترفضه الحكومة الشرعية.

في الأثناء، قال السفير السعودي إنه عقد لقاء مشتركاً مع المبعوثين الأميركي والأممي إلى اليمن لمناقشة "الجهود والتحركات المشتركة لوقف إطلاق النار في اليمن"، وفقاً لتغريدة على "تويتر".  

واعتبر الدبلوماسي السعودي أن وقف إطلاق النار "يمثل أولوية إنسانية قصوى" لرفع المعاناة عن الشعب اليمني والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، في تناغم مع الشروط الحكومية لإنهاء الأزمة.

على الجانب الآخر، أعلن كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبدالسلام، مساء الأربعاء، ترحيبهم بأي جهود لرفع الحصار، والتمهيد لمفاوضات وقف إطلاق النار الشامل، خلافاً للشروط الحكومية التي تطالب أولاً بوقف المعارك.  

 وذكر عبدالسلام، في تغريدة على "تويتر"، أن وفد الحوثيين التفاوضي أكد في لقائه مع وزيرة الخارجية السويدية، آن كريستين ليندي، على أن الحصار المفروض من التحالف بقيادة السعودية "يخالف القوانين الدولية والإنسانية". 

وقال المسؤول الحوثي "وصول الدواء والمشتقات النفطية حق للشعب اليمني حتى في ظروف الحرب، وعدم الجدية في المتطلبات الإنسانية يثبت عدم الجدية في غيرها". 

وتشير المشاورات التي أجراها المجتمع الدولي في الرياض ومسقط إلى استمرار الانسداد الحاصل أمام وقف إنهاء الحرب، إذ تتمسك الشرعية بضرورة وقف إطلاق النار، وعلى وجه الخصوص الهجوم الحوثي على مدينة مأرب النفطية، شرقي البلاد، فيما تشترط جماعة الحوثيين رفع الحصار المفروض على دخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة، وكذلك الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتها.

المساهمون