أبلغت السلطات الأردنية، أمس الخميس، ثلاثة لاجئين سوريين بينهم المعتقلة السابقة لدى النظام السوري، حسنة الحريري، والملقبة بـ"خنساء حوران" بضرورة مغادرة أراضيها، خلال مدة أقصاها 14 يوماً.
وذكرت الحريري في تسجيل صوتي بثته عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السلطات الأردنية عبر دائرة المخابرات العامة أبلغتها بضرورة مغادرتها أراضي المملكة خلال مدة أقصاها 14 يوما من تاريخ التبليغ والتوقيع على قرار الترحيل.
وأضافت الحريري أن السلطات الأردنية قررت ترحيلها هي وولدها إبراهيم، إضافة للمعارض رأفت الصلخدي، مشيرة إلى أن السبب المباشر وراء القرار يكمن في تواصلها المستمر والدائم مع بعض المعارضين لنظام بشار الأسد في الداخل السوري، في إشارة إلى محاولة تحجيم المعارضين في الأردن ومنعهم من التواصل والتنسيق مع الداخل، وهي خطوة اعتبرها البعض بداية تقارب وتنسيق بين الأردن والنظام السوري.
#المرصد_السوري السلطات #الأردنية تبلغ السيدة #حسنة_الحريري بالترحيل إلى #سورية.. و #المرصد_السوري يناشد السلطات #الأردنيةhttps://t.co/my0vnJnnUS
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) April 1, 2021
وبحسب الحريري فإنها امتنعت عن التوقيع على أوراق المغادرة، في حين اضطر ابنها والصلخدي للتوقيع مجبرين، ما يعني التزامهما بالقرار وتنفيذ ما جاء فيه وضمن المدة المحددة.
وأعربت الحريري عن خشيتها من الترحيل إلى سورية عبر معبر نصيب الخاضع لسيطرة النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له، الأمر الذي يهدد أمنهم وسلامتهم. وناشدت الثوار والمعارضين لنظام الأسد للوقوف إلى جانبها ومساعدتها للخروج من الأردن قبل انتهاء المدة، خاصة وأنها تعاني من أوضاع مادية سيئة، وعليهم تجديد جوازات سفرهم السورية والحصول على تأشيرات وتذاكر طيران. وفيما لاقى القرار الأردني استياء واستهجانا واسعين من جانب الناشطين السوريين، ذكرت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أن أحد رجال الأعمال السوريين تكفل بنقلها إلى تركيا.
وأصبحت الحريري تحمل لقب "خنساء حوران" بعدما قُتل ثلاثة من أبنائها وزوجها وإخوتها الأربعة وأزواج بناتها الأربع على يد قوات النظام السوري منذ بداية الثورة السورية عام 2011. وكانت هي نفسها اعتقلت من جانب قوات النظام لمدة سنتين ونصف وتعرضت للتعذيب النفسي والجسدي. كما أنها شاهدة على انتهاكاته بحق المعتقلات، لكن أفرج عنها خلال صفقة تبادل أسرى بين قوات المعارضة والنظام.
وتعد هذه الحادثة نادرة، إذ قلما يبعد الأردن لاجئين سوريين مطلوبين للنظام السوري، وأوقفت السلطات الأردنية عمليات الترحيل منذ سيطرة النظام ومليشياته على محافظة درعا ومعبر نصيب الحدودي عام 2018.