الأردن يسمح لهنية ومشعل بالمشاركة في تشييع قيادي في حماس

الأردن يسمح لهنية ومشعل بالمشاركة في تشييع قيادي في حماس

27 اغسطس 2021
وافق الملك عبدالله الثاني على دخول قيادة الحركة للأردن (Getty)
+ الخط -

يشارك رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، ورئيسها بالخارج خالد مشعل، وعدد من رموز الحركة، اليوم الجمعة، في تشييع جثمان القيادي في الحركة إبراهيم غوشة بعد سماح الأردن لهم بالدخول.

وقال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة "حماس"، عزت الرشق، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أمس الخميس، إن "رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، يصلان إلى عمّان يوم غد الجمعة للمشاركة في تشييع جثمان فقيد الحركة إبراهيم غوشة". وشكر القيادي في "حماس"، العاهل الأردني عبد الله الثاني على موافقته على دخول قيادة الحركة للأردن، للمشاركة في تشييع غوشة.

 

وسماح السلطات الأردنية لقيادات "حماس" بدخول البلاد، يأتي في ظل جمود بالعلاقة بين الطرفين، فمنذ عام 1999، عقب تسلّم الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية بفترة وجيزة، تم إنهاء الوجود الرسمي لـ"حماس" في الأردن، حيث أغلقت السلطات الأردنية مكاتب الحركة هناك، وأصدرت مذكرة اعتقال بحق ستة من قادتها بتهمة مخالفة الأنظمة والتعليمات، وهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي، وموسى أبو مرزوق، وإبراهيم غوشة، وعزت الرشق، وسامي خاطر، ومحمد نزال، وكان ثلاثة منهم، وهم خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وإبراهيم غوشة، في زيارة إلى إيران عندما أصدرت السلطات الأردنية مذكرة اعتقال بحقهم، وبعد أيام عادوا إلى الأردن، فتم توقيف مشعل وغوشة قبل أن يتم إبعادهما إلى قطر.

ولم يستقبل الأردن علناً أي مسؤول من "حماس" منذ ذلك الوقت إلا لأغراض إنسانية، حيث سمحت عمّان لخالد مشعل بالقدوم للأردن عام 2009 لتشييع جثمان والده، باستثناء زيارة رسمية قام بها للأردن عام 2012، لتعود العلاقات للجمود مجدداً، مع السماح أحياناً بدخول قيادات "حماس" لقضايا إنسانية.

وقد توفي غوشة الخميس في العاصمة الأردنية عمّان، وهو من أبرز قياديي "حماس" في فلسطين، والناطق الرسمي باسمها في الفترة 1991-1999.

وُلد غوشة في حي السعدية في القدس المحتلة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1936. ودرس المرحلة الأساسية في مدرستي الشيخ جراح والمأمونية، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الرشيدية عام 1955، وعلى شهادة التوجيهي المصرية من مدرسة النهارية عام 1956، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية والإنشاءات من كلية الهندسة في جامعة القاهرة عام 1961.

وانضم إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين أوائل خمسينيات القرن الماضي، ونشط في صفوفها، وانخرط في العمل الطلابي الإخواني أثناء دراسته في مصر، وشارك في أنشطة رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة عام 1955، ومثّل الإخوان في لجنتها الإعلامية، كما أنه حضر اللقاء الذي انبثق عنه تشكيل تنظيم الإخوان المسلمين الفلسطينيين عام 1960.

وعمل غوشة مهندساً ميدانياً في مشروع قناة الغور الشرقية في الأردن عام 1961، ومهندساً في قسم الترخيص في بلدية الكويت بين عامي 1962 و1965، وعمل في مشروع سد خالد بن الوليد في الأردن بين عامي 1966 و1967، ومديراً تنفيذياً لمشروع سد الملك طلال التابع لسلطة وادي الأردن بين عامي 1972 و1978، وافتتح مكتباً خاصاً للتصميم والإشراف الهندسي في عمّان عام 1978.

وتسلّم رئاسة تيار الإخوان المسلمين في نقابة المهندسين الأردنيين عام 1973، وعمل في قسم فلسطين التابع للإخوان، وشارك في المؤتمر الداخلي للإخوان المنعقد في عمّان لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية عام 1983، وكان من الذين دفعوا في المؤتمر باتجاه إطلاق مشروع مقاوم في فلسطين بقيادة الإخوان.

وبدأ غوشة العمل مع حركة "حماس" رسمياً منذ عام 1989 في الكويت، وأسّس أول لجنة سياسية للحركة في الخارج، وأصبح ممثلها في الخارج عام 1990، وناطقاً رسمياً باسمها عام 1991، وعضواً في مكتبها السياسي، ورئيس مجلس الشورى فيها بين عامي 1995 و2004.

عانى غوشة في مسيرة حياته، فقد نزح مع عائلته إلى أريحا إبان النكبة عام 1948، وتعرّض لمضايقات من قبل الحكومة الأردنية، وتم إبعاده مع قادة "حماس" إلى قطر حين أغلقت الحكومة مكاتبها في عام 1999، وعاد إلى الأردن عام 2001، ومُنع من السفر لعدة سنوات.