الأردن يرفض مقترح ترامب لتهجير سكان غزة

26 يناير 2025
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، 29 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفض الأردن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، مؤكداً دعمه لبقائهم على أرضهم وحل القضية الفلسطينية في فلسطين، مع التأكيد على التعاون مع الإدارة الأميركية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
- الأردن لم يكن جزءاً من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويدعم تنفيذ الصفقة بالكامل وتثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة.
- اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين استاءت من سياسة الإبعاد وطالبت الحكومة باستقبال الأسرى الأردنيين المتوقع تحريرهم.

أعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، اليوم الأحد، رفض بلاده خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضية بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وذلك في أول رد رسمي أردني على المقترح الذي أدلى به الرئيس الجمهوري، ولاقى تنديداً فلسطينياً.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مع القائم بأعمال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ في العاصمة عمّان، إن موقف الأردن من تهجير الفلسطينيين "ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعاً". وأضاف الصفدي أن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم موقف أردني ثابت لم ولن يتغير، وأن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين". وأشار إلى أن الأردن يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية لتحقيق السلام في المنطقة، ويعمل مع كل شركائه في المنطقة للتقدم بخطى واضحة لتحقيق السلام.

وقال ترامب، اليوم الأحد، إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، وأشار إلى أنه تحدث بهذا الشأن مع العاهل الأردني في مكالمة هاتفية، أمس السبت، وقال له: "أود منك أن تستقبل المزيد؛ لأنني أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية. أود منه أن يستقبل أشخاصاً". وأضاف: "أود أن تستقبل مصر أشخاصاً أيضاً"، مؤكداً أنه سيتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد بهذا الشأن.

وأكد الصفدي أهمية "استمرار التعاون من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني، على أساس حل الدولتين وعلى خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة". وبين أن الأردن مستمر في إدخال أكبر قدر من المساعدات إلى غزة من دون انقطاع تمهيداً لبدء عمليات إعادة الإعمار.

الأردن ينفي الامتناع عن استقبال أسير أردني

وفي وقت سابق اليوم، قال الصفدي، إن الأردن لم يمنع أياً من المواطنَين الأردنيين اللذين أفرج عنهما في صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي من دخول المملكة. وقال الصفدي، في تغريدة له عبر منصة إكس: "لم يكن الأردن جزءاً من ترتيبات صفقة التبادل التي نؤيدها، ودعمنا إنجازها، ونؤكد ضرورة تنفيذها بالكامل، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والفورية لكل أنحاء قطاع غزة".

وأضاف الصفدي: "الحقيقة الثابتة الراسخة أن الأردن يحمي مصالحه وثوابته ومواطنيه. لم يمنع الأردن أياً من المواطنَين اللذين أفرج عنهما في صفقة التبادل من دخول المملكة، وسيدخلان الأردن إذا قررا مغادرة فلسطين إلى المملكة".

وكانت اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية قد قالت، في بيان، أمس السبت، إنها تابعت تحرير المقاومة الفلسطينية في المرحلة الثانية من صفقة التبادل، ضمن اتفاق بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، الأسيرين الأردنيين عمار حويطات (المحكوم عليه بالمؤبد و20 عاماً)، وثائر اللوزي (المحكوم عليه بـ19 عاماً). وأضافت أنها تفاجأت، وفق معلومات وصلتها من عائلة الأسير عمار حويطات، بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أخبرت ابنها أنه سيجري إبعاده إلى الخارج، وهو ما رفضه الأسير حويطات، حيث طلب أن يجري تحريره إلى وطنه "وهو ما لم يحدث"، وأخبرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن المملكة رفضت استلامه (وفق عائلته)، فرفض الإبعاد وبقي في الأسر، وجرى الإفراج عن أسير آخر بدلاً عنه. 

أما الأسير ثائر اللوزي فقد جرى إبعاده إلى مدينة غزة، رغم أنه مواطن أردني كانت عائلته تنتظر تحرره ووصوله إلى بلده. وشكرت اللجنة المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في غزة، وعلى رأسها حركة حماس، على إدراج الأسرى الأردنيين ضمن قوائم التبادل ضمن صفقة "طوفان الأحرار". ورفضت اللجنة ما وصفته بـ"سياسة الإبعاد لأي مواطن أردني"، مشددة على أن "العودة لأرض الوطن حق كفلته جميع القوانين الأردنية والدولية". وطالبت وزارة الخارجية الأردنية بـ"السعي وبذل جميع الجهود الممكنة، للسماح للأسرى الأردنيين بالعودة إلى المملكة الأردنية، وإزالة المعوقات كافة التي تحول دون عودة الأسير عمار حويطات، وذلك لتضمين اسمه في قوائم المرحلة القادمة من الصفقة تمهيداً لتحرره". ودعت الحكومة الأردنية إلى "إعلان استعدادها لاستقبال الأسرى الأردنيين كافة، المتوقع تحريرهم ضمن المراحل القادمة من صفقة التبادل".