الآلاف يحتشدون في واشنطن ومدن أخرى احتجاجاً على قرارات ترامب

05 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 06 أبريل 2025 - 00:33 (توقيت القدس)
احتجاجات "ارفعوا أيديكم" في واشنطن ضد ترامب، 5 إبريل 2025 (جلال غونيش/الأناضول/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الولايات المتحدة احتجاجات واسعة ضد سياسات ترامب وماسك، مع تنظيم 1200 تظاهرة في الولايات الخمسين وكندا والمكسيك، كرد فعل على أوامر ترامب التنفيذية التي تقلص الإنفاق الفيدرالي وتوسع سلطات الرئاسة.
- تركزت الانتقادات على سياسات ترامب الاقتصادية، مثل الرسوم الجمركية وتخفيض الوظائف الحكومية، حيث ألغى فريق ماسك أكثر من 200 ألف وظيفة، مما أثار غضب المتظاهرين.
- نفت ليز هيوستن اتهامات تقليص الضمان الاجتماعي، لكن الاحتجاجات استمرت في الولايات المتحدة وأوروبا، وسط دعاوى قضائية تتهم ترامب بتجاوز سلطاته.

احتشد آلاف المحتجين في واشنطن وفي أنحاء الولايات المتحدة ضمن نحو 1200 تظاهرة من المقرر خروجها اليوم السبت، فيما يتوقع المنظمون أن يكون أكبر يوم احتجاج ضد الرئيس دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك منذ أطلقا حملة متسارعة لتقليص الإنفاق الفيدرالي وتوسيع سلطات الرئاسة.

وتدفق الآلاف نحو نصب واشنطن التذكاري مع انطلاق الاحتجاجات وسط أجواء غائمة وأمطار خفيفة. وقال المنظمون لـ"رويترز" إن من المتوقع مشاركة أكثر من 20 ألف شخص في احتجاج في متنزه ناشيونال مول. تتيح الاحتجاجات الفرصة لمعارضي ترامب للتعبير عن استيائهم بشكل جماعي من التغييرات التي يجريها من خلال أوامره التنفيذية.

ويظهر الموقع الإلكتروني للحدث أن نحو 150 جماعة من النشطاء قررت المشاركة. ومن المقرر تنظيم احتجاجات في جميع الولايات الخمسين الأميركية، بالإضافة إلى كندا والمكسيك. كانت تيري كلاين، عالمة الطب الحيوي المتقاعدة من برينستون في ولاية نيوجيرسي، من بين المتجمعين عند المنصة أسفل نصب واشنطن التذكاري.

وقالت إنها جاءت لحضور هذا التجمع احتجاجاً على سياسات ترامب في "كل شيء، من الهجرة إلى قانون إدارة الكفاءة الحكومية والرسوم الجمركية... والتعليم. أعني، بلدنا بأكمله يتعرض للهجوم، جميع مؤسساتنا". استمر الحشد حول النصب التذكاري في التزايد طوال اليوم. ورفع البعض علم أوكرانيا ووضع آخرون الكوفية الفلسطينية ولافتات كتبوا عليها "حرروا فلسطين". وانتقد أعضاء ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي سياسات ترامب على المنصة.

وقال واين هوفمان (73 عاماً)، وهو مدير أصول مالية متقاعد من وست كيب ماي في نيوجيرسي، إنه قلق من سياسات ترامب الاقتصادية واستخدامه الواسع للرسوم الجمركية. وأضاف: "سيكلف هذا الأمر المزارعين في الولايات الحمراء. سيكلف الناس وظائفهم، وخصوصاً حسابات التقاعد. خسر الناس عشرات الآلاف من الدولارات".

مسيرة في نوفي بميشيغن ضد خطط ترامب، 5 إبريل 2025 (Getty)
مسيرة في نوفي بميشيغن ضد خطط ترامب، 5 إبريل 2025 (Getty)

أمضى ترامب يومه في فلوريدا حيث لعب الغولف في ناديه في جوبيتر قبل أن يعود إلى منتجع مارالاغو، الذي يمتلكه، بعد الظهر. وبدعم من ترامب، أجرى فريق ماسك في إدارة الكفاءة الحكومية عملية تدقيق في الحكومة الأميركية، وألغى أكثر من 200 ألف وظيفة من أصل 2.3 مليون وظيفة في الحكومة الفيدرالية.

وأمس الجمعة، بدأت دائرة الإيرادات الداخلية في تسريح أكثر من 20 ألف موظف، أي ما يصل إلى 25% من قوة العمل. وتجمع المئات اليوم السبت أمام مقر إدارة الضمان الاجتماعي، وهي هدف رئيسي لإدارة الكفاءة الحكومية، بالقرب من بالتيمور، احتجاجاً على تخفيضات تستهدف الوكالة التي تقدم إعانات لكبار السن وذوي الإعاقة.

وسادت حالة من الغضب والتحدي بعدما أعلنت الوكالة مؤخراً عن تسريح سبعة آلاف موظف وإيقاف خدمات الهاتف للملايين. وعمل أعضاء من إدارة الكفاءة الحكومية داخل المبنى أسابيع. وحمل العديد من المتظاهرين، ومعظمهم متقاعدون، لافتات عليها شعارات مثل "أين ذهبت بلادي؟" و"أرسلوا ماسك إلى المريخ" و"ارفعوا أيديكم عن الضمان الاجتماعي".

وقالت ليندا فالكاو، التي ستبلغ الخامسة والستين بعد شهرين، أمام الحشد، إنها كانت تدفع اشتراكات الضمان الاجتماعي منذ أن كان عمرها 16 عاماً. وأضافت: "أشعر بالرعب والغضب الشديد والحيرة بسبب هذا الذي يحدث للولايات المتحدة. أنا أحب أميركا حقاً، وقلبي محطم. أحتاج إلى مالي. أريد مالي. أريد إعاناتي". رداً على ذلك، ردد الحشد هتاف "هذه أموالنا".

ونفت ليز هيوستن، مساعدة السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، اتهامات المتظاهرين بأن ترامب يسعى إلى تقليص الضمان الاجتماعي وبرنامج دفع تكاليف الرعاية الطبية (ميديكيد). وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني: "موقف الرئيس ترامب واضح: سيحمي دائما الضمان الاجتماعي وميديكير وميديكيد للمستحقين. في الوقت نفسه، يتمثل موقف الديمقراطيين في منح مزايا الضمان الاجتماعي وميديكير وميديكيد للمهاجرين غير الشرعيين، ما سيؤدي إلى إفلاس هذه البرامج وسحق كبار السن الأميركيين".

وقيدت دعاوى قضائية جزءاً كبيراً من أجندة ترامب، إذ تتهمه بتجاوز سلطاته من خلال محاولات طرد الموظفين في الحكومة وترحيل المهاجرين. عاد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني ليصدر سلسلة من الأوامر التنفيذية وتدابير أخرى يرى البعض أنها تتماشى مع أجندة (مشروع 2025)، وهي مبادرة سياسية محافظة للغاية لإعادة تشكيل الحكومة وترسيخ سلطة الرئيس.

وقبل ساعات من موعد انطلاق الاحتجاجات في الولايات المتحدة تحت شعار "ارفعوا أيديكم!"، تجمع مئات الأميركيين المناهضين لترامب المقيمين في أوروبا في كل من برلين وفرانكفورت وباريس ولندن للتعبير عن معارضتهم التغييرات الجذرية التي أجراها في السياسات الخارجية والداخلية الأميركية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون