الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال يرافقون مسيرة الأعلام الاستيطانية في القدس

26 مايو 2025   |  آخر تحديث: 15:24 (توقيت القدس)
مستوطنون في القدس خلال مسيرة الأعلام، 5 يونيو 2024 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نظمت جهات استيطانية مسيرة الأعلام في القدس بمشاركة أنصار اليمين المتطرف، حيث أمنت شرطة الاحتلال المسيرة التي شهدت هتافات عنصرية وأعمال عنف ضد الفلسطينيين.
- في رام الله، نظمت فعالية فلسطينية تزامناً مع المسيرة الإسرائيلية، دعت القوى الفلسطينية لتحرك شعبي موحد لمواجهة العدوان، مؤكدة على صمود الشعب الفلسطيني.
- أكد رمزي رباح على ضرورة تعبئة الطاقات الفلسطينية لمواجهة الهجمة الإسرائيلية، بينما دعا عصام بكر لتصعيد الفعل الشعبي المقاوم ضد سياسة التطهير العرقي.

تُنظم جهات استيطانية، اليوم الاثنين، ما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة، وهي مسيرة استفزازية تحظى بمشاركة واسعة من قبل أنصار اليمين المتطرف، بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً "يوم القدس"، في إشارة إلى ذكرى احتلال المدينة. وحشدت شرطة الاحتلال نحو 3 آلاف شرطي لتأمين المسيرة التقليدية التي تمرّ هذا العام أيضاً عبر باب العامود والبلدة القديمة، وصولاً إلى المنصة المركزية في ساحة حائط البراق.

وتدربت قوات الاحتلال على سيناريوهات محتملة، من قبيل الحاجة إلى عملية إجلاء سريعة للمشاركين في المسيرة في حال إطلاق صواريخ من اليمن. وقال الضابط المسؤول عن قسم العمليات في منطقة القدس في شرطة الاحتلال إلياهو ليفي: "لقد استعددنا أيضاً لاحتمالية إطلاق صافرات الإنذار أثناء المسيرة، وقمنا بتوجيه المنظمين، وسنقوم بتوجيه المشاركين ورجال الشرطة لإجراءات الإجلاء الجماعي على طول مسار المسيرة".

وكما هو الحال في كل عام، يشارك وزراء وأعضاء كنيست وعدد كبير من المستوطنين أبناء الشبيبة، في المدارس والمعاهد الدينية التابعة للصهيونية الدينية، في مسيرة الأعلام. وشهدت المسيرة في السنوات الأخيرة الكثير من العنف والهتافات العنصرية ضد الفلسطينيين. ووفق معلومات نشرتها صحيفة هآرتس اليوم، زادت البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة، التي تموّل المسيرة ميزانيتها في العامين الماضيين.

وتمر النساء المستوطنات المشاركات في المسيرة، التي تعود جذورها إلى سبعينيات القرن الماضي، عبر الحي اليهودي من البلدة القديمة في القدس، بينما يمر المستوطنون الذكور عبر باب العامود والحي الإسلامي. وغالباً ما تكون عملية الدخول إلى هذا الحي المكتظ مصحوبة بهتافات عدائية وعنصرية وحتى دموية، مثل "الموت للعرب" و"فلتحترقوا"، إلى جانب أعمال تخريب واعتداءات جسدية تستهدف المارة الفلسطينيين والصحافيين.

وتعقد حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو جلسة خاصة، عصر اليوم، لإحياء ذكرى ما يُسمى "يوم القدس"، وفي المساء، سيشارك نتنياهو في نشاطات بهذه المناسبة.

مسيرة في رام الله توازياً مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية

في الموازاة، انطلقت وسط رام الله في الضفة الغربية، خلال فعالية شارك بها العشرات تزامناً مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، دعوات لتحرك شعبي فلسطيني لكل قطاعاته، والتوحد خلف موقف مواجهة شعبي، وتغيير طبيعة السلطة الفلسطينية، من أجل إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي في غزة عبر الإبادة والتهجير، وفي الضفة والقدس عبر استخدام هجمات واستفزازات المستوطنين.

ونظمت القوى والفصائل الفلسطينية في رام الله وقفة رافضة للمحرقة والإبادة التي يواصلها الاحتلال، وسياسات التهجير القسري في غزة والضفة، وبالتزامن مع مسيرة الأعلام في القدس، ودعوات عصابات المستوطنين لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتبت عليها شعارات مناهضة لإجراءات وعدوان الاحتلال وهجمات المستوطنين، وتؤكد أن إرهاب المستوطنين لن يمر، وأن الإبادة والتهجير والتجويع لن تكسر صمود الشعب الفلسطيني، ولن تدفعه للرحيل من أرضه، وأخرى اعتبرت أن اقتحام المسجد الأقصى جريمة ضمن مخطط تهويد القدس لعاصمة دولة فلسطين.

الصورة
مسيرة في رام الله تزامناً مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية، 26 مايو 2025 )العربي الجديد)
مسيرة في رام الله تزامناً مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية، 26 مايو 2025 (العربي الجديد)

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رمزي رباح لـ"العربي الجديد" إن "هذا التحرك جزء من تحرك أشمل في كل المناطق الفلسطينية ولا تقتصر رسائله على نصرة غزة والوقوف إلى جانبها، فتواجه الضفة أيضاً عدواناً يتوسع". وأكد رباح أن الوجهة يجب أن تكون لتعبئة كل الطاقات والقوى الفلسطينية لمواجهة هذه الهجمة من أجل كسر أهدافها، سواء في تركيع غزة أو فرض شروط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المتمثلة بالسيطرة الأمنية الكاملة، ونزع سلاح المقاومة، وإبعاد "حماس"، والتهجير. وشدد رباح على أن الشعب الفلسطيني متمسك ببقائه حيث هو رغم المجازر وعمليات الهدم، لكن المقاومة في المقابل جاهزة للالتحام مع الاحتلال في الدفاع عن وجود الشعب الفلسطيني، معتبراً أنه لن تُكتب لأهداف الاحتلال النجاح في المعركة، بفعل الصمود.

واستطرد رباح قائلاً: "لكن هذا لوحده لن يكون كافياً، هذا صمود رائع وباسل وتاريخي، لكن مطلوب من كل شعبنا أن يتحرك بكل قطاعاته، وأن نوحد الموقف الفلسطيني، ونوحد كل الطاقات الفلسطينية في هذه المعركة، وأن نحشد الدعم الدولي والضغط الدولي على إسرائيل، الذي بدأ يعطي تحولات ضاغطة مهمة وملموسة، وأيضاً تعزيز مقومات صمود شعبنا على أرضه"، معتبراً أن هذه العناوين هي التي تشكل الحافز الآن لكل تحركاتنا الشعبية والنضالية والمقاومة الشعبية على الأرض.

بدوره، اعتبر منسق القوى والفصائل في رام الله والبيرة عصام بكر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الهجمات الاستيطانية الأخيرة في الضفة والقدس بالغة الخطورة، وتندرج في إطار سياسة التطهير العرقي التي تمارسها دولة الاحتلال ضمن حرب عدوانية على غزة، ومن ضمنها الاستباحة للمسجد الأقصى المبارك التي تمسّ مشاعر المسلمين.

وقال بكر: "الشعب الفلسطيني يؤكد اليوم بأنه باقٍ في هذه الأرض، والقدس لن تكون إلا عاصمة لدولة فلسطين، والشعب الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة والكفاح الوطني المشروع حتى نيل حقوقه، ولن تنال من عزيمته هذه الحرب العدوانية، واستباحة القرى في محافظة سلفيت وفي كافة أنحاء الأرض الفلسطينية". وأكد بكر أنه يمكن التصدي لكل هذه الهجمة بتصعيد كل أشكال الفعل الشعبي المقاوم، والعمل على وتيرة سياسية من أجل إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، واتخاذ استراتيجية وطنية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، وإعادة تغيير وظيفة السلطة برمتها لتكون سلطة في خدمة الشعب الفلسطيني، من خلال برامج ومشاريع تثبت وتعزز صمود الناس، والوجود الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية.

المساهمون