اقتحام واسع للأقصى بمشاركة بن غفير في ذكرى "احتلال القدس"
استمع إلى الملخص
- تسعى جماعات "الهيكل" المتطرفة، بدعم من الحكومة الإسرائيلية، إلى تغيير المشهد العام في القدس من خلال الاستفزازات والاعتداءات، حيث شارك 12 حاخاماً متطرفاً في الاقتحامات.
- أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية استفزازية داخل باحات المسجد الأقصى، وفرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة لتفريغ رمزية معركة "طوفان الأقصى".
اقتحم أكثر من ألفي مستوطن، على رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وعضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" إسحاق كرويزر، باحات الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967.
وقال عضو رابطة أمناء الأقصى، فخري أبو دياب، في حديث مع "العربي الجديد"، "إن ما يشهده المسجد الأقصى هو من أشدّ وأقسى وأعتى الأيام التي تمرّ على المدينة ومقدساتها"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد منذ مساء أمس إلى "عسكرة مدينة القدس بالكامل من خلال نصب الحواجز والمتاريس، ومنع الوصول حتى إلى البلدة القديمة، التي تُعدّ شريان الحياة التجاري في القدس، ما أدى إلى خنق اقتصادي متعمد، ومنع للسكّان من الحركة ومغادرة منازلهم".
وأكد أبو دياب أن جماعات "الهيكل" التي حشدت آلاف المستوطنين للاقتحام "تسعى لتكريس صورة السيادة والهيمنة على القدس الشرقية، من خلال صبغها بألوان العلم الإسرائيلي، وتكثيف أعداد المقتحمين؛ بهدف إشعار الفلسطينيين بأنهم غرباء في مدينتهم". وأشار أبو دياب إلى أنّ أعداد المقتحمين خلال الساعات المقبلة ستتجاوز الآلاف، في ظل دعم وحماية من شرطة الاحتلال التي تسعى من خلال هذا الحشد الكبير لإثبات سيطرتها على المدينة. وأكد أن "ضخ هذه الأعداد يأتي ضمن مخطط تشارك فيه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية مباشرة، ما يعكس انخراطها الكامل في هذا التصعيد والانتهاكات".
وقال: "الاحتلال لا يستهدف فقط المسجد الأقصى، بل يسعى لتغيير المشهد العام في القدس، عبر الاستفزازات والاعتداءات على المقدسيين وممتلكاتهم، وإطلاق العنان للمتطرفين من جماعات الهيكل". وبحسب أبو دياب، فإن 12 حاخاماً يشاركون اليوم في الاقتحامات، وهم يعتبرون من أشدّ اليهود تطرفاً والذين ينتمون إلى الحركة الصهيونية الدينية. كذلك تزامنت الاقتحامات مع عقد الحكومة الإسرائيلية جلسة استثنائية في أقصى شمال بلدة سلوان قرب حي وادي حلوة الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، وذلك يعني مشاركة الحكومة الاسرائيلية علناً في دعم الاقتحامات وليس اقتصار ذلك على وزراء متطرفين، إضافة إلى شطب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية وإلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى.
واعتبر أبو دياب أن هدف الاحتلال من الحشد الكبير في ذكرى احتلال القدس، الانتقام من رمزية معركة "طوفان الأقصى". وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال العدوان على قطاع غزة وانشغال العالم به، للانتقام من اسم المعركة، لتفريغ هذه التسمية من مضمونها، واستعادة الاعتبار للتيارات اليمينية المتطرفة التي تقود الحكومة الإسرائيلية اليوم. ولفت إلى أن "ما يجري اليوم في الأقصى يختلف عن أي عام سابق، إذ إن الاحتلال نجح، ولو جزئياً، في عزل القدس وفرض التقسيم الزماني، وأضعف حالة التضامن العربي والإسلامي، في ظل تنازل الأمة عن نصرة القدس، ما يشجع الاحتلال على المضي في مشاريعه التهويدية".
من جانبها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان صحافي، بأن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية علنية واستفزازية داخل باحات المسجد، ورفعت مستوطِنة علم الاحتلال ورقصت في المنطقة الشرقية من الأقصى. وتزامن ذلك مع فرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة، شملت نصب الحواجز وتضييق الحركة على المقدسيين، ولا سيما في محيط باب العامود والبلدة القديمة. وبحسب ما أفادت مصادر محلّية لـ"العربي الجديد"، فإن مجموعة من المستوطنين حاولت إدخال "لفائف التوراة" عبر باب المغاربة، كذلك فرضت شرطة الاحتلال حصاراً ميدانياً وقيوداً مشددة على الحركة والعبادة في أحياء القدس.