اغتيال وزير الشباب والرياضة بحكومة الحوثيين في صنعاء

اغتيال وزير الشباب والرياضة بحكومة الحوثيين في صنعاء

27 أكتوبر 2020
اغتيل زيد (الثاني من اليمين)، برصاص مسلحين مجهولين في منطقة حدة (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، اليوم الثلاثاء، تعرض وزير الشباب والرياضة، حسن زيد، لعملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون في العاصمة صنعاء ووصفتها بـ"الإجرامية".  
وأشارت الوزارة، في بيان صحافي، إلى أن عناصر اعترضوا سيارة الوزير زيد، التي كان يقودها وبرفقته ابنته، وأطلقوا النار عليه.  
ولم تكشف الوزارة عن موقع الحادث، لكن مصدر أمنياً قال لـ"العربي الجديد"، إن الحادثة وقعت في نهاية نفق حي حدة السكني في ظل إجراءات أمنية مشددة بالتزامن مع الاحتفالات التي ترتب لها الجماعة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الخميس القادم.   
وتم نقل الوزير زيد إلى أحد مستشفيات صنعاء، حيث فارق الحياة قبل خضوعه لعملية جراحية، فيما لا تزال ابنته تتلقى العلاج.  

وقالت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين إن الوزير زيد، وهو أمين عام حزب الحق الموالي للجماعة، لم تكن لديه أي حراسه شخصية، وكان دائما يتنقل بمفرده كأي مواطن.  
وفيما أشارت إلى أن التحقيقات والمتابعة الأمنية لا تزال جارية، اعتبرت وزارة الداخلية الحوثية أن عملية الاغتيال "تأتي ضمن مخطط العدوان لاستهداف الشخصيات والكوادر الوطنية"، في اتهام للتحالف السعودي الإماراتي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.  

 ويُعدّ حسن زيد من قيادات أحزاب اللقاء المشترك المعارض للنظام السابق، عندما كان أميناً لحزب "الحق" المنضوي ضمن تحالف أحزاب ضد حزب "المؤتمر الشعبي" العام الذي كان يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.  
وانخرط زيد في العمل الحكومي أواخر عام 2014، بعد تعيينه وزير دولة في حكومة خالد بحاح المشكلة عقب اجتياح الحوثيين لصنعاء، وفي أول حكومة للحوثيين بعد الانقلاب تم تعيينه بمنصب وزير للشباب والرياضة، الذي استمر فيه حتى تعرضه للاغتيال.  

وأدرج التحالف السعودي الإماراتي، خلال السنوات الماضية، الوزير زيد ضمن قائمة القيادات الحوثية المطلوبة له، حيث حلّ في الرقم 14 خلف قيادات الصف الأول السياسية والعسكرية والأمنية للجماعة.

وعلى الرغم من رصد التحالف السعودي 10 ملايين دولار نظير القبض أو قتل القيادي الحوثي، إلا أن حسن زيد ظل طيلة السنوات الماضية يتجول في صنعاء من دون أي حراسات سواء في سيارته أو أمام منزله، كما هو الحال مع باقي قيادات الجماعة.

وقال مصدر في وزارة الشباب بصنعاء لـ"العربي الجديد"، إن الجماعة كانت قد بدأت بتهميش زيد، وقامت بتعيين عدد من الوزراء العقائديين الموالين لها، كوكلاء للوزارة بهدف سحب الصلاحيات منه.

ولم يكن ينظر إلى زيد كقيادي مؤثر داخل الجماعة، وإضافة لعمله في منصب وزير الشباب والرياضة، كانت مواقفه الداعمة للحوثيين تبرز أيضاً من خلال الرئاسة الدورية لما تبقى من أحزاب اللقاء المشترك التي ظلت تعمل من صنعاء، على شكل بيانات تأييد سياسية.

ونعى اللقاء المشترك، الموالي للحوثيين بصنعاء، رئيسه الدوري حسن زيد، واعتبر أن عملية الاغتيال "مؤامرة مدروسة" من العدوان السعودي الأميركي، وفقاً لتعبير بيان نقلته قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.

كما نعى المكتب السياسي لجماعة الحوثيين الوزير حسن زيد، ودعا السلطات المعنية لملاحقة من وصفهم بـ"الجناة المباشرين" بالجريمة، وكشفهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.

وفيما تتواتر الاتهامات للحوثيين بالوقوف خلف العملية ضمن صراعات أجنحة داخلية، اعتبر المكتب السياسي للحوثيين أن ما تسعى إليه "قوى العدوان" من زعزعة للأمن في صنعاء لن يتحقق.

وإضافة إلى الاغتيال الغامض الذي طاول شقيق زعيم الجماعة إبراهيم بدر الدين الحوثي، في أغسطس/آب 2019، شهدت صنعاء سلسلة من عمليات الاغتيال طاولت قادة سياسيين مدنيين، أبرزهم الدكتور محمد عبد الملك المتوكل والدكتور أحمد شرف الدين في العام 2014، مع بداية الاضطرابات داخل اليمن.

كما تعرض الصحافي والسياسي الموالي للحوثيين عبد الكريم الخيواني لعملية اغتيال بصنعاء، في مارس/آذار 2015، وذلك قبل أيام من انطلاق العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي ضد الجماعة.