اغتيال وتفجيرات غداة إعلان "طالبان الباكستانية" بدء عمليات الربيع

15 مارس 2025   |  آخر تحديث: 21:42 (توقيت القدس)
من موقع تفجير في إقليم خيبر بختونخوا، 5 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت باكستان تصاعدًا في العنف بعد إعلان طالبان الباكستانية عمليات "الخندق"، حيث قُتل المفتي منير شاكر في تفجير استهدفه في بيشاور، وأعلنت جماعة "إشاعة التوحيد والسنة" مسؤوليتها عن التفجير.
- اتهم نجل المفتي أجهزة الأمن بالتورط في مقتل والده، مشيرًا إلى التهديدات المستمرة التي تلقاها ومنعه من السفر، ودعا أنصار والده لحمل السلاح.
- تزامنت الأحداث مع هجمات على مراكز أمنية، حيث اتهم الجيش الباكستاني أفغانستان والهند بدعم الجماعات المسلحة، بينما نفت طالبان الأفغانية هذه الاتهامات.

شهدت باكستان، اليوم السبت، أعمال عنف وتفجيرات غداة إعلان طالبان الباكستانية عمليات الربيع المسماة عمليات "الخندق" ضدّ الجيش الباكستاني، وكان أبرز تلك الأعمال التفجير الذي وقع على بوابة مسجد في مدينة بيشاور وأدى إلى مقتل عالم الدين المعارض لكل من الحكومة و"طالبان" المفتي منير شاكر.

وأعلنت جماعة "إشاعة التوحيد والسنة"، التي كان يترأسها المفتي منير شاكر، أن الرجل قد أصيب بجراح خطيرة إثر انفجار وقع على البوابة الرئيسية مساء اليوم السبت، ونُقِلَ إلى المستشفى المركزي في مدينة بيشاور، لكنه توفي لاحقاً جرّاء الإصابات البليغة إثر الانفجار.

وأضافت الجماعة الدينية أن أربعةً من حراسه ورفاقه أيضاً أصيبوا بجروح، وأن هدف التفجير كان المفتي، كما أشارت الجماعة إلى أن الرجل تلقى تهديدات عديدة من قبل مسلحين، وكانت الاستخبارات التابعة للجيش قد أبلغته قبل أيام بأن هناك جهات تسعى لتصفيته، لكن الرجل لمّا طلب الحماية من الجهات الأمنية والاستخبارات رفضت ذلك، وأكدت أن دورها يقتصر على إبلاغه بالتهديدات.

مقتل عالم الدين المعارض لكل من الحكومة وطالبان المفتي منير شاكر

من جانبه، قال نجل الرجل، عبد الله شاكر، في حديث له مع وسائل إعلام إنّ والده كان يتلقى تهديدات بالقتل باستمرار، وإن أجهزة الأمن كانت تبلغه أيضاً بأن هناك جهات تسعى لقتله، لكنه في الوقت نفسه كان ممنوعاً من السفر إلى الخارج، وكانت الحكومة وأجهزة الأمن تصادر الأسلحة التي كانت بحوزته لحماية نفسه، كما أنها كانت تلاحقه في كل مكان.

واتهم شاكر أجهزة الأمن بالتورط في قتل والده، مطالباً جميع أنصار حزب الشيخ وتلاميذه بحمل السلاح، وقال إن الأمور لا تسير على هذا المنوال، "إذ إنّ هؤلاء يقتلوننا واحداً بعد الآخر"، مشيراً في الخصوص إلى أجهزة أمن الدولة دون الحديث عن أي جماعة مسلحة قد تكون ضالعة في قتل والده.

وكان المفتي شاكر خلال وجود القوات الأميركية في أفغانستان من المؤيدين للجيش الباكستاني، لكنه لاحقاً أصبح من المعارضين له، ومن ثم تعرض للاعتقال مرات عدّة ومنع من السفر إلى الخارج، في الأثناء، تعرض مركز للشرطة الباكستانية في مقاطعة خيبر القبلية المحاذية للحدود الأفغانية لهجوم كبير من مسلحين، مساء اليوم السبت، وقال أحد سكان المنطقة ويدعى بابر خان لـ"العربي الجديد" إن تفجيرات عديدة وقعت في المنطقة، وإن إطلاق نار مكثف يُتبادل بين الطرفين.

ولم تعلق السلطات الباكستانية حتى الآن على الحادثة. وفي وقت سابق اليوم، تعرضت ثلاثة مراكز أمنية لهجمات كبيرة من المسلحين في منطقة لكي مروت وتانك، ودارت اشتباكات عنيفة بين المهاجمين وقوات الأمن، وبينما أكدت طالبان الباكستانية، في بيان لها، قتل وإصابة العديد من رجال الأمن والشرطة، أعلنت الحكومة المحلية في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان، وقوع الهجمات دون الحديث عن الخسائر.

وتعرض مقرّ للجيش الباكستاني، أمس الجمعة، لهجوم نفذه عدد من الانتحاريين في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من المقر، ووقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش، وكان الجيش الباكستاني قد أعلن في بيان له إحباط العملية وقتل الانتحاريين خلال محاولتهم الدخول إلى داخل مقر الجيش.

تأتي كل هذه التطورات غداة إعلان طالبان الباكستانية أمس الجمعة عمليات الربيع، التي سمتها عمليات "الخندق"، مؤكدة، في بيان لها، أن "كل أساليب القتال سوف تستخدم خلال هذه العمليات، وسوف تمتد إلى كل ربوع باكستان"، كما نشرت الحسابات الموالية لحركة طالبان الباكستانية قوافل المقاتلين وهم بالمئات يتحركون بين الجبال في المقاطعات القبلية ويطلقون هتافات تؤكد استعدادهم للقتال.

واتّهم الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شريف، أمس الجمعة، أفغانستان والهند بالوقوف وراء الجماعات المسلحة وما تشهده الساحة الباكستانية من أعمال عنف، وقال إن الهند تقدم تمويلاً مالياً وأفغانستان تساهم في تنفيذ الخطط وإيواء المسلحين.

كما زعم الناطق باسم الجيش أن الهجوم الأخير على قطار في إقليم بلوشستان قبل ثلاثة أيام الذي نفذه جيش تحرير بلوشستان، قد خطط له في أفغانستان، وأن الحكومة الأفغانية تدعم المسلحين الذين يربكون أمن إقليم بلوشستان، "ما يشير إلى أن الجيش الباكستاني لا يتهم طالبان الأفغانية فحسب بدعم طالبان الباكستانية، بل بدعم الانفصاليين البلوش أيضاً"، وفق قوله.

من جانبه، نفى نائب الناطق باسم طالبان الأفغانية حمد الله فطرت صحة ما ورد في تصريحات الناطق باسم الجيش، وقال في بيان، إن ذلك "موقف غير مسؤول وإن على باكستان أن تتجنب التصريحات والمواقف غير المسؤولة لأنها لا تصبُّ في مصلحة أحد"، مضيفاً أنّ "الجيش الباكستاني يسعى لإخفاء فشله من خلال إلقاء اللوم على آخرين".