قالت الشرطة العراقية في محافظة السليمانية، ثاني مدن إقليم كردستان شمالي البلاد، الجمعة، إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على عضو بارز في حزب العمال الكردستاني، المعارض لأنقرة، وسط المدينة، خلال تواجده قرب أحد الأفران، ما أدى الى وفاته على الفور، مؤكدة أن القتيل قدم إلى المدينة لأغراض العلاج، وتعتبر حادثة الاغتيال هذه هي الثالثة خلال أقل من شهرين، بعد اغتيال عضوين بأحزاب كردية معارضة لإيران تتواجد في مدينة السليمانية.
وبحسب مسؤول في شرطة السليمانية، فإن مسلحين اثنين "أطلقا النار على أحد الكوادر المتقدمة بحزب العمال الكردستاني، يبلغ من العمر 60 عاماً، وسط مدينة السليمانية، ما أدى إلى وفاته على الفور"، مضيفا، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أنها "عملية اغتيال مخطط لها، والشخص المستهدف قدم قبل أيام للمدينة لغرض العلاج".
فيما نشرت وسائل إعلام محلية في مدينة السليمانية بياناً لحزب العمال المعارض لتركيا، والذي ينشط في مدن عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان، ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية، أكد فيه مقتل أحد أعضائه، متهماً المخابرات التركية بالوقوف وراء العملية.
ووفقاً لبيان أصدرته لجنة العلاقات الخارجية للحزب، فإن "المخابرات التركية قامت باغتيال ياسين بولوت، واسمه الحركي (شكر سرحد)، وهو أحد عناصر الحزب في السليمانية"، ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، تحييد 6 عناصر من حزب العمال الكردستاني بضربة جوية شمالي العراق, وقالت الوزارة، في بيان، إن "القوات التركية المسلحة تواصل تدمير أوكار الإرهابيين في شمالي العراق"، مبينة أنه "تم تحييد 6 إرهابيين من عناصر حزب العمال في عملية جوية بمنطقة قارة شمالي العراق"، مؤكدة أن "عملياتنا ستستمر ضد عناصر الحزب بشكل حاسم وفعال".
Kahraman Türk Silahlı Kuvvetlerimiz, Irak’ın kuzeyindeki terör inlerini yerle bir etmeye devam ediyor.
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) September 17, 2021
Gara bölgesine icra edilen hava harekâtıyla 6 PKK’lı terörist daha etkisiz hâle getirildi. Terörle mücadelemiz etkin ve kararlı şekilde devam edecek! pic.twitter.com/Hbsu9nJoee
ويطالب المسؤولون في حكومة إقليم كردستان الحكومة العراقية باتخاذ موقف حاسم لإخراج عناصر الحزب من الأراضي العراقية، سيما وأنه يؤثر على الحياة فيها. وقال محافظ دهوك على "تويتر"، إن "وجود عناصر الحزب ألحق ضرراً بالغاً بمئات القرى على طول الشريط الحدودي في إقليم كردستان، بعدما حولها إلى ساحة صراع دموي مسلح مع تركيا، ولم تتمكن حكومة الإقليم من إيصال الخدمات إلى تلك القرى بسبب القتال والقصف المستمر".
وقال المحافظ في تصريح لوكالات أنباء كردية محلية أن "مسلحي الحزب يمنعون تنفيذ المشاريع الخدمية في القرى والمناطق الحدودية التي يتواجدون فيها داخل إقليم كردستان، ويزرعون العبوات الناسفة ويهاجمون قوات البيشمركة".
وأضاف: "تم التوقيع قبل أيام على إنجاز مشاريع تعبيد طرق بين 12 قرية في دهوك، إلا أننا لم نتمكن حتى الآن من الشروع فيها وإعادة إعمار تلك المناطق، بسبب تأثير مسلحي الحزب".
وتستهدف العمليات التركية مقار وتحركات عناصر حزب العمال الكردستاني في عدة مناطق شمالي العراق، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين وآفشين وباسيان وجبل كيسته والزاب، شمالي دهوك وشرقي أربيل، ونجحت إلى غاية الآن في القضاء على العشرات من مسلحي "حزب العمال" وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة لهم.