اغتيال تشارلي كيرك... ترامب ينعى متطرفه "شهيداً"

12 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 04:06 (توقيت القدس)
تشارلي كيرك في فينيكس ـ أريزونا، 19 ديسمبر 2024 (تشيني أور/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اغتيال تشارلي كيرك، رمز اليمين المحافظ، يعكس تصاعد الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، حيث قُتل أثناء إلقائه كلمة في جامعة يوتا فالي، مما أثار فوضى وذعر بين الحضور.
- ردود الفعل كانت واسعة، حيث وصفه ترامب بـ"شهيد من أجل الحقيقة والحرية"، وأمر بتنكيس الأعلام، منتقداً الخطاب المتطرف. نعى نتنياهو كيرك، مشيداً بدعمه لإسرائيل.
- كيرك كان شخصية مؤثرة في الأوساط المحافظة، معروفاً بتنظيم فعاليات ومناظرات. اغتياله أثار دعوات لإنهاء العنف السياسي وتعزيز الحوار السلمي.

شكّل اغتيال أحد أبرز رموز اليمين الأميركي المحافظ والمتطرف تشارلي كيرك مؤسس منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية"، أول من أمس الأربعاء، مشهداً تصعيدياً في الانقسامات الأميركية الداخلية، التي ازدادت حدة منذ محاولة اغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 14 يوليو/تموز 2024، مع تحولها إلى عنف سياسي متمادٍ يهدد النظم السياسية الأميركية، ويُسهم في تسريع الأجندات بين الجمهوريين الساعين إلى تعديل الخرائط الانتخابية والسياسية، وبين الديمقراطيين الراغبين بتغيير مشهد الكونغرس في الانتخابات النصفية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2026.

اغتيال تشارلي كيرك

وقُتل تشارلي كيرك المقرّب من ترامب أثناء إلقائه كلمة في فعالية بجامعة يوتا فالي، وذلك برصاصة أصابت رقبته. وذكرت المتحدثة باسم الجامعة إيلين ترينور، في بيان، أن كيرك البالغ من العمر 31 عاماً أصيب بعد نحو 20 دقيقة من بدء إلقائه كلمة في حرم الجامعة، وأن "المشتبه به أطلق الرصاص من مبنى يبعد نحو 200 ياردة (نحو 183 متراً)". ومع أن الجامعة أعلنت في البداية عن القبض على المشتبه به، غير أن المسؤولين ذكروا لاحقاً أن الشخص الذي احتجزته الشرطة وظهر في مقاطع فيديو انتشرت عبر الانترنت لم يكن المسلح، بل ظل القاتل هارباً. وأفاد المحققون بأن الرصاصة الوحيدة المستخدمة أطلقها رجل يرتدي الأسود من سطح مبنى في حرم الجامعة. وقدّرت أعداد من كانوا يحضرون الفعالية بأكثر من ألف شخص.


ترامب: لم يفهم أحد أو يمتلك قلب الشباب في الولايات المتحدة أفضل من تشارلي

 

وأظهر أحد الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تشارلي كيرك ينتفض والدماء تسيل من رقبته، حيث كان يلقي خطاباً في خيمة كتب عليها شعار "العودة الأميركية"، بينما أظهرت مقاطع أخرى أشخاصاً يركضون خارج الفعالية بعد سماع دوي إطلاق النار. وأوضح البرلماني السابق في يوتا جايسن شافيتس الذي كان حاضراً، لمحطة فوكس نيوز، أن تشارلي كيرك كان يرد على أسئلة الحضور عندما أصيب بطلقة من سلاح ناري. وروى السياسي الذي بدت عليه الصدمة: "السؤال الأول كان حول الديانة. وقد تكلم مدة 15 إلى 20 دقيقة تقريباً. والسؤال الثاني كان حول مطلقي النار المتحولين جنسياً ومطلقي النار الذي يتسببون في سقوط ضحايا كثر. وخلال رده على هذا السؤال أُطلقت النار". وتابع بالقول: "علا الصراخ وبدأ الجميع بالركض". وروت صوفي أندرسون لصحيفة ديلي ميل أنها كانت على مسافة 30 متراً من المنصة موضحة: "أصيب في العنق وسقط أرضاً وتحول إلى نافورة دم". ورداً على أسئلة محطة "سي بي أس"، قالت طالبة فضلت عدم الكشف عن هويتها إن تشارلي كيرك كان شبه ميت على الفور.

وعلّق ترامب على الاغتيال بالإشارة عبر منصة تروث سوشال إلى أن "العظيم وحتى الأسطوري تشارلي كيرك مات. لم يفهم أحد أو يمتلك قلب الشباب في الولايات المتحدة أفضل من تشارلي. لقد كان محبوباً من قبل الجميع، خصوصاً أنا". بعدها أمر ترامب بتنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حتى يوم الأحد المقبل، ثم تحدث في البيت الأبيض معرباً عن "حزنه وغضبه" إزاء مقتل تشارلي كيرك، مضيفاً أن "هذه لحظة عصيبة لأميركا". ووصف كيرك بأنه أصبح "شهيداً من أجل الحقيقة والحرية". وربط ترامب مقتل كيرك بإطلاق النار عليه في بتلر، بنسلفانيا، في 14 يوليو 2024، وحوادث عنف بارزة أخرى، بما في ذلك إطلاق النار على مسؤول تنفيذي في شركة يونايتد هيلث كير في نيويورك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإطلاق النار على زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز عام 2017، في معرض انتقاده "العنفَ المتطرف والسياسي". واعتبر أنه "منذ سنوات، واليسار الراديكالي يشبّه أميركيين رائعين من أمثال تشارلي بالنازيين وبأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين في العالم. هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده اليوم في بلدنا، وهذا الأمر يجب أن يتوقف فوراً". وأضاف: "ستتعقّب إدارتي كلّ من ساهم في هذه الجريمة الشنيعة وفي أيّ عنف سياسي آخر، بما في ذلك المنظّمات التي تمولّهم وتدعمهم".

ويُعد كيرك أحد أبرز النشطاء المؤيدين لترامب والشخصيات الإعلامية المحافظة في الولايات المتحدة، ولديه جمهور ضخم عبر برنامجه الإذاعي اليومي بعنوان "برنامج تشارلي كيرك"، ويشتهر بين الأوساط المحافظة بشكل كبير من خلال تنظيم فعاليات في حرم الجامعات، ومناظراته مع الطلاب الليبراليين في قضايا مثل المسيحية والمثلية وغيرها. ولكيرك 6,9 ملايين مشترك عبر انستغرام و3,8 ملايين عبر يوتيوب، وقد ساهم نفوذه في استقطاب ترامب الرجال الشباب الأميركيين من خلال ترويج مفهوم العائلة التقليدية. والأحد الماضي، تصدر كيرك حدثاً في طوكيو نظمه حزب سانسيتو اليميني المتطرف، الذي حقق مكاسب كبيرة في انتخابات مجلس الشيوخ الياباني في يوليو الماضي بنيله 15 مقعداً من أصل 248. كذلك تحدث كيرك في كوريا الجنوبية.

ولم يكن تشارلي كيرك بعيداً عن تأييد إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، منكراً تعمّد الاحتلال تجويع سكان القطاع أو استهداف المدنيين، واعتبر ذلك "دعاية مضادة". ومع أنه مؤيد كبير لإسرائيل وكرر مراراً انها "غيّرت حياته" خلال زياراته إليها، إلا أن تشارلي كيرك تحدث في مداخلة له على بودكاست للمقدم الأميركي باتريك بيت ـ ديفيد، في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن هناك أسئلة توجب طرحها في إسرائيل. وقال في البودكاست: "ذهبت إلى إسرائيل وإلى حدود غزة. من الصعب جداً لأحد أن يخترق القطاع باتجاه إسرائيل". وتطرق خلال هذا الحديث إلى أن "إسرائيل كانت على مشارف الحرب الأهلية في الأشهر التسعة الماضية بسبب التعديلات القضائية"، لافتاً إلى أن "عشرات آلاف الإسرائيليين كانوا في الشارع لأن (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بيبي (بينامين) نتنياهو يريد تعديل الدستور". ولفت إلى أنه "كانت هناك تظاهرات مقررة في إسرائيل ضد نتنياهو كان سيشارك فيها عشرات الآلاف. كل شيء انتهى. نتنياهو يقود حكومة طوارئ بصلاحيات واسعة".


نتنياهو: قُتل تشارلي كيرك بسبب قوله الحقيقة والدفاع عن الحرية

نتنياهو ينعى كيرك

انتقادات تشارلي كيرك في ذلك الحين لم تمنع نتنياهو من نعيه، أمس الخميس، بالقول: "قُتل تشارلي كيرك بسبب قوله الحقيقة والدفاع عن الحرية. صديق أسدي لإسرائيل، حارب الأكاذيب ووقف شامخاً من أجل الحضارة اليهودية المسيحية". وأضاف: "لقد تحدثت معه قبل أسبوعين فقط ودعوته إلى إسرائيل. وللأسف، لن تتم تلك الزيارة. لقد فقدنا إنساناً لا يصدق. فخره اللامحدود بأميركا وإيمانه الشجاع بحرية التعبير سيتركان تأثيراً دائماً". بدورها، أعربت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر عن صدمتها "بشدة بمقتل تشارلي كيرك في ولاية يوتا. ولا مكان للعنف السياسي في مجتمعاتنا. أفكارنا وتعازينا مع عائلته".

كذلك، دعا الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى "إنهاء العنف السياسي"، وقال بايدن في منشور على منصة إكس: "لا مكان في بلدنا لهذا النوع من العنف، يجب أن ينتهي الآن، أنا وجيل نصلي من أجل عائلة تشارلي كيرك وأحبائه". أما الرئيس الأسبق باراك أوباما فعلق على وسائل التواصل الاجتماعي على الحادثة قائلاً إنه "لا مكان" لهذا النوع من العنف، فيما ذكر الرئيس الأسبق بيل كلينتون أنه "حزن وغضب" لوفاة كيرك، وقال على منصة إكس: "آمل أن نراجع أنفسنا جميعاً ونضاعف جهودنا للانخراط في نقاشات جادة، ولكن سلمية". ورأت نائبة الرئيس السابقة المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كامالا هاريس أن "العنف السياسي لا مكان له في الولايات المتحدة".

إعلام وحريات
التحديثات الحية
المساهمون