استمع إلى الملخص
- جمعت الأدلة من كاميرات المراقبة في مناطق الانفجارات، وتم تعزيز القوات عند الحواجز في الضفة الغربية وسط مخاوف من عمليات إضافية، مع مشاورات لشن هجوم على الضفة.
- رغم فشل إحباط التفجيرات الأخيرة، نجح الشاباك في إحباط أكثر من 150 عملية منذ بداية العام، وتستمر العمليات في شمال الضفة ضمن عملية "السور الحديدي".
اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والوحدة المركزية في شرطة الاحتلال، اليوم الجمعة، يهودياً إسرائيلياً على ذمّة التحقيق، بشبهة مساعدة الجهات التي تقف خلف تفجير العبوات الناسفة في ثلاث حافلات قرب تل أبيب الليلة الماضية (الخميس- الجمعة)، فيما أفاد موقع واينت العبري بأن "الشاباك" اعتقل ثلاثة مشتبه بهم في الضلوع في قضية التفجيرات، بينهم يهوديان إسرائيليان. وبدورها، ذكرت هيئة البث (كان) اعتقال يهوديين إسرائيليين، من سكان حولون وبات يام، بشبهة الضلوع في نقل المنفّذين الذين وضعوا المتفجرات في الحافلات.
وبحسب الشبهات، فإنّ أحد الإسرائيليين نقل الأشخاص الذين وضعوا المتفجرات في الحافلات. وتشير التقديرات الإسرائيلية، وفقاً لمصادر عسكرية، إلى أن الجهات التي حاولت تنفيذ سلسلة الهجمات في مدينتي بات يام وحولون وصلت من الضفة الغربية المحتلة. وبناء على ذلك، تنفّذ أجهزة الأمن الإسرائيلية إجراءات واسعة في محاولة لفهم حقيقة ما حدث. ونقل موقع والاه العبري عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: "في هذه المرحلة، لا توجد نتائج قاطعة. لم تُغلق الدائرة بعد، ويجب انتظار ما ستحدده أجهزة الاستخبارات".
من جانبها، أفادت القناة 12 العبرية بأنّ أحد المشتبه بهم الموقوفين هو من سكان غوش دان في منطقة تل أبيب، قيل له إنه مشتبه به في نقل "مقيم غير شرعي"، والتعامل مع متفجرات، والضلوع في عمل إرهابي والمساس بأمن الدولة، كما مُنع من لقاءِ محامي دفاع.
حظر نشر التحقيقات حول تفجيرات تل أبيب
إلى ذلك، جمعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توثيقات من كاميرات مراقبة، على مقربة من مناطق حدوث الانفجارات في حولون وبات يام، لجمع مزيد من الأدلة، ومحاولة التعرّف على المنفّذين، وفهم كيفية قيامهم بوضع المتفجّرات، فيما تتواصل عمليات البحث عنهم.
لاحقاً، أفادت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، بأنّ "محكمة الصلح في تل أبيب أصدرت أمر حظرِ نشر في القضيّة التي يجري التحقيق فيها من الوحدة المركزيّة في لواء تل أبيب، التي تتعلّق بالتحقيق في شبهة وقوع حدث أمنيّ في بات يام وحولون". وبحسب بيان الشرطة، "يُحظر بموجب الأمر نشر أيّ تفصيل من تفاصيل التحقيق، أو أيّ معلومة قد تؤدّي إلى كشف هويّة المشتبه بهم، ويبقى ساري المفعول حتّى تاريخ 13.03.2025".
في غضون ذلك، بدأ جيش الاحتلال تعزيز قواته عند الحواجز في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في ظل مخاوف من تنفيذ عمليات. وجرت الليلة الماضية، مشاورات بين رئيس الأركان هرتسي هليفي، ووزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، صدرت إثرها تعليمات لشنّ هجوم على الضفة بحجة إحباط العمليات.
وتأتي هذه التطورات رغم العدوان الذين يشنّه الاحتلال على الضفة الغربية خاصة في شمالها، وتكثّيفه ذلك في الأسابيع الأخيرة بإطلاق عملية "السور الحديدي"، مستهدفاً المقاومة والبنى التحتية المدنية، ما أدّى إلى استشهاد مدنيين. وتقرر اليوم إرسال ثلاث كتائب تحت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش، تعزيزاً للقوات في إطار العملية، كما سيوفر الجيش دعماً للشرطة على المستوى الداخلي في حال طلبت ذلك.
وقال مصدر أمني لوسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، "يواصل الجيش الإسرائيلي إجراء تقييم مستمر للوضع ويستعد لتوسيع العمليات الهجومية، والعمليات لإحباط الإرهاب في شمال السامرة (الضفة المحتلة) مستمرة طوال الوقت". ونقل موقع والاه عن مسؤول أمني قوله إن "الأحداث في بات يام وحولون خطيرة جداً"، وإنه جرى إنشاء فريق عمل خاص لتعقّب منفذي التفجيرات ومنع محاولات هجوم إضافية.
ورغم إخفاق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إحباط الانفجارات التي كان يمكن أن تؤدي إلى خسائر إسرائيلية فادحة، لو وقعت في وقت عمل الحافلات، نجح "الشاباك" وفق تقارير إسرائيلية، في إحباط أكثر من 150 عملية ضدّ أهداف إسرائيلية منذ بداية العام، بما في ذلك "بنية تحتية إرهابية" لجهات كانت تعتزم تنفيذ هجمات باستخدام عبوات ناسفة وأحزمة متفجرة في العمق الإسرائيلي.