اعتقال معارض تركي بتهمة التجسس

اعتقال معارض تركي بتهمة التجسس

30 نوفمبر 2021
السياسي المعتقل قدم "استشارات" لوكلاء أجانب مقابل المال (Getty)
+ الخط -

أمرت محكمة باعتقال أحد مؤسسي أحزاب المعارضة التركية بتهمة "التجسس السياسي والعسكري"، وتلقي أموال من دبلوماسيين غربيين، في حين نشرت وسائل إعلام صورا، اليوم الثلاثاء، قالت إنها للمتهم أثناء تلقيه الأموال.

ونقلت قناة "خبر تورك" التركية أن متين غورجان، مؤسس حزب "دواء"، الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، المنشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، تمت متابعته لمدة عام من قبل القوى الأمنية، تبين خلالها تلقيه أموالا مقابل تقارير قدمها لدبلوماسيين غربيين.

وقادت النيابة العامة في أنقرة تحقيقات في قضيته، حيث تعقبت فرق مكافحة الإرهاب المعارض غورجان لمدة عام تقنيا وفيزيائيا، وتم توقيفه للتحقيق معه قبل أيام في إسطنبول، ونقل إلى أنقرة، ولكن صدر قرار باعتقاله وتوجيه تهمة "التجسس السياسي والعسكري" بحقه.

وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن غورجان واجه أسئلة مفصلة، وتمت مواجهته بالمشاهد والفيديوهات التي التقطت له، إذ أكد في الإفادة التي قدمها أنه "قدم خدمات استشارة تتعلق بتاريخ القوات المسلحة اعتبارا من عام 2019، لأفراد ومؤسسات، وأنها تضمنت استشارات تتعلق بتاريخ وأعمال الجيش التركي في كل من تركيا وسورية والعراق وإيران وأوكرانيا وأفغانستان وليبيا".

وأضاف أن المعلومات التي كان يقدمها "تُجمّع من المصادر المفتوحة والمسموح بالولوج إليها وتحليلها"، وأنه "لم يعمل على أي أنشطة تجسس في المعلومات التي قدّمها، ولم يعمل على تقديم أي معلومات ووثائق خاصة".

وأفاد الإعلام التركي بأن "النيابة العامة حققت مع غورجان بشأن الفيديوهات التي تظهر لقاءه مع دبلوماسيين غربيين في أحد الفنادق، وفي موقف سيارات أحد مراكز التسوق، وأن المشاهد أظهرت تلقيه مغلفاً من أحد الدبلوماسيين، وأنه سئل عن هوية الدبلوماسي، وعن أهدافه من تقديم المعلومات المطلوبة، وعن محتويات المغلّف"، من دون ذكر جنسية وهوية الدبلوماسي.

وأجاب عن هذه التساؤلات بقوله إن "الدبلوماسي يعمل في إحدى السفارات، وأنه قدم معلومات من مصادر مفتوحة للاستفادة منها، وهي معلومات عن دول معينة، عبر تقارير تشمل التطورات الأسبوعية وتحليلات عنها، وأن الظرف كان يتضمن ملاحظات عن التحليلات، وأن المقابل المادي كان 400 دولار شهريا".

وقالت قناة "a haber" المقربة من الحكومة إن "المشاهد تظهر غورجان يأخذ ظرفا من دبلوماسي إيطالي كان يتضمن مبلغ 3 آلاف دولار عن 6 أشهر، بواقع 500 دولار للشهر الواحد، وأنه طلب مخصصاته بشكل مسبق".

كما استخدم غورجان في تقاريره رمز "HQ" للتعبير عن دائرة الاستخبارات وقيادات الجيش، وكلمة "ministry" للحديث عن وزارة الخارجية، نافيا أن "يكون قد أقدم على أي تصرفات تشير إلى أهداف تجسسية".

ونقلت "خبر تورك" عن ملف التحقيق فحوى حديث غورجان مع الدبلوماسي الذي سأله عن مسألة مركز المراقبة التركية الروسية المشتركة في إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، حيث أجاب المعارض التركي: "لن تكون هناك أي مهام للقوات التركية في المنطقة، وسيتم الاكتفاء بالمراقبة من دون أي دوريات".

وأفاد بأن "روسيا لا ترغب بتاتا أن تكون هناك أي دوريات عسكرية تركية في المنطقة، وأنه متأكد من ذلك مائة في المائة بعد معلومات حصل عليها من صديق له في أنقرة، وأن تركيا طلبت مراقبة المنطقة بطائراتها المُسيّرة، ولكنّ روسيا رفضت ذلك". ثم سأله الدبلوماسي: "هل روسيا هي من ستجمع المعلومات، وتركيا ستكتفي بالمراقبة"؟ ليجيب: "بالتأكيد"، ليرد الدبلوماسي بأن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجد في النهاية طريقا له في القوقاز".

وغورجان (45 عاما) انضم للجيش برتبة ملازم في عام 1998، وخدم فيه 17 عاما، قبل أن يستقيل ويعمل في مجال الأبحاث والتحليلات السياسية، والظهور في القنوات التلفزيونية، وقدم اسمه لوزارة الداخلية ضمن مؤسسي حزب "دواء" الذي تأسس في عام 2020.