اعتقال قيادي بارز بدمشق متورط في مجازر حي التضامن

26 مارس 2025
قوات الأمن في حي التضامن بدمشق، 9 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقلت قوات الأمن السورية ماهر زياد حديد، المتهم بارتكاب جرائم قتل واعتقال في حي التضامن بدمشق عام 2013، ضمن حملة تستهدف المتورطين في هذه الجرائم.
- شهدت مدينة صحنايا توترًا بعد اعتداء على امرأة، مما أدى إلى مواجهات بين الطائفة الدرزية والعشائر الوافدة، وتدخلت قوات الأمن لتهدئة الأوضاع.
- انفجار لغم أرضي في قرية البويهج بريف حلب أدى إلى مقتل امرأة وابنها، مما يبرز خطر الألغام ومخلفات الحرب على المدنيين.

اعتقلت قوات الأمن السورية، اليوم الأربعاء، أحد القياديين العسكريين في قوات النظام السابق المتهم بارتكاب جرائم قتل واعتقال واختفاء قسري بحق المدنيين في حي التضامن بدمشق، فيما تسود مدينة صحنايا جنوب العاصمة أجواء من التوتر عقب مواجهات بين بعض المكونات المحلية.

وذكرت وزارة الداخلية السورية، أن مديرية أمن دمشق ألقت القبض على المدعو ماهر زياد حديد، وهو أحد القادة العسكريين وذراع الأمن العسكري في حي التضامن بدمشق زمن النظام البائد، ومتورط في جرائم قتل واعتقال وتغييب بحق المدنيين في الحي، مشيرة إلى أنه سيُقدم إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

وكان حي التضامن قد شهد عام 2013 ارتكاب قوات النظام السابق العديد من المجازر، جرى توثيق بعضها في مقاطع مصورة، حيث أظهرت المشاهد إطلاق الرصاص على عشرات الأشخاص معصوبي الأعين ودفنهم في مقبرة جماعية، قبل أن يعمد عناصر النظام السابق إلى حرق جثثهم، وذلك بقيادة صف الضابط في استخبارات النظام أمجد يوسف.

ونجحت قوات الأمن في الأيام الأخيرة في اعتقال العديد من المتورطين في مجازر حي التضامن، بينهم كامل شريف عباس، وماهر حديد، أحد عناصر مليشيا قوات الدفاع الوطني في شارع "نسرين" بالحي، ويتهم بالمشاركة في ارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين، إذ ظهر في العديد من الصور وهو يقف وسط جثث المدنيين في الحي.

وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إن التحقيقات مع المعتقلين تقود إلى مزيد من الاعتقالات لعناصر النظام السابق المتورطين في عمليات القتل والانتهاكات الجسمية التي حصلت في منطقة التضامن اعتبارا من العام 2013، والتي كان أغلبها يتم على أيدي متطوعين ضمن ما يسمى "الدفاع الوطني" المشكل من مسلحين محليين، ترعاهم أجهزة أمن النظام السابق.

إلى ذلك، تعيش مدينة صحنايا في جنوب دمشق أجواء توتر بعد المواجهات التي حصلت مساء أمس بين مقيمين في المنطقة من أبناء الطائفة الدرزية ومن أبناء العشائر الوافدين من دير الزور. واجتمع الشيخ إبراهيم الهفل الذي وصل إلى صحنايا مع مقاتلين محليين من عشيرته بهدف تهدئة الأوضاع. ويطالب أبناء العشائر بتسليم شخص قالوا إنه اعتدى على امرأة من إحدى العشائر خلال مشاجرة حصلت بين قريب لها وأحد عناصر قوات الكرامة من الطائفة الدرزية، وهو ما استدعى تدخل قوات الأمن العام التابعة لحكومة دمشق.

وعبّرت الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز والمجتمع الأهلي ومنظمات المجتمع المدني في صحنايا، عن رفضها كل أشكال الفتنة وأعمال العنف والشغب، وقالت في بيان: "ننفي جميع الأخبار الكاذبة والشائعات التي انتشرت عبر بعض صفحات التواصل (...) الحادثة التي وقعت ليلة أمس هي خلاف فردي بحت لم يتجاوز إطاره الشخصي". وأكد البيان أنه لم يحصل أي اشتباك عسكري على أرض الواقع، وكل ما تم تداوله عن مواجهات مسلحة أو سقوط قتلى محض شائعات.

يذكر أن مدينة صحنايا وأشرفية صحنايا، التي يقطنها ما يزيد عن 700 ألف نسمة، تعدّ ذات تركيبة سكانية متنوعة، ويسكنها أبناء من مختلف المحافظات السورية، بينهم الدروز، والمسيحيون، وأبناء دير الزور، وحوران، وحمص ومن ريف دمشق.

وفي شمال البلاد، قتلت امرأة وابنها البالغ 18 عاماً، وأصيب ثلاثة من أبناء المرأة بينهم طفل بجروح، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات النظام السابق في قرية البويهج على طريق منبج القديم بريف حلب. وذكر الدفاع المدني السوري اليوم الأربعاء، أن "الموت الذي زرعه نظام الأسد عن طريق مخلفات الحرب والألغام في مناطق سورية واسعة، ما زال يسرق أرواح المدنيين ويقوّض أنشطتهم وعودتهم لمنازلهم ومزارعهم بمناطق سورية واسعة".